الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

فورين بوليسي: على الغرب التدخل لتجنب حرب جديدة في ناجورنو كاراباخ

منطقة ناجورنو كاراباخ
منطقة ناجورنو كاراباخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة القائمة حول إقليم ناجورنو كاراباخ، وذلك بعد احتشاد آلاف المتظاهرين الأذريين منذ 12 ديسمبر الجاري بممر لاشين الحيوي، الذي يشكل الطريق الوحيد الذي يربط مواطني سكان الإقليم من الأرمن بالعالم الخارجي.
ووفقًا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يهدد غلق الممر الحيوي بحدوث أزمة إنسانية كبيرة، إذ تشير بعض الإحصائيات المحلية إلى انقطاع إمدادات الغذاء والوقود والمستلزمات الطبية عن حوالي 120 ألف فرد من الأرمن؛ ودعت وزارة الخارجية الأمريكية السلطات الأذرية إلى فتح الممر، كما قدمت بيانا بذلك إلى مجلس الأمن.
ويطالب الأرمن الذين يستوطنون إقليم ناجورنو كاراباخ باستقلالهم منذ ثمانينيات القرن الماضي منذ أن كانت أذربيجان وأرمينيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي السابق، وذلك رغم الاعتراف الدولي بأن الإقليم المتنازع عليه جزء من الأراضي الأذربيجانية لكنه يخضع لسيطرة الأرمن منذ حربهم مع الأذريين في فترة التسعينيات وإعلان الطرف الأرميني عام 1991 قيام دولتهم المسماة بجمهورية "أرتساخ" غير المعترف بها دوليا حتى الآن.
وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية تحاول حكومة أذربيجان تأكيد سيطرتها على الإقليم وسكانه، حيث نجحت القوات الأذرية في استرداد الإقليم عام 2020 بعد حرب دامية دامت حوالي 44 يومًا.
في حين تواجه قوات حفظ السلام الروسية بعض التحديات أثناء محاولتها وضع الإقليم تحت مزيد من السيطرة في ظل المظاهرات الحالية التي بدأت بشكاوى محددة حول أنشطة التعدين بمناطق تقع تحت سيطرة أطراف من أصول أرمينية قبل أن تتطور إلى أزمة قومية أوسع نطاقًا؛ في غضون ذلك، أدت المظاهرات إلى انقطاع الغاز الطبيعي عن سكان الإقليم من الأرمن لمدة ثلاثة أيام.
ولفتت المجلة إلى تراجع الدور الذي تلعبه موسكو من الأزمة منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير الماضي، مما جعل لأذربيجان اليد الطولى في تسوية مشكلاتها باستخدام القوة رغم طرح المشكلات ذاتها على مائدة المفاوضات.
ويتبنى كل من المجلس الأوروبي وموسكو مسارين للسلام يسيران بالتوازي لتهدئة التصعيد بين الطرفين وإنهاء القضايا العالقة بينهما، بما في ذلك الوضع القانوني للإقليم، إلا أن تفوق أذربيجان العسكري وثروتها من الموارد الطبيعية قد مكنها من تصريف الأمور لصالحها على أرض الواقع.
وكانت القوات الأذرية قد شنت هجومًا على إحدى الأراضي الأرمينية في 12 سبتمبر الماضي، بعد أسبوعين فقط من عقد مباحثات سلام بين الرئيس الأذري إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في بروكسل؛ ووفقا لتصريحات نقلتها "فورين بوليسي" عن أحد المحللين المتخصصين في السياسة الخارجية في بروكسل، تسعى أذربيجان إلى فرض سلام "يستند كليا إلى شروطها الخاصة".
وأضافت المجلة أن الرئيس الأذري يحاول الضغط على الجانب الأرميني لإعادة دمج منطقة ناجورنو كاراباخ مع أذربيجان نفسها، بينما يرى الجانب الأرميني أن الدمج الكامل بدون أي ضمانات أمنية هو بمثابة تمهيد لعملية تطهير عرقي، سواء بالعنف المباشر أو باتخاذ إجراءات رسمية صارمة لإجبار سكان الإقليم من الأرمن على الرحيل.
ونوهت المجلة بأنه رغم تعهدات أذربيجان بمعاملة سكان إقليم ناجورنو كاراباخ من الأرمن كمواطنين أذريين، إلا أن سوء أوضاع حقوق الإنسان في أذربيجان تجعل هذه التعهدات لا قيمة لها، ناهيك عما ارتكبه بعض الجنود الأذريين من جرائم بشعة في حق الجنود الأرمن تضمنت إعدام عدد من أسرى الحرب والعنف الجنسي ضد المجندات، فضلا عن استهداف مدنيين.
وقال مايكل روبن، من معهد "أمريكان إنتربرايز"، إن واشنطن بحاجة إلى التصرف مثل "المشرف" الذي يُبقي الجهود الدبلوماسية على المسار الصحيح، ويعني هذا استخدام أدوات تشمل تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأذربيجان. ففي الفترة من 2002 إلى 2020، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية 164 مليون دولار كدعم أمني لأذربيجان دون إشراف كاف على الشروط الرئيسية للدعم، مثل ضمان عدم استخدامها من قبل أذربيجان لأغراض هجومية ضد أرمينيا.
واختتمت المجلة بالتأكيد على أهمية إعادة القوى الدولية النظر في معطيات الأزمة للخروج بتسوية تضمن تحقيق السلام والرخاء للجميع، محذرة من عواقب زيادة زعزعة الاستقرار بمنطقة جنوب القوقاز إذا لم يتدخل المجتمع الدولي لنزع فتيل الأزمة في أقرب وقت ممكن.
وأوضحت المجلة أنه بالرغم مما قد يحمله هذا الصراع من إيجابيات بالنسبة لموسكو، حيث يبرر استمرار وجود قوات حفظ السلام الروسية بمنطقة استراتيجية تربط بين أرمينيا وأذربيجان وإيران، إلا إن استمرار الصراع سيكون له عواقبه على الأطراف كافة، إذ سيشجع الطرف الأقوى على التمادي في سلوكه العدواني، فضلا عن تقويض النفوذ الغربي وزعزعة الثقة في إمكانية التوصل إلى تسوية دائمة لأي نزاع من خلال المفاوضات.