عقدت بمكتبة مصر العامة بالوادي الجديد، اليوم السبت، المائدة المستديرة السادسة ضمن فعاليات الدورة 35 للمؤتمر العام لأدباء مصر، دورة المفكر والناقد شاكر عبدالحميد، والتي تعقد برئاسة الكاتب محمد سلماوي، وأمانة الدكتور حمدي سليمان، احتفالا بمرور 111 عاما على ميلاد الأديب العالمي نجيب محفوظ.
شارك في الفعالية الكاتب فتحي سليمان، والروائية ضحى عاصى، عضو مجلس النواب، والكاتبة صفاء عبد المنعم، وأدار اللقاء الناقد سيد الوكيل.
تحدثت الكاتبة صفاء عبد المنعم، عن كتابتها لنص إبداعي عقب وفاة الأديب نجيب محفوظ يحمل عنوان "جلالة المشهد"، حيث تناول النص رثاء حزينا منذ إعلان الوفاة حتى دفن الأديب، وذلك في إطار قصصي سردى يتضمن مراسم عناوين الأعمال الأدبية والروايات وأسماء الشخصيات الرئيسية في تلك الروايات، كما استعرضت نصا آخر لتحليل رواية "اللص والكلاب".
وحول شهادته عن الراحل نجيب محفوظ، أشار الكاتب فتحي سليمان إلى استعانته بجملة محفوظ "أكتب لمن أحب وعن ما أحب"، حيث تناول بالحديث علاقة نجيب بثورة ١٩٥٢، حيث لم يكتب نجيب عن الثورة لفترة طويلة، كما قدم قراءات نقدية لبعض كتابات ومؤلفات نجيب محفوظ، موضحا أن نجيب استطاع عمل كوبري بين الفيلم والرواية لأول مرة وهذا حدث منذ فيلم "بين السماء والأرض"، ويعد هذا الفيلم من أروع الأفلام لأنه يدور في مكان واحد مغلق.
وتحدثت الروائية ضحى عاصي، عن نجيب محفوظ وعلاقته بالسينما، والمخيلة الشعرية أو الأدبية في النصوص التى نقلت إلى السينما، مشيرة إلى أن هناك علاقة إشكالية كبرى بين الأدب والسينما، لأن النص السينمائي يكون للمخرج، أما الرواية فتكون للأديب وحده، مؤكدة أن نصوص نجيب محفوظ ما زالت حية حتى الآن، لأن منهج نجيب في الكتابة يقوم على انتصار الإنسان والبشر، إلى جانب التنوع والقدرة على كتابة شخصيات بشكل فيه عمق وصدق، كما ألقت الضوء على فترة محاولة اغتيال نجيب بسبب رواية "ولادنا حارتنا"، مؤكدة أنه كان مستهدفا لاغتياله معنويا قبل حدوث تلك المحاولة الفاشلة.
في ختام المائدة فتح باب المناقشة مع الحضور، حيث أوضح د. عبدالرحيم الكردى، أن رؤية المبدعين للمبدع تختلف عن رؤية الناقد للمبدع، كما تحدث عن جانب اللغة في كتابات ومؤلفات نجيب لأن الكلمة الواحدة في تلك الكتابات بألف صورة، وتتميز كلمات نجيب في بعض الروايات باللغة شعرية، كما حاول نجيب إيجاد لغة وسط بين اللغة العربية العامية والفصحة، وأوضح علاقة نجيب بثورة ٥٢ من انتقاده للثورة في رواية اللص والكلاب والشحات والثرثارة فوق النيل، وأكدت على أن هناك مجموعة كبيرة من النقاد شاركوا في جريمة اغتيال نجيب قبل المحاولة التى تمت بالفعل، وفى مداخلة أخرى طالب د. عادل ضرغام من المؤتمر عمل ندوة في كل دورات المؤتمر القادمة لنجيب محفوظ لأنه الأديب الوحيد الحاصل على جائزة نوبل، فلابد من الحديث عنه في كل الفعاليات الثقافية والأدبية التى تحدث في مصر.
وفي مداخلة الدكتور محمود الضبع تحدث عن أهيمة العمل على إعادة إحياء مشروع لتبسيط روايات نجيب محفوظ للأطفال والصغار.
تأتي فعاليات المؤتمر برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، واللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، ويتضمن عددا من الجلسات البحثية والموائد المستديرة والأمسيات الشعرية، وتشرف على تنفيذه الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، والإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الشاعر عبده الزراع ، إضافة إلى العديد من الفعاليات التي تقام بالتزامن مع جلساته من خلال إقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة ضياء مكاوي بواحة الداخلة وقراها، في ضوء إعلان محافظة الوادي الجديد عاصمة للثقافة المصرية لعام 2023.