الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

50 % تقليصًا فى النفقات.. الأزمة الاقتصادية تلقى بظلالها على احتفالات الكريسماس فى أفريقيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحت ضغط الأوضاع الاقتصادية الصعبة؛ وارتفاع أسعار السلع، اضطر الملايين من سكان القارة الأفريقية، البالغ عددهم نحو ٨٠٠ مليون نسمة إلى تقليص نفقاتهم فى أعياد الميلاد بنسبة ٥٠٪.

ويواجه الملايين من سكان القارة الأفريقية صعوبات كبيرة فى توفير احتياجات موسم الأعياد الأساسية ما جعلهم يتخلونعن العديد من العادات مثل تبادل الهدايا وإقامة الولائم العائلية وغيرها من العادات التى كانت تميز احتفالات أعيادالميلاد فى أفريقيا.

ويشير الخبير الاقتصادى ورئيس مجلس إدارة صندوق "فير فاكس أفريكا" إلى أن معظم الأفارقة؛يحتفلون بعيد الميلاد وعطلة رأس السنة الجديدة بالحد الأدنى هذا العام؛ نظرا لارتفاع أسعار السلع والخدمات وتآكلالقيمة الشرائية للأجور فى ظل ارتفاع معدلات التضخم إلى متوسط ١٥ ٪ فى المئة،

وتماشيا مع الأوضاع الصعبة التى يعيشها سكان القارة الأفريقية لجأت الكثير من الجمعيات والهيئات الخيرية إلىتوجيه أنشطتها فى موسم أعياد الميلاد الحالى نحو جمع الأموال وإقامة الحفلات الخيرية للمساعدة فى توفير الغذاءلملايين الجوعى فى وقت أكدت فيه تقارير الأمم المتحدة أن واحدا من كل خمسة من سكان القارة يواجه خطر انعدام الأمنالغذائي.

الأديان فى أفريقيا

ينتشر فيها الكثير من الديانات سواء التى تؤمن بالله أو التى تعبد الأرواح أو التى تعبد الأصنام وكان لها تأثير كبير علىالفن والثقافة والفلسفة، والتاريخ والحضارة، فإن مختلف سكان القارة هم فى الغالب ينتمون للمسيحية والإسلام وبدرجةأقل عدة ديانات أفريقية تقليدية.

فى المجتمعات المسيحية أو الإسلامية، تتميز المعتقدات الدينية أيضًا فى بعض الأحيان بالتوفيق مع معتقدات وممارسات الديانات التقليدية.

المسيحية فى أفريقيا

تنتشر المسيحية إلى جانب الإسلام التى تعد أكثر الديانات انتشاراً فى القارة حيث يشكل معظم سكان الجزء الشمالىمن افريقيا، ومعظم المنتمين إلى المسيحية خارج مصر وإثيوبيا وإريتريا هم من الروم الكاثوليك أو البروتستانت،الأرثوذكسية بالإسكندرية، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالإسكندرية، والكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية الأرثوذكسية،وكنيسة الأرثوذكسية الإريترية (التى برزت فى القرن الرابع الميلادى بعد أن أعلن الملك عيزانا الكبير إثيوبيا واحدة مناكبر الدول المسيحية الأولى وظلت هكذا حتى اغتيال الامبراطور هيلا سيلاسي.)

فى القرون القليلة الأولى من المسيحية اخرجت قارة إفريقيا العديد من الشخصيات التى كان لها تأثير كبير خارج القارةومكانة كبيرة فى المسيحية مثل القديس أغسطينوس والقديس موريس المصرى والقديس مارمينا العجايبى ومارمرقسالرسول والقديس الانبا انطونيوس والعلامة أوريجانوس والعلامة ترتوليان، وثلاثة باباوات رومان كاثوليك (فيكتور الأولوميلتيديس وجيلاسيوس الأول)، وكذلك الشخصيات سيمون القيراوانى والخصى الحبشى الذى تم تعميده من قبلالقديس فيليبس كما ذكر فى سفر اعمال الرسل.

