يساعد التدريب المهنى على اكتساب الخبرة قبل الدخول إلى سوق العمل، وبذلك يكون الشباب مستعدين لتلبية متطلبات الوظائف التى يسعون للعمل بها، فمن خلال التدريب المهنى يتعرفون على البيئة التى سيعملون فيها، ويؤدون المهام المطلوبة منهم بشكل أفضل، مما يعطى مميزات تنافسية على حاملى الدرجات العلمية.
وأغلب المؤسسات تبحث عن شخص يمكنه إضافة قيمة إلى الشركة من خلال خبرته، فالشخص الحاصل على التدريب المهنى يكون له أفضلية فى الحصول على الوظائف لما يمتلكه من خبرات ومهارات، فخريجو التدريب المهنى لا يحتاجون للتدريب فى الشركات التى سيعملون بها لأنهم حصلوا على تدريبهم فى وقت سابق، فهم جاهزون للعمل الفوري.
حول اهمية التدريب قال المهندس أيمن قطامش رئيس الإدارة المركزية للتدريب المهنى بوزارة القوى العاملة، إن الوزارة نشرت وحدات تدريبية متنقلة فى معظم قرى مبادرة «حياة كريمة»، مشيرا إلى أنه تتم متابعة خريجى تلك الوحدات من خلال المبادرة.
وأضاف قطامش فى حواره لـ«البوابة نيوز» أن الوزارة تمتلك 6 مراكز تدريب مهنى مجهزة على مهن التشييد والبناء، المطلوبة بشكل كبير فى العمالة التى سيتم تسفيرها للعمل فى ليبيا والعراق.
■ إلى أين وصلت خطة الوزارة فى تطوير مراكز التدريب المهني؟
- بدأنا خطة تطوير مراكز التدريب المهنى بتكلفة وصلت إلى ١٠٠ مليون جنيه، وسيتم استكمال تطوير باقى مراكز التدريب، حيث تم رصد نحو ٢٠٠ مليون جنيه، خلال مدة زمنية تنتهى بنهاية عام ٢٠٢٣.
وزارة القوى العاملة لديها ٧٥ مركز تدريب منها ٢٧ عربة متنقلة على مستوى الجمهورية، ١٠ وحدات ثابتة، عبارةعن شقق حولتها إلى ورش، و٣٨ مركزا ثابتا لا يقل بها ٣٦٠ ورشة تدريبية على مستوى المراكز الثابتة.
بالنسبة للعربات المتنقلة، كان هناك بحث قُدم من حوالى سنتين تقريبا، كشف أن القرى الأكثر احتياجًا، اليوم تحولت إلى قرى "حياة كريمة" ونحن نعمل على هذه القرى، فأقمنا ورشة التفصيل والخياطة، وهذه كانت عبارة عن ١٥٠ ساعة تدريبية مع مهنة السباكة والكهرباء، وصندوق دعم المشروعات الصغيرة يقدم قروضا معقولة لهؤلاء المتدريبين، بحيث كل دورة تدريبية يشرح للمتدربين أهمية الصندوق وأهمية ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، فالسوق اليوم ملئ بالناس ولكن لابد لك الاعتماد على ذاتك.
■ كم عدد خريجى تلك الوحدات حتى الآن؟
- تم تخريج نحو ٩٠٠٠ شاب وفتاة استفادوا من ٤٧٩ دورة تدريبية من تلك الوحدات، وتتم متابعة هؤلاء الخريجين، كما تقوم المديريات بإعداد قواعد بيانات متكاملة لخريجى وحدات التدريب المتنقلة ومراكز التدريب المهنى التابعة للمديرية، بحيث تشكل تلك القاعدة الأساس فى تلبية احتياجات خريجى التدريب سواء بتوفير فرص عمل لائقة لهم فى منشآت القطاع الخاص بالمحافظة ومتابعتهم فيها، أو توجيههم ومساعدتهم فى عمل مشروعات خاصة بهم، وأشير إلى أنه قد تم توفير فرص عمل لنحو ٧٠٪ من خريجى تلك الوحدات داخل القرى القائمين فيها.
