قالت نادية عبده، باحثة التراث، والملقبة بـ"بنت البادية" إن البادية تحتفل بكل الأعياد على طريقتها المميزة.
دير الطور من أقدم الأديرة
وأشارت بنت البادية، في حديثها لـ"البوابة نيوز" إلى أن مدينة طور سيناء تستعد سنويا على قدم وساق وذلك بدير الطور، الذى يعد من أقدم الأديرة، والذي بني على غرار الكنائس اليونانية، ونظرا لأنه بني بالقرب من البحر وبجواره سكن لكل القائمين على خدمته وهو مكون من طابقين وهذا يعد من العجائب، معللة بأن بيوت الطور عبارة عن دور أرضي؛ نظرا لملوحة التربة.
الدير يعد من عجائب المعمار
وأضافت نادية أن الدير يعد من عجائب المعمارفي ذلك الوقت واختياره في هذا الموقع المتميزالقريب من البحر وقريب من ميناء الطوروالذي كان أهم مرسى ترسوعليه السفن القادمة اليونان والذين عرفوا يزرعوا محبتهم في قلوب أهل البادية، لافتة إلى أن أغلب القاطنين بالقرب من الدير كانوا يحملون الهوية اليونانية، ولكن عشقهم لمدينة طور سيناء الساحرة مكثوا عندنا وكونوا مزيجا قويا صلبا لعلاقة قوية بينهم وبين أهل البادية.
بداية معرفة أهل البادية بالتجارة
وتابعت: كان من أشهر هؤلاء اليونانييون هم: صندي، وباولو، واستراتي، مشيرة إلى أنهم كانوا يمتلكون محلات بقالة بالقرب من هذا الدير العريق ولأن أهل البادية يعشقون حرفه الرعي فلم تكن لديهم الخبرة في مجال التجارة فكانت بداية معرفتهم بالتجارة من خلالهم وكانوا يجلبون بضائعهم من اليونان؛ ولذا توافد أهل البادية من كل وديان ومدن على ظهور جمالهم للتبضع وشراء ما يلزمهم وكانوا يأتون وبالذات في ذلك الوقت لكي يحضرون أعياد الكريسماس مع اخوانهم ويعودون بعد ذلك إلى وديانهم محملين ببضائعهم وبالذكريات الجميلة بفرحتهم.
الكريسماس داخل الدير
وأكدت بنت البادية نادية عبده، أن الاستعدادات داخل الدير للاحتفال بأعياد الكريسماس كانت في غاية الجمال والبهجة وذلك بالإضاءة المميزة للدير ودق الأجراس التي لها دقات تدل على فرحتهم بقدوم هذا العيد ، لافتة إلى أن هناك اختلاف بين دقات الفرح والحزن يعلمها أهل البادية تماما، بجانب تجهيز الحلوى والكعك والبسكوت وبكميات وفيرة؛ لأنهم يعلمون تماما سوف يورد عليه المهنؤن وتقديم واجب الضيافة ولابد أن يجرى في أكمل وجه.
أطفال البادية يتقاسمون الفرحة مع اخوانهم الأقباط
وأردفت نادية، أنه من الجميل في هذا الاحتفال أن أطفال البادية يصرون على مشاركة أطفال الأقباط أوالنصارى وهذا الاسم تعودنا عليه من أهلينا فيهرعون إلى الدير للحصول على احلى كعك وحلوى لان طعمها جميل وهم يعلموا ان حاجات العيد تأتي من اليونان خصيصا إلى دير الطور ودير كاترين لهذا العيد فيلبسون ايضا ملابسهم الجديدة مثل أخوانهم ويفرحون بفرح اخوانهم جدا وهذا ما ترسخ ايضا اهمية هذا الاحتفال.