الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

متى تنتهي الأزمة الأوكرانية ويعم السلام؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 ساعات معدودات وتغرب شمس سنة كانت من أصعب السنين التي شهدتها مصر، بل والعالم أجمع، كنتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا وارتفاع أسعار السلع وتباطؤ معدلات النمو في الأغلبية العظمي لدول العالم، حتي تلك التي تتمتع بالثراء ؛ كالدول الصناعية السبع، وغيرها في مختلف قارات العالم في24 فبراير بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا كرد فعل لسعي النظام الأوكراني للانضمام لحلف الناتو، وهو مبرر غير قانوني ويتناقض مع مبادئ العلاقات الدولية التي تؤكد علي حل النزاعات بالطرق السلمية، لكن النظام الروسي كان مبيتا نيته علي اكتساح الأراضي الأوكرانية على غرار ما فعل الاتحاد السوفييتي السابق بغزوه أراضي تشيكوسلوفاكيا عام 1968، وان كان ذلك الغزو لم يدم طويلا، فقد اضطرت القيادة السوفيتية حينئذ لسحب قواتها خضوعا لإرادة المجتمع الدولي. لكن القيادة الروسية في سنة 2022 تختلف في تفكيرها الاستراتيجي عن قيادة 1968 ؛ حيث يطمح الرئيس بوتين لرفع سقف شعبيته في أوساط الشعب الروسي علي أمل الاستمرار في الحكم حتي الرمق الأخير من حياته !! لكن بوتين لم يتوقع أن تصدر الأمم المتحدة بأغلبية أكثر من 140 دولة قرارا يطالب بسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية وإنهاء الاحتلال الروسي علي الفور. لم يتوقع بوتين أيضا أن تلقي قواته مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية وتلاحم الشعب الأوكراني مع جيش بلاده وقيادة الدولة، وهكذا وجد الرئيس الروسي نفسه، بعد مضي أكثر من عشرة أشهر من الغزو، عاجزا عن تحقيق هدفه الاستراتيجي باحتلال أوكرانيا وارغام قيادتها علي الاستسلام ! صحيح أن الرئيس بوتين له أنصاره والمعجبين بسلوكه في أوساط الكثيرين هنا في مصر وفي دول أخري عديدة، وهؤلاء يمثلون شريحة كبيرة من الرأي العام، لكن الأغلبية ليست دائما علي حق ! ؛ إذ تفكر دائما بالعاطفة وتجذبها الشعارات البراقة الخادعة ! ولا شك أن مصر تأثرت كثيرا من تداعيات الغزو الروسي لاوكرانيا، إذ تربطها بالدولتين علاقات دبلوماسية واقتصادية متينة، وتعتمد مصر علي احتياجاتها من القمح والعديد من السلع التي تستوردها من هاتين الدولتين، لكنها، تمشيا مع مبادئها الثابتة، صوتت لصالح قرار الأمم المتحدة الذي دعا لانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، وهذا هو الموقف المصري الثابت الذي لم يتغير على مر السنين ؛ فقد كانت مصر في مقدمة الدول التي وقفت ضد الغزو العراقي للكويت عام 1990، كما أن الدبلوماسية المصرية كانت ولاتزال تضع القضية الفلسطينية في صدارة اهتماماتها وتطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والجولان وجميع الأراضي التي احتلت عام 1967. ويقف الشعب المصري مؤازرا وداعما ومؤيدا لقيادته في كافة الخطوات التي تخطوها على الصعيدين العربي والدولي. لقد عاني الشعب المصري خلال سنة 2022 من غلاء الأسعار وصعوبة المعيشة، وهي أثار أفرزتها الحرب الروسية الأوكرانية، لكن شعب مصر يأمل أن يهل عام جديد مليء بالخير والاستقرار، عالم بلا حروب او نزاعات، عام يحس فيه المواطن المصري بما حققته الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي من إنجازات هائلة خلال السنوات الماضية. فلنتفاءل بالعام الجديد داعين الله سبحانه وتعالي أن يكون عام خير وبركة لمصر وشعبها.