دائما نسمع أن وراء كل رجل عظيم امرأة، لكننا اليوم نرى أن وراء كل امرأة ناجحة رجلا عظيما، فشخصية اليوم هي امرأة ناجحة على مختلف المجالات والأصعدة، استطاعت أن تثبت قدرة المرأة علي النجاح سواء كانت أما أو على المستوى المهنى أو الأسري.
أجرت "البوابة نيوز" حوارًا مع شخصية مرموقة وناجحة، هي الدكتورة هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقا، والتي أكدت أن المرأة بإمكانها تحقيق كافة أحلامها علي أرض الواقع وذلك عن طريق ثقتها بنفسها والسعي وراء تحقيق الأهداف.
وأوضحت "مصطفي"، أن الدولة قامت بدعم المرأة وتمكينها علي كافة الأصعدة سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، مشيرة إلي أن عملية تمكين المرأة كانت مهمشة من قبل ولكن بفضل القيادة السياسية وثقتها بالمرأة أصبحت المرأة صانعة قرار بالدولة.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:
■ماذا عن حياتك علي المستويين الشخصي والمهني؟
- لقد مررت فى حياتى بمراحل متعددة فى المسار العلمى والأكاديمى والبحثى بدءًا من تعيينى معيدة فى كلية الإعلام إلى الحصول على درجة الدكتوراه ببعثة إشراف مشارك بين إعلام جامعة القاهرة والمعهد الدولى للصحافة بجامعة السوربون بباريس، ومن ثم حصلت على الدرجات العلمية وصولا للأستاذية.
وتقلدت عدة مناصب إدارية فى كلية الإعلام عملت رئيسة لقسم الإذاعة والتليفزيون لدورتين، ومديرة لمركز التدريب الاعلامى بالكلية ثم وكيلة للدراسات العليا إلى أن تشرفت بعمادة كلية الإعلام بجامعة القاهرة .
بالإضافة إلى أنني حاصلة على جائزة التفوق من المجلس الأعلى للثقافة بوزارة الثقافة دورة ٢٠١٨، وعضوة فى عدة لجان علمية ومهنية منها لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام ولجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة بوزارة الثقافة، وعضو لجنة معاهد وكليات الإعلام واللغات بوزارة التعليم العالى، وعضو الهيئة الاستشارية لعدة دوريات علمية محلية وعربية ودولية.
■ لكن كيف استطعت التوفيق بين حياتك كزوجة وأم وعميدة؟
- بالتأكيد الجمع بين النجاح على المستوى المهنى والحفاظ على التماسك الأسرى و الحياة العائلية أمر صعب، لكنه يعتمد على القدرة على تنظيم الوقت والتوازن بين المسئوليات، واعتبر أن نجاحى فى هذا الأمر مثل أى امرأة أخرى توازن بين المسئولية المهنية والأسرية وجزء كبير من هذا يرجع إلى الدعم الأسرى.
فمن المؤكد أيضًا أنه لا يوجد فرد ينجح بمفرده فالنجاح يعود لتفهم المحيطين به وتشجيعهم ودعمهم، والدعم هنا من الأم والأب والزوج بدرجة كبيرة وكذلك ابنى، وأنا كنت محظوظة بهذا الدعم والتفهم لطبيعة عملى ومسئولياته وخاصة من زوجى فهو كان ونعم الداعم والسند بالإضافة إلي أننا نعمل بمجال واحد.
■ ومن هي الشخصية التي كانت قدوة لكِ؟ ومن الداعم لكل نجاحاتك العلمية؟
- نماذج القدوة فى حياة الإنسان كثيرة ومتعددة الجوانب، قدوتى الأولى والدى ووالدتى، ولكن والدى له الفضل الأول فى تشجيعى للاستمرار فى التفوق الدراسى وتعلمت منه الكثير وأثر فى تكوينى العلمى والفكرى فهو واسع الإطلاع محب للقراءة ومهتم بالشان العام والسياسة والثقافة والأدب، فضلا عن سماته الشخصية تعلمت منها التسامح وتقبل الآخرين وحسن التعامل مع الناس والاهتمام بالعمل.
وكذلك والدتى تأثرت بها فى دقتها وقدرتها التنظيمية وحرصها على التفوق والتميز والحرص على النجاح مع الاهتمام بالتماسك والترابط العائلي، كما كانت لي قدوة فى مدرستى من الراهبات وأسلوب تعليمهم وحرصهم على التربية فى نفس مستوى حرصهم على التعليم كثير من القيم التى تعلمتها كانت مهمة فى حياتى المهنية والشخصية.
■ وهل عمل المرأة يؤثر على البيت والحياة الأسرية؟
- عمل المرأة قد يؤثر بالفعل على حياتها الأسرية إذا لم تحرص على أن تنجح فى المجالين لأن المرأة المصرية بالتحديد عليها أعباء كثيرة فهى تتحمل مسؤوليات متعددة، فالعديد من النساء للأسف لا يحصلن على الدعم من الزوج فى مهام يعتبرها تخص المرأة فقط كمتطلبات المنزل ومتطلبات الأبناء فتتحملها المرأة دون مساعدة من الزوج، فالنجاح هو نتيجة تفهم مشترك بين الطرفين مع ضرورة أن تحرص المرأة على التوازن بين الجانبين المهنى والأسرى.
