عودة مستشفى 57357 إلى دوره الوطني ضرورة حتمية لابد منها، وذلك لأهمية هذا الصرح الطبي الكبير، ودوره البارز في علاج غير القادرين والبسطاء من مرض السرطان.
أعضاء البرلمان تفاعلوا مع الأمر، وطالبوا بضرورة حل الأزمة المالية التي يتعرض لها المستشفى الذي بني بسواعد المصريين، مؤكدين أن التهديد بغلقه تحت ادعاءات الأزمات المالية المزعومة أو عدم القدرة على القيام بمهامها، سابقة خطيرة لا يجب أن تمر دون رقابة ومحاسبة.
تشكيل لجنة برلمانية مشتركة لإنقاذ المستشفى
طالب الدكتور محمد الوحش، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، بمناقشة ملف مستشفى 57357 بكل هدوء وموضوعية، من أجل التوصل إلى وضع أفضل الحلول لمواجهة الأزمة المالية الكبيرة داخل المستشفى.
واقترح "الوحش" في طلب إحاطة قدمه إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، أن يتم مناقشة جميع الملفات والقضايا التي تم تداولها خلال المرحلة السابقة داخل لجنة مشتركة من لجان الصحة والخطة والموازنة والتضامن الاجتماعي بالمجلس، مع استدعاء الوزيرة ومجلس أمناء المستشفى لمناقشة ملف المستشفى برمته داخل اللجنة المشتركة.
وطالب الدكتور محمد الوحش من مجلس أمناء مستشفى 57357 تجهيز جميع المستندات المالية وغير المالية لفحصها ومناقشتها بكل هدوء داخل اللجنة البرلمانية المشتركة، مؤكدا أنه لا يوجد اتهام لأحد ولكن كل ما نريده هو عودة هذا الصرح الطبي الكبير لدوره الوطني والمهم في إنقاذ أطفال مصر، خاصة داخل أهالينا من الأسر الفقيرة وغير القادرة للعلاج من مرض السرطان.
وقال، إنه من المعروف عالميا أن مرض السرطان يأتي على قمة الأمراض التي تتطلب تكاليف وموارد مالية كبيرة للعلاج منه، والأسر الفقيرة وغير القادرة لن تستطيع تدبير هذه المبالغ الكبيرة، وكان مستشفى 57357 هو الملاذ الوحيد أمامهم لعلاج أطفالهم بالمجان.
وطالبوكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، من الحكومة أن تقوم في الوقت الراهن بدورها في إنقاذ المستشفى من أزمته المالية، مناشدًا جميع رجال الأعمال والاستثمار الوطنيين والمواطنين من القادرين الإسراع في التبرع بأموالهم على أن يتم تشكيل لجنة مؤقتة داخل مستشفى 57357 لإدارة هذه الأموال خلال هذه الفترة حتى تنتهى اللجنة البرلمانية المشتركة من عملها على أن تقوم بإعداد تقرير شامل وواضح لعرضه ومناقشاته في الجلسات العامة لمجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، ليتم اقرار التوصيات والقرارات من المجلس وتوجيهها للمسئولين للعمل على تنفيذيها على أن يتضمن التقرير جميع القضايا والملفات المتعلقة بعمل المستشفى ومستقبلها بكل شفافية وموضوعية، حتى يتعرف الرأي العام على جميع الحقائق الخاصة بهذا الصرح الطبي الكبير والوطني والذى يفخر به كل المصريين.
وأعرب الدكتور محمد الوحش عن أمله في أن يتم تنفيذ هذه المبادرة التي ليس لها أي هدف سوى إنقاذ مستشفى 57357، من أجل أن يعود إلى دوره الوطني في علاج أطفال مصر الأبرياء من مرض السرطان، وإدخال الفرحة في قلوبهم وقلوب أسرهم وكل المصريين الوطنيين الشرفاء الذين يحرصون على تقدم جميع أنواع الدعم والمساندة لهذا الصرح الطبي الذى يقدم خدمات طبيعية رفيعة المستوى وبمواصفات عالمية، مؤكدا أن مستشفى 57357 قدم خدمات ناجحة وجليلة في علاج الاطفال بالمجان من مرض السرطان.
سؤال برلماني بشأن أزمة مستشفى 57357
ومن جانبه، تقدم النائب عاطف المغاوري رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، بسؤال برلماني إلى المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى وزيرة التضامن، بشأن ما تم تداوله من أخبار عن الأزمة التي يتعرض لها مستشفى 57357 لسرطان الأطفال "المقر الرئيسي" والأفرع، وما يتعرض له فرع طنطا من الإغلاق والتوقف، حيث تم مواجهة المواقف بإلحاقه لمستشفيات جامعة طنطا لإنقاذه من التوقف، وتقديرا للحالات التي تتلقى العلاج عن طريقه.
وأضاف "المغاوري": "السؤال يتعلق بالموضوعات التالية: أولا: التبرعات التي ذهبت إلى جمعية أصدقاء المبادرة الوطنية لأصدقاء الأطفال المرضى بالسرطان، ثانيا: ما قيل عن إنشاء أكاديمية بالمستشفي.. أين؟، ومن رئيسها؟، وجهازها الإداري، ومرتباتهم؟، وترخيصها؟
وتابع: "هل تم توريد التبرعات التي تم جمعها باسم المستشفى بكافة الوسائل والجهات والمصادر إلى المستشفى، لتصرف في الغرض الذي تم التبرع بها من أجله، وما هي الشخصيات التي استفادت بالمشروع، وما هي الحقيقة حول تقرير أحد المنظمات القانونية الأمريكية بشأن إهدار التبرعات التي تم جمعها عن طريق الجمعية الأمريكية لأصدقاء مستشفى 57357"؟.
سابقة خطيرة لا يجب أن تمر دون رقابة ومحاسبة
وأعلن النائب عمرو درويش، أمين سر لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، تقدمه ببيان عاجل إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، حول أزمة مستشفى 57357، ما بين التهديد بالإغلاق، وسوء التخطيط، وتخبط القرارات، بالإضافة إلى تصفية الكوادر المدربة، وتجميد عضوية بعض الأعضاء.
وأضاف "درويش" في البيان العاجل المقدم منه: "مستشفى الأطفال 57357 ليست مستشفى نمطية، بل هي صرح كبير أقيم بأموال وتبرعات المصريين ومساهمات الأشقاء من الدول العربية والصديقة، ويساهم في علاج آلاف الأطفال المصابين بمرض السرطان سنويا".
وتابع أمين سر لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب: "رغم القيمة الاجتماعية والإنسانية التي تساهم بها المستشفى، إلا أن مسيرتها مليئة بالأزمات والمهددات التي تمثل إهدارًا للقيم الإنسانية والاجتماعية التي على أساسها أُنشئت المستشفى وجمعت التبرعات من أجل مساعدتها للقيام بواجباتها".
وأشار النائب إلى التصريحات المتخبطة للمسئولين في المستشفى، ووجود شبهات متعددة، ما بين سوء الإدارة والتخبط في اتخاذ القرارات، تجميد عمل أفرع أو إغلاقها، مخالفات إدارية، تصفية العمالة المدربة، وتجميد عضوية بعض أعضاءها، ادعاءات بالإفلاس، ثم مناقضة التصريحات بوجود وفورات مالية.
وأكد أن التهديد بغلق مستشفى 57357 تحت ادعاءات الأزمات المالية المزعومة أو عدم القدرة على القيام بمهامها، سابقة خطيرة لا يجب أن تمر دون رقابة ومحاسبة وعقاب من تسبب في توالي الأزمات على هذا الصرح الهام الذي بني بسواعد المصريين.