■ كم يبلغ الاعتماد المالى للتدريب للعام الجديد؟
- حوالى ١٧ مليار جنيه، وهذا اعتماد محلى وليس مركزيا، بمعنى كل محافظة مخصص لها جزء خاص بها، ولكن المبلغ ككل حوالى ١٧ مليار جنيه، للأسف الفترة السابقة كان لايزيد على ٩ مليارات، ولكن من خلال العمل الجيد خلال العامين الماضيين بدأ مجلس النواب والمالية فى الاتجاه إلى الزيادة بعد رؤيتهما تطوير مشروع التدريب المهنى والبروتوكولات الموقعة مع إدارة المنشآت، كل ذلك يتعدى الرقم الذى نعمل به، وهذه المرة نتجه إلى عقد بروتوكولات مع الحكومة والقطاع الخاص بحيث نحصل على متدربين أكثر، فهذه القطاعات هى من تصرف على المتدربين إذا كان خامات أو متدربين أو أماكن فأصبحنا من خلال كل ذلك نضاعف الرقم الذى نحصل عليه.
■ ما أنواع الدورات التدريبية، وكم برنامجا تدريبيا، وكيف يتم اختيار وتحديد تلك البرامج التدريبية؟
- وزارة القوى العاملة هى من تخطط الآن لسوق العمل داخل مصر وخارجها، وبالتالى نحن من يفكر ماهى المهن المطلوبة التى يجب التدرب عليها خلال الفترة المقبلة، فكما تعلم التحول الرقمى سيلغى حوالى ١٦ مهنة موجودة بالسوق وستحول إلى أشياء أخرى متطورة وبتقنية أعلى، وعلى هذا الأساس نختار برامجنا التدريبية، فلدينا حوالى ٤٩ برنامجا تدريبيا يتم التدريب عليه على مستوى الجمهورية تابع لوزارة القوى العاملة، كما أن معظم الوزارات تدرب على نفس المهن التى نعمل عليها، المهن الأساسية كالسباكة والكهرباء والتبريد والتكييف والنجارة والخراطة والطاقة الشمسية بالطبع وكيف يتم عمل صيانة لها والذكاء الاصطناعي، كل هذا نعمل عليه كوزارة قوى عاملة وبالتأكيد الوزارات الأخرى تعمل معنا فى نفس الاتجاه.
■ كيف سيكون لمراكز التدريب دور فى تخريج شباب مؤهل للعمل بالخارج وخاصة ليبيا خلال الفترة المقبلة؟
- مهنة التشييد والبناء من أكثر المهن المطلوبة لدولتى ليبيا والعراق، ونحن نمتلك نحو ٦ مراكز تدريب مهنى مجهزة على مهن التشييد والبناء داخل المحافظات، مثل سوهاج وقنا والمنيا، والإسماعيلية، ومؤخرا اجتمعنا مع منظمة الهجرة العالمية وبحثنا فى كيفية توفير دورات تدريبية على المهن المطلوبة فى سوق العمل الخارجى فى عدد من المحافظات التى بها نسب هجرة عالية، حيث سيتم تدريب الشباب بتلك المحافظات على التشييد والبناء
وأؤكد أننا لدينا عدد كبير من العمالة المدربة التى يمكنها السفر للعمل بالخارج والمشاركة فى إعادة الإعمار بالدول العربية الراغبة فى الحصول على عمالة مصرية، فالوزارة تقوم بتخريج نحو ٢٠ ألف متدرب سنويا على المهن المختلفة، منهم ٢٠٪ يتم تدريبهم على مهن التشييد والبناء.