■ وما رأيك حول تمكين المرأة.. وهل وصلت المرأة للحد النهائي من التمكين أم أن هناك فرصا أخرى لزيادة تمكينها؟
- لا شك أن المرأة حققت الكثير فى مجال التمكين سواء فى المجال التعليمي أو السياسى أو الاقتصادي أو الاجتماعى، فقد كان مصطلح التمكين فى حد ذاته غير واضح لدى المجتمع وكان ينظر له بأنه يمكن المرأة ويعطيها دورا أكبر من الرجل وكانت هناك آراء ضد هذا المصطلح بدون وعى كافى يدرك أن التمكين يعنى تحسين أوضاع المرأة ومساندتها لأنها فى مجتمعها تعانى أكثر فى المجالات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والسياسية نظرًا لوجود موروث ثقافى يعزل المرأة ويحجمها فى أدوار معينة ولا يدمجها فى سياسات تنموية عامة تنمى المجتمع ككل وتضع للمرأة مكانتها كمشاركة رئيسية فى تطوير المجتمع و تحديثه.
وهذا ما نلمسه حاليا كنقطة تحول مهمة بدمج قضايا المرأة فى سياسات تنموية فرأينا تمكين المرأة تعليميا واقتصاديا وسياسيا من خلال دعم الدولة لسياسات خاصة بالمشاركة السياسية للمرأة وبدعم المشروعات الصغيرة واستفادة المرأة منها والتركيز على تعليم الفتيات والنهوض الاجتماعى بمشروعات تستهدف رفع مكانة المرأة وتعليمها وتثقيفها وتوفير فرص عمل لها من خلال تمويل المشروعات الصغيرة والاهتمام بتنمية قدراتها ومشاركتها فى المجتمع وهذه أمور لابد أن تستمر، والتمكين مفهوم ممتد خاصة أنه لا تزال هناك مشكلات تعانى منها المرأة وقضايا تحتاج الاستمرار فى الاهتمام بها سواء فى الجانب الاجتماعي أو التشريعى والقانونى أو الاقتصادي على مستوى الريف والحضر.
■ بدورك كعميدة كلية الإعلام.. هل استطاعت وسائل الأعلام تسليط الضوء علي المعوقات التي تواجه المرأة؟
- دور الإعلام فى تمكين المرأة مهم جدا فهو المسئول الرئيسى فى توعية المرأة بحقوقها وبتوعية المجتمع بأهمية دورها وبتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة المرتبطة بموروثات اجتماعية وتقاليد وأعراف قد لا تكون ملائمة حاليا للنهوض بالمرأة وقضاياها وهذا الدور الإعلامى أهميته فى تنوع أشكاله ومضامينة وأساليبه وليس فقط فى التغطية الإخبارية الموسمية مثل الاحتفال بيوم المرأة وبالمناسبات الرسمية.
ولكن من خلال الاهتمام المستمر بكافة الأشكال البرامحية والإخبارية والدراما لها دور مؤثر جدا فى تنمية وعى المجتمع ككل وليس حجز قضايا المرأة فى شكل فئوي الإعلام عليه دور فى إبراز أن قضايا المرأة هى قضايا مجتمعية لا تؤدى الى تغيير مكانة المرأة فقط ولكنها مؤشر مهم لتطور المجتمع وتمنيته وتحديثه وأعتقد أننا فى مرحلة مهمة لكى يقوم الإعلام بدوره نظرا للمساندة الكبيرة من جانب الدولة والقيادة السياسية وإدراكها لأهمية دور المرأة وأهمية مشاركتها المجتمعية.
■ وكيف ترين عمل المجلس القومي للمرأة في الآونة الأخيرة؟
-بالتأكيد المجلس القومى للمرأة أحرز تقدما كبيرًا فى توجيه الاهتمام بقضايا المراة لأنه عالجها على المستوى القومى بسياسات مرتبطة بتوجهات الدولة وليس على مستوى محدود وكثير من المشكلات واجهها المجلس واحرز فيها نجاحات مثيرة لصالح المرأة، وأرى أيضا أنه يطور من مجالات اهتمام من خلال دعم أنشطة مهمة وتعدد مجالات التمكين والاهتمام بقضايا مهمة كدمج المرأة فى قطاع الصناعة والاهتمام بمجال بحوث ودراسات المرأة.
فدعم موضوعات مهمة كالمشاركة السياسية ودور المرأة فى الثورات والمرأة فى مواقع صنع القرار وفى مجال الثقافة والفنون والصحافة والاقتصاد وكذلك فى مشروعات دعمها المجلس مؤخرا خاصة بدعم قطاع ريادة الأعمال وتنمية الأسرة والاعتماد الدولى للمدربات والرائدات ودعم الأعمال الدرامية والإعلامية لتقديم صورة صحيحة عن المرأة.
■ وماذا تحتاج المرأة في المستقبل؟
- تحتاج المرأة أن تؤمن بأهمية دورها وأن تستمر فى العطاء وأن تقدم صورة إيجابية عنها فى جميع المواقع وتستفيد من الدعم الذى تحصل عليه حاليا من الدولة ومؤسساتها وعلى المؤسسات المختلفة الاستمرار فى ادماج المرأة فى توجهاتها وخطتها التنموية.
■ نصيحتك للبنات والسيدات حتي يصبحن ناجحات؟
- أتوجه للفتاة والمرأة أن تهتم بتطوير قدراتها الذاتية وتؤمن هى نفسها بأهمية دورها وتحرص على التميز والنجاح وتهتم بالثقافة والمعرفة وتنمية قدراتها فى الاستمرار فى إحراز النجاح والسيطرة على الإحباط واليأس والاهتمام بعملها وأسرتها.