الإسلام فى افريقيا

الإسلام هو الديانة الرئيسية فى إفريقيا إلى جانب المسيحية، حيث يدين حوالى ٤٢٪ من قاطنى القارة الأفريقية بدينالإسلام وبذلك يمثلون ربع سكان العالم من المسلمين. و عند تنبع جذور انتشار الإسلام التاريخية فى القارة الأفريقيةتعود لزمن نبى الإسلام محمد (ص)الذى هاجر تلاميذه الأوائل إلى الحبشة خوفًا من الاضطهاد من أهل مكة الوثنيين.

جاء انتشار دين الإسلام فى شمال إفريقيا مع توسع الخلافة العربية فى عهد الخليفة الثانى الخليفة عمر بن الخطاب،بمرور الوقت أصبح دين الإسلام هو الدين السائد فى شمال إفريقيا والقرن الأفريقى بسبب الدعوة لهذا الدين التىانتشرت عبر اختلاط العرب بأهل القارة الذين اعتنقوا الدين الإسلامي. كما أصبح الدين السائد على ساحل السواحلوكذلك ساحل غرب إفريقيا وأجزاء من الداخل.

المذاهب الإسلامية فى افريقيا

الغالبية العظمى من المسلمين فى أفريقيا من طائفة السنيين، الذين ينتمون إما إلى مذاهب الفقه المالكى أو الشافعي. ومعذلك، يتم تمثيل مذاهب الفقه الحنفي، خاصة فى مصر. وهناك أيضًا أقليات كبيرة من طوائف اخرى كالشيعة والأحمديينوالإباضيين والصوفيين.

وضع المسيحيين فى افريقيا

نلاحظ اليوم كيف نقل مركز اضطهاد المسيحيّين من الشرق الأوسط إلى أفريقيا. والوضع الأكثر قلقاً هو وضعالمسيحيّين فى نيجيريا، وتحتلّ هذه الدولة المرتبة الأولى فى العالم من حيث مستوى العنف ضدّ المسيحيّين

ارتفع مستوى اضطهاد المسيحيّين فى نيجيريا فى العام ٢٠٢٠ بمقدار الثلث مقارنة بالعام ٢٠١٩، وجرى فيها ٩١ ٪ منمعدّل عمليّات قتل المسيحيّين فى العالم (٤٣٣٣ حالة وفاة من أصل ٤٧٦١).

تعداد نيجيريا ١٥٠ مليون نسمة، وهناك حوالى ٣٥٠ مجموعة عرقيّة تتحدّث ٢٥٠ لغة. نحو ٥٠٪ من السكّان هم مسلمونو٤٠٪ مسيحيّون و١٠٪ من ديانات محليّة. تهدّد جماعة "بوكو حرام" الإرهابيّة المسيحيّين تهديدًا مباشرًا وتهاجمهم منذالعام ٢٠١٠. فى العام ٢٠١٥، اندمجت "بوكو حرام" الإرهابيّة رسميًّا مع الدولة الإسلاميّة" (داعش)

هرب من شمال نيجيريا حوالى ٣٥٠٠٠ مسيحيّ فى العام ٢٠١٢. قتل المتطرّفون بين العامين ٢٠١١ و ٢٠٢١ أكثر من٣٧٠٠٠ شخص غالبيّتهم العظمى من المسيحيّين، أى ما يقارب ٤٠٠٠ شخص فى السنة، أى ٣٠٠ شخص فى الشهر مايعنى ١٠ أشخاص يوميًّا.

أصبح مسيحيّو كلّ من دولتَى النيجر ومالى هدفاً للهجوم بشكل منهجيّ.

أمّا فى شرق أفريقيا كالصومال وكينيا والدول المجاورة، فتقوم جماعة "الشباب" الإرهابيّة باضطهاد المسيحيّين. الاعتماد الرئيسيّ للإرهابيّين يتمّ من خلال الهجوم على المسيحيين فى الباصات بين المدن وفى كينيا هناك سلسلة منهجمات إحراق الكنائس فى أوائل العام ٢٠٢١.

