ونحن نودع العام 2022 الذي يحزم حقائبه استعدادًا للرحيل، نجد أنفسنا بصورة تلقائية أمام حالة من استرجاع شريط الذكريات والأحداث التي دارت خلال هذه السنة سواء على المستوى الشخصي والمحيط الخاص أو المجتمع المحلي أو العالمي.
فنجد الكثيرين يتوجعون ويذرفون الدموع على غال فقدوه أو مال ضيعوه أو ظلم نالهم منه ما ينال الصابرين.. فيما نصادف قليلين ممن أسعدهم الحظ وأفلتوا من اختبارات الأقدار أو نجحوا في اغتراف واقتناص فرص جلبت لهم منافع عديدة أو تقربوا لذي سلطة خوفا من بطشه أو طمعا في ماله.
وبين هذا وذاك.. يوجد فريق ثالث ممن لا يجدا فارقا كبيرا بين السنة الماضية والتالية، كله محصل بعضه وأهي أيام بنقضيها، وفي الأغلب الأعم هذه الفئة الثالثة تحجرت مشاعرها وتجمدت شعيرات الاحساس سواء بالألم أو الفرح.
أما إذا سألت الذي "عنده علم الكتاب" عن رأيه في العام المقبل على الرحيل فسيقول لك: لقد كان عاما مليئًا بـ"الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه".. وهو أكثر الفاهمين المستوعبين بأن أمر المؤمن كله خير: فإن أصابه خير شكر، وإن أصابه شر صبر.. وهو يدرك تمامًا أنه لا فرح يدوم ولا حزن يدوم.. وكل ما يجري في الدنيا خير لأنها بين يدي الحي القيوم.