■ هل هناك شراكات مع وزارة القوى العاملة فى التدريب؟
- هناك عدد من الشركات منها وزارة التجارة والصناعة والتربية والتعليم والتعليم الفني، واتحاد الصناعات، وصندوق تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ونقوم بدراسة احتياجات سوق العمل والمطلوب فى المرحلة المقبلة، فمنذ حوالى أسبوعين كان هناك تعاون مع اتحاد الصناعات والمقاولين العرب كاتجاه للتشييد والبناء ونحن اتفقنا معهم أن يتم استخراج شهادة قياس المهارة وكارنيه مزاولة المهنة من خلال الاتحاد، بحيث يتم التأكيد على أن العامل الذى يحصل على تلك الشهادة يكون على مستوى مهارة عالٍ سواء داخل مصر أو خارج مصر.
وكانت هناك مشاورات وشبه اتفاق مع اتحاد الصناعات، بإنشاء مراكز تدريب كالمدارس المزدوجة للسعى فى تشغيل الشباب، الفكرة الرئيسية الآن فى وزارة القوى العاملة هى التدريب من أجل التشغيل فلدينا مكاتب تشغيل على مستوى الوزارة والمديريات والمحافظات والقرى، فنرى ما فرص العمل الموجودة والمتوافرة فى المحافظات وبناء عليها نبدأ العمل فى التدريب، فسوق العمل هو أهم شيء لدى الوزراة أو أى من شركائها، لأننا اليوم مثلا خريجو التجارة فرص العمل لهم فى السوق المحلية قليل، وهنا نقوم بعملية تدريب تحويل بمعنى، من الممكن أن يكون شخص بكالوريوس تجارة ولكن لديه فكرة عن النجارة فنبدأ معه بدورات فى مجال النجارة وبتطور المهنة فيصبح صاحب مهنة، ودعنا نعترف أن هذا مايتطلبه سوق العمل الآن، فالسوق عبارة عن شركات ومصانع وعامل أيا كان مجاله سباكة كهرباء نجارة كل المهن العامة التى من الممكن أن تتوافر فى أى مكان، لا أعتقد أن هناك مكانا ليس به تبريد وتكييف ونجارة وما إلى ذلك، لذا نحن نجهز الناس لسوق العمل.
■ ماذا عن وحدات التدريب المتنقلة بقرى "حياة كريمة"؟
- وزارة القوى العاملة تمتلك ١٣ وحدة متنقلة منتشرة على مستوى محافظات الجمهورية، قمنا بتجميعها وتطويرها، وإمدادها بالآلات والمعدات اللازمة للتدريب على مهن التفصيل والخياطة، والسباكة، والكهرباء، ثم بعد ذلك قامت وزارة الإسكان بإمدادنا بنحو ١٤ وحدة متنقلة كانت غير مستغلة لديها، وقمنا بتطويرها أيضا، حيث بلغت تكلفة تطوير الوحدة المتنقلة الواحدة نحو مليون جنيه، ثم قمنا بتوزيع ٢٧ وحدة على مستوى قرى حياة كريمة فى جميع محافظات مصر، عدا شمال سيناء والقاهرة والسويس، وتتبقى لنا وحدة متنقلة داخل الوزارة جاهزة لاحتياج أى محافظة لها.
■ هل ستتم إضافة مهن تدريبية جديدة لتلك الوحدات؟
- قمنا بعمل بروتوكولات مع منظمات، مثل برنامج الأغذية العالمي، حيث سيقوم بتجهيز وحدتين على مهن جديدة مثل صيانة المحمول، والإجريل فى الزراعة، والتبريد والتكييف، كما ستقوم وحدة الأوزون بوزارة البيئة، بتجهيز وحدة تدريب أخرى على مهنة التكييف والتبريد فى كيفية استخدام غاز الفريون بدون حدوث أى مخاطر.