فى الآونة الأخيرة، تزايد نشاط الجماعات الإرهابيّة فى جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة وجمهوريّة أفريقيا الوسطىوالكاميرون وموزمبيق. ففى جمهوريّة الكونغو الديموقراطيّة جماعةُ القوّات الديمقراطيّة المتّحدة المتطرّفة هدّدتالمسيحيّين، وفى العام ٢٠٢٠ اعتُبرت هذه الجماعة مسؤولة عن مقتل ٨٤٩ مدنيًّا معظمهم من المسيحيّين. فىديسمبر٢٠٢١ ارتكب مسلَّحو هذه المجموعة سلسلة من الجرائم بحقّ المدنيّين فى قرى تقطنها أغلبيّة مسيحيّة، وبلغمجموع القتلى نحو ١٠٠ شخص. فى مارس ٢٠٢١ نفّذ الإرهابيّون سلسلة اعتداءات على السكّان وسقط عشراتالضحايا من المسيحيّين.

كثّف المسلَّحون مرّة أخرى حملاتهم ضدّ المسيحيين فى إثيوبيا من مارس ٢٠٢١، التى كانت قد تعرّضت بالفعل لهجماتممنهجة فى العامين ٢٠١٩-٢٠٢٠. هجم متطرّفون ينتمون إلى الجناح القتاليّ لـ "جبهة تحرير أورومو"على رعيّةالكنيسة الإثيوبيّة فى منطقة "أوروميا" فى الجزء الأوسط من البلد، فقُتل ما لا يقلّ عن ٢٩ شخصًا وكاهن الرعيّة مع ٢١امرأة مع أطفالهنّ.

استمرّت الأعمال المتطرّفة فى العام ٢٠٢٠ ووصلت إلى العاصمة أديس أبابا. هاجم البلطجيّة أكبر الكنائس ونفّذوامذبحة وحشيّة أثناء بناء إحدى الكنائس الجديدة، كما استمرّت المذابح فى مناطق أخرى من إثيوبيا.

الكنيسة القبطية الأرثوزكسية فى أفريقيا

تمتلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية علاقات متجذرة مع أفريقيا ترجع إلى القرون الأولى للمسيحية، إذ كانكرسى بابا الإسكندرية هو المهيمن والتابعة له الكنائس فى إثيوبيا وإريتريا والسودان، وكما مرت السياسة فى مصربحالة من المد والجزر مع أفريقيا خلال السنوات الماضية، كان حال الكنيسة القبطية، إلا أنه مع عودة مصر إلى أحضانالقارة السمراء من جديد مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية فى ٢٠١٤، تزايد معه نجم الكنيسةالقبطية فى أفريقيا من جديد عبر التوسعات والافتتاحات التى تواكبت مع رغبة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندريةوبطريرك الكرازة المرقسية، فى الوصول بالكنيسة إلى كل قبطى فى كل أنحاء العالم وبالقلب منه أفريقيا.

فحسب المراجع القبطية، كان الأنبا سلامة، هو أول مطران يرسم لرئاسة الكنيسة الإثيوبية على يد البابا أثناسيوسالرسولى عام ٣٢٦ ميلادى، والذى ترجم لأول مرة القداس المرقسى لغة أخرى وهى «الأمهرية» لغة أهل إثيوبيا، وتولىرسم بابوات الكنيسة المصرية لمطارنة الكنيسة الإثيوبية حتى عام الذين بلغوا ١١١ مطراناً حتى عام ١٩٥٩، حينماانفصلت الكنيسة الإثيوبية عن مصر فى عهد البابا كيرلس السادس، ثم تبعها بعد ذلك انفصال الكنيسة الأريترية عام١٩٩٣، فى عهد البابا شنودة الثالث.

