على مدار الساعات القليلة الماضية جرى تداول إغلاق حديقة الحيوان بالجيزة بالكامل بداية من الأسبوع المقبل ولمدة عام، من أجل بدء أعمال التطوير والتجديد داخل الحديقة، ونقلت العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية عن مصادر مسؤولة بحديقة الحيوان قولها بأن إغلاق حديقة الحيوان سيكون تمهيدًا لبدء أعمال التطوير الشاملة للحديقة على أن يتم نقل الحيوانات غلى أماكن مناسبة من أجل بدء خطة التطوير الجديدة التي وافق عليها مجلس الوزراء قبل أيام.
خطة تطوير حديقة الحيوان
ومساء الخميس الماضي، وافق مجلس الوزراء على مشروع تطوير حديقتي الحيوان والأورمان بمحافظة الجيزة، ضمن خطة الدولة لتطوير الحدائق الكبرى بالشراكة مع القطاع الخاص، لخدمة المواطنين وتحقيق عائد يضمن استدامة التشغيل، في إطار من الحفاظ على الطابع التاريخي والفني المميز لتلك الحدائق.
وكان والمتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، الدكتور محمد القرش، قد كشف عن ملامح خطة تطوير كل من حديقة الحيوان وحديقة الأورمان.، حيث أكد أن الخطة ستقوم بتنفيذها وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي، ومجموعة من شركات القطاع الخاص، على أن يتم تكوين تكوين تحالف من الجهات المعنية والشركات لتطوير وتشغيل وإدارة حديقتي الحيوان والأورمان، وإعادة إحياء ما بهما من مبانٍ أثرية وتاريخية، ومساحات خضراء.
وعلى صعيد متصل، قال المهندس ماجد السرتى، رئيس مجلس إدارة شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية – المسؤولة عن مشروع تطوير حديقة الحيوانات بالجيزة- إن خطة تطوير حديقة الحيوان تهدف إلى أن تكون الحديقة بلا حواجز، مع تطبيق أعلى معايير الأمان العالمية، التى تتيح للمواطن الاستمتاع بالحيوانات كأنها فى البرية، دون أدنى خطورة تُذكر على الزوار.
وأوضح "السرتي" في تصريحات صحفية، أن خطة تطوير حديقة الحيوان تعتمد على تقسيم الحديقة إلى 4 قطاعات، منها المصرية، والإفريقية، والآسيوية، والتجربة الليلية، مع إدخال حيوانات جديدة للحديقة لم تدخلها من قبل، إلى جانب العمل على ربطها مع حديقة الأورمان عبر تليفريك.
ولفت إلى أن تطوير حديقة الحيوان سيجرى العمل عليه من خلال التحالف مع شركات عالمية متخصّصة فى هذا المجال، مع الحصول على حق إدارة حديقة الحيوانات لفترة بنظام حق الانتفاع لمدة 25 عامًا، مشيرًا إلى أن الفترة المتوقعة للانتهاء من المشروع تبلغ 18 شهرًا، لكن هناك سعيًا لضغط تلك الفترة لتصبح عامًا واحدًا فقط، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسى هو إعادة البريق والرونق لحديقة الحيوان الأثرية والتاريخية وإعادتها للتصنيف العالمى للمنظمة الدولية لحدائق الحيوان، بعد أن عانت الحديقة من الإهمال لفترات طويلة
تاريح حديقة الحيوان.. 130 عامًا من ترفيه المواطنين
تجدر الإشارة إلى أن تاريخ إنشاء حديقة الحيوان يعود إلى عهد الخديوي إسماعيل عندما شرع في أواخر القرن الـ19 إلى إنشاء الحديقة، ليتم تأسيسها عام 1891 م، لتصبح أكبر حديقة للحيوانات في مصر والشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات في أفريقيا، وأطلق عليها في ذلك الوقت "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا".
وعلى الرغم من أن أمر إنشاء حديقة الحيوان صدر في عهد الخديوي إسماعيل، إلا أن افتتاحها في 1891 تم من قبل الخديوي محمد توفيق ابن الخديوي إسماعيل، حيث بدأت بعرض أزهار ونباتات مستوردة غير موجودة في الطبيعة المصرية، وكانت الحديقة آنذاك تحتوي على نحو 6 آلاف حيوان من نحو 175 نوعا، بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية.
حديقة الحيوان الأكبر في إفريقيا والشرق الأوسط
وتبلغ مساحة حديقة الحيوان نحو 80 فدانا، حيث تمتد من شارع شارل ديجول، على الضفة الغربية لنهر النيل، وتوجد بها جداول مائية وكهوف بشلالات مائية وجسور خشبية، وبحيرات للطيور المعروضة، كما تضم حديقة الحيوان متحف تم بناؤه في العام 1906 ويحوي مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة.
حديقة البسطاء
وعلى مدار 130 عامًا، ظلت حديقة الحيوان موقعًا مميزا، وأحد البقاع المضيئة في ترفيه البسطاء من أبناء مصر وزوارها، وظلت تفتح أبوابها في الـ 9 صباح كل يوم لتستقبل الآلاف من المواطنين الذين أصبحت الحديقة هي المتنفس الأكبر في قلب القاهرة الكبرى التي امتلأت شوارعها بالأبراج العالية، وبدأ الازدحان يعرقل شوارعها.
وفي 2006، ومع انتشار موجة أنفولونزا الطيور القاتلة، تم إغلاق حديقة الحيوان في 19 فبراير 2006 خوفا على الحيوانات والطيور من الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور، لكن أعيد افتتاحها في 24 أبريل من نفس العام.
وقبل إنشاء حديقة الحيوان بنحو 16 عامًا كان إنشاء حديقة الأورمان في 1875، والتي مر على افتتاحها حوالى 146 عامًا، وشكلت الحديقتين ذكريات الملايين من شعب مصر وكانتا بمثابة متنفسًا طبيعيًا للأسر المصرية البسيطة، إلا أن يد الإهمال طالت الحديقتين، نظرا لانعدام خطط التطوير على مدار عشرات السنين، ما أدى لخروج حديقة الحيوانات من عضوية الاتحاد الدولى عام 2004.