قال البابا بندكتوس السادس عشر يجب على عملية التحول الآن أن تخزن الزخم. فجسد ودم المسيح يوهبان لنا لكي نتحول نحن بدورنا إلى جسد المسيح، إلى لحمه ودمه. نأكل جميعنا الخبز الواحد وهذا يعني أننا نصبح واحدًا. بهذا الشكل، يضحي السجود اتحادًا. فالله لا يقف أمامنا الآن كالآخر الكلي ببساطة. إنه فينا، ونحن فيه.
تدخل ديناميته فينا ومن ثم تسعى للإشعاع نحو الآخرين حتى تملأ العالم، بغية أن يضحي الحب حقيقةً المقياس السائد في العالم. يسرني أن أبين هذه الخطوة التي يحضنا العشاء الأخير على القيام بها عبر استعراض مختلف معاني كلمة "سجود" في اليونانية واللاتينية.
إن الكلمة اليونانية للسجود هي proskynesis. تشير الكلمة إلى إيماءة الخضوع، والاعتراف بالله كمقياسنا الحق الذي يقدم لنا المقياس الذي ينبغي علينا إتباعه. تعني أن الحرية لا تقتصر على التلذذ بالعيش باستقلالية مطلقة، بل أن نعيش بحسب مقياس الحق والخير، لكي نضحي بدورنا حقيقيين وخيّرين. هذه الإيماءة هي ضرورية رغم أن توقنا إلى الحرية يجعلنا ميالين إلى مقاومتها في البدء. يمكننا أن نقبلها بالكلية فقط إذا ما قمنا بالخطوة التالية التي يقترحها علينا العشاء الأخير. الكلمة اللاتينية للسجود هي ad-oratio– إتصال فم بفم، قبلة، معانقة، بالتالي، الحب. الخضوع يضحي اتحادًا، لأن من نخضع له هو المحبة. وبهذا الشكل يأخذ الخضوع معناه، لأنه لا يفرض علينا شيئًا من الخارج، بل يحررنا بالعمق من الداخل.
يذكر انه في الساعة 9:34 من صباح يوم 31-12-2022 في دير Mater Ecclesiae (أم الكنيسة) في الفاتيكان توفي الباباالفخري بنديكتوس السادس عشر جوزيف راتسينغر نسر اللاهوت خليفة القديس بطرس