ورغم هذا الانفصال بين كنيستى إثيوبيا وإريتريا عن مصر، إلا أنه استمرت العلاقات بين الكنائس الثلاث، حيث تشاركفى عملية اختيار وتجليس بابا الإسكندرية، كما تشارك الكنيسة القبطية فى عملية اختيار بطاركة إثيوبيا وإريتريا، كماأن العلاقات بين رؤساء الكنائس اتسمت بالود والمحبة، وتبادل الزيارات، التى وصلت لأوجها فى عهد البابا تواضروسالثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث اختار الأنبا متياس، بطريرك الكنيسة الإثيوبية الحالى، فورتجليسه بطريركاً على الكنيسة الإثيوبية، أن تكون أول زيارة له إلى مصر لزيارة البابا تواضروس الثانى، وهى الزيارةالتى تمت فى يناير ٢٠١٥، وقام البابا تواضروس بزيارة تاريخية إلى أديس أبابا فى سبتمبر من نفس العام

وحاولت الكنيسة القبطية القيام بدور مساعد لجهود الدولة المصرية بما تمتلكه من مخزون روحى مع إثيوبيا فى المساعدةخلال مفاوضات سد النهضة الإثيوبى، وكثفت الكنيسة القبطية من جهودها لدعم الشعب الإثيوبى، خاصة عبر افتتاحالمدارس القبطية هناك، وإرسال القوافل الطبية

الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بدأت خدمتها فى القرن الرابع الميلادى وتمددت فى عهد البابا شنودة واتسعت على يدالبابا تواضروس الثانى

وفيما كان الحال كذلك فى إثيوبيا وإريتريا، كان الدور المصرى فى السودان جزءاً أساسياً فى تكوين المجتمع السودانى،لما كانت مصر والسودان وحدة واحدة طوال تاريخهما، ورسمت وما زالت الكنيسة المصرية الأساقفة فى السودان لرعايةالأقباط هناك وبمرور الوقت تحول كرسى السودان فى ٢٩ يونيو ١٩٤٧م إلى إيبارشيتين، لكل منهما مطران؛ الأولى: إيبارشية الخرطوم والجنوب، الثانية: إيبارشية أم درمان والشمال، ولدى الكنيسة هناك نحو ٢٣ كنيسة منتشرة فىأماكن مختلفة بالسودان، فضلاً عن امتلاكها العديد من المدارس القبطية، والجمعيات الأهلية.

كما تمتلك الكنيسة القبطية كنائس فى ليبيا منها كنيسة القديس «مارمرقس الرسول»، فى طرابلس بليبيا، وكنيسة«العذراء ومارجرجس» بمصراتة، وكنيسة الأنبا أنطونيوس فى بنغازى، وهى الكنائس التى يشرف عليها رسمياً الأنباباخوميوس، مطران مطروح والبحيرة والمدن الخمس الغربية، ولكن تلك الكنائس أوقف العمل بها بعد الهجمات الإرهابيةالتى تعرض لها الأقباط فى ليبيا عقب انتفاضة ٢٠١١.

تلك الجذور التاريخية التى تمتلكها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فى القارة السمراء، دفعت البابا تواضروس الثانى،منذ جلوسه على سدة الكرسى المرقسى، لتوطيدها وتعزيز الوجود الكنسى فى المجتمع الأفريقى، فتزايد عدد الكنائسوالمنشآت الكنسية التى تمتلكها الكنيسة هناك خاصة منذ ٢٠١٤ وحتى اليوم.

ويتولى إدارة الملف الأفريقى إلى جانب البابا، الأنبا أنطونيوس مرقس، أسقف عام شئون أفريقيا بالكنيسةالأرثوذكسية، الذى تمت رسامته فى يونيو ١٩٧٦، بيد البابا الراحل شنودة الثالث، واتخذ له العاصمة الجنوب أفريقيةجوهانسبرج مقراً لعمله فى أفريقيا، وحينما زادت الخدمة الكنسية فى أفريقيا رسم البابا شنودة أيضاً الأنبا بولس،أسقف عام الكرازة بأفريقيا فى يونيو ١٩٩٥، إلا أن وقوع خلافات بين الأسقفين دفع الكنيسة لتقسيم القارة السمراءبينهما، فاختص الأنبا أنطونيوس بعدد من الدول، واختص الأنبا بولس بالأخرى، واستمر الوضع حتى الآن

وبحسب المراجع الكنسية حول خريطة الوجود الخاص بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى أفريقيا، تشير إلى امتلاكهانحو ١٤ كنيسة وديراً ومركزاً قبطياً ومستشفى ومراكز للتدريب المهنى وحضانة فى كينيا.

