كشفت دراسة جديدة عن أن بعض المرضى من المرجح أن يحصلوا على فائدة سريعة وهامة من تناول مادة "الكيتامين" الدوائية، والتي تتداول تجاريا في هيئة عقار باسم "كيتالا" لعلاج الإكتئاب، أكثر من غيرها.
وقال الباحثون، إنه بشكل عام، بينما استفاد معظم المرضى من العقار، فإن حوالي ثلثهم شهدوا "تحسنا سريعا" في أعراض الاكتئاب لديهم.. ويبدو أن بعض خصائص المريض تتنبأ بهذا المستوى من الفائدة.. فقد خلصت الباحثة "بريتانى أوبراين"، أستاذ مساعد طب النفس والعلوم السلوكية في كلية "بايلور" في مدينة "هيوستن" الأمريكية إلى أن "الأفراد المصابين بالإكتئاب الشديد والذين لديهم تاريخ من صدمات الطفولة يكون لديهم إحتمالية أفضل للإستجابة السريعة والقوية للكيتامين".
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت في عام 2019، على مشتق من "الكيتامين" يسمى إسكيتامين (سبرافاتو) للإكتئاب الذي فشل في الإستجابة لإثنين على الأقل من مضادات الاكتئاب التقليدية.. يختلف الإسكيتامين، الذي يُعطي كرذاذ أنفي، عن " الكيتامين"، وهو مخدر قابل للحقن يمكن أن يكون له تأثيرات تغير العقل.
وتضمنت الدراسة الحالية، ما يقرب من 300 شخص يعانون من الإكتئاب الشديد وتم علاجهم بثلاث جرعات من الكيتامين في عيادة خارجية.
وكان المشاركون يبلغون من العمر 40 عاما، في المتوسط، ومعظمهم من الرجال، ولم يستجيبوا لاثنين على الأقل من مضادات الاكتئاب في الماضي، وتم قياس التغيرات المزاجية باستخدام مقياس موحد للاكتئاب خلال ست زيارات للعيادة من بين مجموعة الدراسة، تم تحديد ثلاثة أنماط متميزة من الإستجابة "للكيتامين" من قبل الباحثين.. وعانت مجموعة واحدة من الإكتئاب الشديد قبل العلاج لكنها شهدت تحسنا سريعا وكبيرا في الأعراض.
وتلقت المجموعة الثانية المصابة بالاكتئاب الشديد الحد الأدنى من الفوائد، وشهدت المجموعة الثالثة - التي كانت أقل اكتئابا من المجموعتين الأخريين قبل العلاج - تحسنا تدريجيا في أعراض الإكتئاب ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد والذين أبلغوا عن تاريخ من سوء المعاملة والصدمات في مرحلة الطفولة كانوا من بين الأكثر عرضة للاستجابة السريعة والقوية للكيتامين.
وقالت "أوبراين"، "هذه النتيجة تحتاج إلى مزيد من الإختبار بعناية من أجل فهم أفضل للدور المحتمل للصدمة في الإستجابة العلاجية للكيتامين".. لم يتم فهم كيفية تأثير الصدمات السابقة على الإستجابة للكيتامين تماما، ولكن قد يلعب التحسس دورا، يحدث التحسس عندما يتعرض الشخص لمحفز ويزداد حساسية تجاهه بمرور الوقت.
وأضافت "أوبراين": "نعتقد أن الكيتامين يعمل بشكل جيد مع بعض الأشخاص المصابين بالإكتئاب لأن العقار يمنع آثار الحساسية ".. "قد يعمل الكيتامين كحاجز لمنع أي منبهات تؤدي إلى الاكتئاب من أن يكون لها آثارها.. مؤكدة، بقولها:"يجدر التفكير في استخدام الكيتامين إذا كانت علاجات الخط الأول للاكتئاب (أي الأدوية المشار إليها والمعتمدة والمعالجات النفسية القائمة على الأدلة) تم وصفها وتجربتها ولكنها ليست فعالة بشكل كافٍ في تخفيف الأعراض".
وأضافت أن العديد من الدراسات أظهرت أن حقن الكيتامين التي يتم تسليمها في بيئات خاضعة للرقابة من قبل المهنيين الطبيين آمنة وليست مسببة للإدمان".