قال البابا بندكتوس ال١٦ عن عيد الفصح انه في ليلة الفصح، يمرّ ملاك الموت فوق مصر ويقتل الأبكار منها.
أما التحرر فتحرر من أجل الحياة. فالمسيح، أوّل القائمين من الموت، يأخذ عليه الموت ويفتّت سلطان الموت بقيامته.
فلا تعود الكلمة الأخيرة للموت. وتبيّن محبة الإبن أنها أقوى من الموت لأنها توحّد الإنسان بمحبة الله، وهي الله ذاته. فقيامة المسيح إذاً لا تذكرنا بمصير إنسان واحد وحسب، فهو اليوم حاضر إلى الأبد،
لأنه حيّ يجمعنا كلّنا كيما تكون لنا الحياة: "أما أنتم فسترونني حياً وتحيا نفوسكم" (يو 14: 19). وعلى ضوء الفصح، يرى المسيحيون أنهم شعب يحيا بحق.
فقد وجدوا سبيلهم في عتمة الوجود الذي هو أشبه بالموت منه بالحياة. لقد اكتشفوا الحياة الحقة: "والحياة الأبدية هي أن يعرفوك، أنتَ الإله الحق وحدكَ، ويعرفوا الذي أرسلتَه يسوع المسيح" (يو 17: 3).
وأما التحرر من الموت فهو في الوقت عينه تحرر من أسر النزعة الفردية، ومن سجن الذات، ومن عدم القدرة على الحبّ وعلى بذل الذات. وبذلك يصبح الفصح حدث العماد الكبير، حيث يجسّد الإنسان، إن جاز التعبير، الخروج عبر البحر الأحمر، فينتفض من وجوده إلى الشركة مع المسيح ومنها إلى الشركة مع كل من ينتمون إلى المسيح. القيامة تبني الشركة.
هي تخلق شعب الله الجديد فالمسيح القائم من الموت لا يبقى وحيداً، بل يجذب الخليقة جمعاء إليه ويخلق شركة كونية جديدة مع البشر.