كما أسست كنائس فى جنوب السودان ومالاوى وأوغندا والجابون وتوجو لأول مرة

وتمتلك الكنيسة ٣ كنائس فى زائير، و٩ كنائس فى جنوب أفريقيا، فضلاً عن العديد من المراكز القبطية، وحرصتالكنيسة على شراء العديد من قطع الأراضى هناك لتأسيس كنائس جديدة عليها مستقبلاً، كذلك تمتلك الكنيسة القبطيةكنائس فى ناميبيا، وكنيسة فى ساحل العاج تأسست عام ١٩٩٧

ويحسب أن معظم تلك الكنائس التى تجاوزت ٤٠ كنيسة فى ٩ دول بأفريقيا، وضعت فى عهد البابا الراحل شنودة الثالثالذى زار أفريقيا ١٢ مرة خلال وجوده على الكرسى المرقسى، إلا أن الكنيسة فى عهد البابا تواضروس، ذهبت لتضعوجودها لأول مرة فى عدد من الدول الأفريقية، ففى مارس ٢٠١٧ أعلنت الكنيسة أن الأنبا إيليا، أسقف الخرطوم ودولةجنوب السودان، افتتح أول كنيسة قبطية بدولة جنوب السودان وهى كنيسة سان جورج، كما افتتح أيضاً مدرسة سانمارك، وهى أول مدرسة تابعة للكنيسة القبطية هناك.

وفى فبراير ٢٠١٨ وضع الأنبا أنطونيوس مرقس، أسقف عام شئون أفريقيا، حجر الأساس لأول كنيسة قبطية بدولةمالاوى فى احتفال مهيب حضره عدد من المسئولين المالاويين وممثلو الطوائف المسيحية، وذلك بعد شهور من وضعالأسقف ذاته حجر أساس أول كنيسة قبطية مصرية فى أوغندا مُلحق بها مجمع خدمات، تحت اسم «كنيسة السيدةالعذراء والقديس مارمرقس الرسول القبطية الأرثوذكسية»، وذلك فى أحد أحياء العاصمة كمبالا، وكذلك افتتاح أولكنيسة فى ليبرفيل عاصمة الجابون، والتى تحمل اسم «السيدة العذراء مريم والقديس مارمرقس الإنجيلى".

أما توجو فقد قام رئيسها فورى جناسينجبى، بزيارة المقر البابوى بالكاتدرائية ولقاء البابا تواضروس مرتين؛ الأولى فى٢٠١٦ والثانية فى ٢٠١٧، وزيارة الأديرة القبطية بل وحضور العظة الأسبوعية للبابا، وقام رئيس توجو خلال الزيارةالثانية بتسليم البابا عقد بناء أول كنيسة مصرية بتوجو رغم قلة عدد الأقباط هناك.

هذا الوجود القوى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، دعمته بإقامة المراكز الثقافية والتغلغل فى المجتمع الأفريقى عبرالمستشفيات والمدارس والجمعيات الأهلية وإرسال القوافل الطبية، يساعدها فى تحقيق ذلك العلاقات الجيدة التىأرساها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع كافة الدول الأفريقية خلال السنوات الماضية، وهو الأمر الذى لم تنكره الكنيسة أوالبابا تواضروس الثانى، وكرره فى تصريحاته خلال الأعوام الماضية، مقدماً التحية للقيادة السياسية والدبلوماسيةالمصرية على مساعدتها للكنيسة فى هذا النمو والاتساع للكنيسة المصرية

دور الكنيسة الارثوزكسية الروسية

تبذل الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة جهودًا نشطة وجادة لحماية مسيحيّى أفريقيا. فى السنوات الأخيرة، جرت اتّصالاتمباشرة مع الكنائس المسيحيّة الرئيسيّة فى القارّة (الإثيوبيّة والقبطيّة). تتعاون الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة معهم فىإطار اللجان المشتركة للحوار. قام رؤساء الكنائس الإثيوبيّة والقبطيّة بزيارة روسيا فى عدّة مناسبات.