■ كيف استطاعات الوزارة الوصول إلى الشباب وتشجيعهم للحصول على الدورات التدريبية؟
- نقوم فى بداية كل عام مالى جديد بتحديد عدد الدورات التى سيتم إتاحتها للشباب، والمهن التى سيتم التدريب عليها، ومن ثم توزيعها على كل مراكز التدريب المهنى والوحدات المتنقلة وفقا لطبيعة سوق العمل بكل محافظة، وتحديد التوقيت الزمنى لكل دورة تدريبية، وتوجيه مديريات القوى العاملة ومكاتب العمل بالإعلان عن تلك الدورات التدريبية سواء عن طريق الصفحات الرسمية للمديريات على موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك، أو داخل المديريات ومكاتب العمل نفسها، ومؤخرا نقوم بعمل وحدة إعلامية على مستوى جمهورية مصر تقوم بالإعلان عن تلك الدورات وتوجيه الشباب للالتحاق بها، كما أننا لدينا بروتوكولات مع وزارتى الشباب والرياضة والإنتاج الحربي، لنشر خريطة توزيع مراكز التدريب المهنى على مواقعهم الإلكترونية، لمساعدة الشباب فى معرفة أقرب مركز تدريب مهنى له، والدورات التدريبية المتاحة فيه، وكيفية الالتحاق بها.
■ كيف تعاملت الوزارة مع مراكز التدريب واستمرار دوراتها فى ظل جائحة كورونا؟
- قمنا بتخفيض عدد المتدربين داخل كل ورشة من ١٥ إلى ١٠ متدربين، فى حين قمنا بتزويد عدد الدورات التدريبية لاستيعاب عدد متدربين أكبر، كما قمنا بتغيير خطة التدريب كاملة من ساعات التدريب وعدد الدورات التدريبية، وزيادة الخامات المستخدمة فى التدريب.
كما أن جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة يشارك معنا فى جزء من الدورات التدريبية، بشرح بسيط للشباب لمساعدتهم فى التخطيط لمشروعاتهم وكيفية تحقيق النجاح فيها، وتوفير الدعم المالى اللازم لذلك من خلال العديد من الأساليب التى يتيحها الجهاز.
■ هل هناك متابعة من الوزارة بعد عقد هذه الدورات التدريبية؟
- حاليا نحن نتابع المتدرب نفسه بعدما يحصل على فرصة عمل، وهذا الأهم حتى نعرف إذا ما كان استفاد بالدورة التدريبية أم لا ومدى استفادته من العمل، فيعرف إذا توافرت له فرصة عمل كيف يحافظ عليها، كما أننا بدأنا أن ندخل البرامج الحياتية، فهذه البرامج تساهم فى تغيير وجهة نظر الشاب عن التدريب الموجود لدينا.
■ لوحظ فى الفترة الأخيرة انتشار عدد من مايسمى بمدارس التلمذة الصناعية ؟
- ليست مدارس تلمذة صناعية، ولكن تسمى التعليم المزدوج حوالى ٤٩ مدرسة موجودة، مثل السويدى والعربى وغيرهما.
■ ما المقصود بمسمى التلمذة الصناعية؟
- يجب أن نفرق بين التعليم الفنى والتلمذة الصناعية، فالتلمذة الصناعية يكون المتدرب فيها مابين ١٤ سنة ل ١٨ سنة ونأخذه على ثلاث مراحل مثلما ذكرت، الفكر العام حاليا فى العالم كله، أنه يتم تنفيذ هذا على ثلاث سنوات وممكن أربع سنوات أيضا، وفى النهاية يحصل على مؤهل التلمذة الصناعية، هذا الاتجاه فى مصر ولا أراه كثيرًا فى الخاص ولكن الدولة متجهة لذلك، فوزارة التجارة والصناعة أقامت ذلك ولكن هذا النموذج حتى الآن لم يعتمد ولكنهم يسعون لاعتماده، وهذا الموضوع غير منتشر بمصر ولم يدرس بالشكل الكافى لتطبيقه ولكننا نعمل عليه كدراسة بشكل وافٍ، وهذا سيفيد جدا الشباب لهذه الفئة العمرية المتسربة من التعليم وحل للبطالة ورفع وعى الشباب وثقافتهم.
