دعت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، في افتتاحيتها لعدد اليوم الجمعة، دول العالم للتحلي باليقظة والحذر إزاء قرارات الصين الأخيرة بإعادة فتح أراضيها وإنهاء سياسات صفر كوفيد، التي ظلت تنتهجها لمكافحة فيروس كورونا المستجد، بينما تشهد البلاد موجة حادة غير مسبوقة من الفيروس.
وذكرت الصحيفة - في مستهل الافتتاحية التي نشرتها عبر موقعها الإلكتروني - أنه بينما أصبح العالم الآن أفضل استعدادا للتعامل مع موجات كوفيد الناشئة في الصين، إلا أنه لا تزال هناك مخاطر صحية كبيرة.
ورغم أن معدلات التطعيم القوية تعني أن العديد من الدول تتعلم بالفعل التعايش مع الفيروس، إلا أنه في البلدان النامية، حيث لا تزال معدلات التحصين ضعيفة، لا يزال هناك مخاوف كبيرة من أن الصين قد تتراخى مرة أخرى في تبادل البيانات حول السلالات المتطورة التي يمكن أن تؤدي إلى تفشي جديد من المرض حول العالم.
وقالت الصحيفة "إن الطلب على السفر الدولي، بعد سنوات من العزلة، يشهد ارتفاعا ملحوظا بين سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. لذلك يحتاج العالم أن يسير بحذر".
وأضافت الصحيفة أن هذه المخاطر تهدد بتفشي جديد للمرض، مما دفع بعض البلدان إلى اتخاذ إجراءات وقائية. وقد انضمت الولايات المتحدة هذا الأسبوع إلى دول أخرى بما في ذلك إيطاليا واليابان في فرض متطلبات الاختبار على الركاب القادمين من الصين. إنه إجراء احترازي مفهوم، خاصة بالنسبة لدول مثل إيطاليا، التي ترغب في تجنب تكرار مارس 2020 عندما أصبحت أول دولة أوروبية كبرى تعاني من أكبر تفشي لكوفيد.
ومع ذلك، فإن اختبار ما قبل المغادرة واختبار الوصول ليس مضمونا على الإطلاق "على حد قول الصحيفة" التي اعتبرت أن مثل هذه الخطوات لها قيمة محدودة - لا سيما عندما تتبنى البلدان نهجا مختلفا وعندما لا يوجد دليل حتى الآن على حدوث طفرة خطيرة. العالم أيضا في وضع مختلف الآن من حيث انتشار المرض الحالي والحماية منه. والأهم من ذلك بكثير هو إحياء التسلسل الجينومي واسع النطاق لاكتشاف المتغيرات الجديدة الخطرة التي قد تكون أسهل من خلال بعض الاختبارات عند الوصول، مع إدراك حقيقة أن إعادة فتح الصين هو تذكير بأن الدفع المتضافر نحو اتباع التسلسل ومشاركة المعلومات العالمية أمر بالغ الأهمية.
وأخيرا.. أكدت "فاينانشيال تايمز" - في ختام الافتتاحية - أن تعاون بكين أمر حيوي خاصة بعدما تسبب التعتيم على تفشي كوفيد في ووهان قبل ثلاث سنوات في كارثة عالمية، وكذلك، يجب أن تكون اليقظة العالمية المنسقة، بدلا من القيود المتفرقة الفردية، هي الأولوية.