وبناءً على طلب الكنيسة الإثيوبيّة، بذلت بطريركيّة موسكو جهودًا للفت نظر المجتمع الدوليّ إلى موضوع اضطهادالمسيحيّين فى إثيوبيا. تحرص الكنيسة الروسيّة على الاتّصال المستمرّ مع إدارة الكنيسة الإثيوبيّة. كما يتوجّه أساقفتهاإلى قسم العلاقات الخارجيّة فى بطريركيّة موسكو لطلب المساعدة الإنسانيّة. تحافظ إثيوبيا، تقليديًّا، على موقفهاالإيجابيّ ولا تفتأ تعبّر عن امتنانها وشكرها تجاه بلادنا بعامّةً، والكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بخاصّة.

ولاسترعاء الانتباه إلى الوضع فى إثيوبيا ودول أفريقيّة أخرى، تمّ فى ديسمبر من العام ٢٠٢٠ تنظيم مؤتمر دوليّ عبرالإنترنت بعنوان "حول وضع المسيحيّين فى أفريقيا" شارك فيه على وجه الخصوص، البابا تواضروس الثاني، معممثّلين من أكبر الكنائس المسيحيّة فى أفريقيا

وتجدر الإشارة فى هذا الإطار، إلى أنّ مصر "المدخل" إلى أفريقيا لذلك تُعتبر الكنيسة القبطيّة الشريك الرئيس فى تنفيذالمشاريع المختلفة. وأمّا السبب الأساس لهذا، فهو دور الكنيسة القبطيّة التاريخيّ والتأثير الكبير لها فى جميع أنحاءالقارّة الأفريقيّة

ولذلك كان فى مقدمة المؤتمر الدوليّ "حول وضع المسيحيّين فى أفريقيا، لقاء غبطة البطريرك كيريل وقداسة الباباتواضروس الثانى البطريرك القبطيّ والرئيس الروسى بوتين..

ترتبط الكنيسة القبطيّة بعلاقة وثيقة مع بطريركيّة موسكو، وبخاصّة فى السنوات السبع الأخيرة. الكنيسة القبطيّة هىأوّل الكنائس الشرقيّة القديمة التى أقامت الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة معها لجنة حوار (فى عام ٢٠١٦)، وتواصلاللجنة عملها حتّى يومنا هذا. زار البطريرك تواضروس الثانى روسيا مرّتين (فى العامى ٢٠١٤ و٢٠١٧)، وخلال زيارتهالتقى رئيس الاتّحاد الروسيّ فلاديمير بوتين وغبطة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا. تبادلت الكنيسةالقبطيّة وبطريركيّة موسكو، مرارًا وتكرارًا، الزيارات كوفود من ممثّلى وسائل الإعلام ولجنات المجمع والوفود الرهبانيّة.

تجتاز الإرساليّة الأرثوذكسيّة فى أفريقيا اليوم أوقاتًا عصيبة لأسباب شتّى منها: الصعوبات الماليّة، وغياب الاتّحاد بينالكنائس الأرثوذكسيّة.

ومع ذلك، عُرف القرن العشرين مسرحًا لتوسّع المسيحيّة الأرثوذكسيّة فى القارّة الأفريقيّة. لا تقلّل الصعوبات الحاليّة منأهمّيّة النتائج التى تمّ الحصول عليها، ورغم كلّ الظروف التى تواجهها، اليوم، فإنّ الإرساليّة تمضى فى أعمالها بنجاحفى بعض الأجزاء من أفريقيا. أتت الإحصاءات مثيرة للجدل، وبخاصّة فى أفريقيا. ومع ذلك، فمن الجليّ أنّ هناك ما لايقلّ عن مليون مسيحيّ أرثوذكسيّ فى القارّة السوداء، ويتحدّث البعض عن ٥ ملايين مؤمن (من بينهم ٤.٧ من الأفريقيّينالأصليّين)