عاد من جديد مرض الكوليرا فى الانتشار؛ بعد عُقود من الاختفاء قبل أن يتسبب فى وفاة مئات الألوف على مدى نحو 150 عامًا - مٌدة انتشاره - وهو الأمر الذى أفزع الملايين حول العالم، ما دفع منظمة الصحة العالمية، قبل أسابيع قليلة، لدق ناقوس الخطر مُحذرة من تطورات فاشية الكوليرا وخاصة فى إقليم شرق المتوسط؛ بعد رصد الإصابات فى نحو 8 دول من بين 22 بلدًا، على رأسها لبنان وسوريا والعراق والصومال واليمن.
ورغم انحسار فاشية الكوليرا مُنذ عقود دون رصد حالة واحدة؛ إلا أن حالات الإصابة الجدد؛ التى رصدتها «الصحة العالمية» فى إقليم شرق المتوسط تُشير للعودة المشئومة لأحد الأوبئة الأكثر فتكًا فى العالم تزامنًا مع وجود 29 فاشية للكوليرا حاليًا على مستوى العالم. وهو أعلى رقم مُسجل فى التاريخ لانتشار الكوليرا وهو خطرً مُتزايد؛ دعت لمُكافحته منظمة الصحة العالمية على وجه السرعة.
عرّف الأطباء، مرض الكوليرا، بأنه عدوى بكتيرية تُصيب الإنسان بحالة من الإسهال الشديد والقيء بسبب تناول الأطعمة أو الأشربة المُلوثة بـ الكوليرا. وتنتشر بسرعة فى البيئة التى تفتقر لشبكات الشرب أو الصرف الصحى المُناسبة؛ ويؤكد التشخيص بالإصابة من خلال العثور على البكتيريا فى عينة من البراز والتى تظهر بين ٢٤ ساعة و١٠ أيام.
ووفق مُنظمة الصحة العالمية فإن الكوليرا يُمكن أن تؤدى إلى وفاة المصاب بها فى غضون ساعات إذا لم تُعالج، وتؤدى الإصابة بالكوليرا لأعراض حادة أبرزها القيء والإسهال، وغالبًا لا تظهر أعراض على مُعظم المصابين؛ وتتراوح مُدة ظهور الأعراض من بين «١٢ ساعة إلى ٥ أيام»، وذلك عند تناول طعام أو مياه مُلوثة، كما أنها تُصيب الأطفال والبالغين.
ويفقد جسم المصاب بالعدوى نحو أكثر من لتر من الماء والأملاح؛ كل ساعة تقريبًا. وتشير تقديرات المنظمة إلى إصابة عدد يتراوح بين مليون شخص و٤ ملايين شخص بالعدوى بالكوليرا ووفاة عدد يصل إلى ١٤٣ ألف شخص بسببها كل سنة.
تاريخ الكوليرا
ولمرض الكوليرا تاريخ مُرعب، خاصة أن أعداد ضحاياه كانت بالملايين، على مدار نحو ١٥٠ عامًا من التطور والتحور فى القرن التاسع عشر والذى طال أنحاء العالم كافة؛ إذ غزا مرض الكوليرا العالم بـ ٧ جوائح مرضية؛ وأودى بحياة الملايين والتى بدأت فى جنوب آسيا فى عام ١٩٦١، وفى عام ١٩٧١ وصلت إلى أفريقيا ثم وصلت الأمريكتين فى عام ١٩٩١، وحتى الآن تتوطن الكوليرا فى العديد من البلدان، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.
ومُنذ يناير ٢٠٢٢ أبلغت ٣٠ دولة عن حالات إصابة بالكوليرا، وبالمقارنة فى السنوات الخمس الماضية، أبلغت أقل من ٢٠ دولة فى المتوسط عن تفشى المرض. وهو الأمر الذى يشير إلى أن هناك توجها عالميا لعدد أكبر من الفاشيات التى يتوقع أن تكون أكثر انتشارًا وأكثر شدة، وذلك بسبب الفيضانات والجفاف والصراعات ونزوح السكان وإعاقة وصول المياه النظيفة ما يُزيد من خطر تفشى الكوليرا. حسب بيان مجموعة التنسيق الدوائية الدولية (ICG).
مصر خالية تمامًا من الكوليرا
وردًا على الشائعات بشأن ظهور حالات إصابة بوباء الكوليرا فى عدد من محافظات المصرية، أصدر المركز الإعلامى لمجلس الوزارة فى الـ٣ من نوفمبر الماضي، بيانًا رسميًا نفى فيه شائعة انتشار الكوليرا فى مصر؛ بعد الرجوع لوزارة الصحة.
وأكدت وزارة الصحة، خلو مصر تمامًا من رصد أوتسجيل أى إصابات بوباء الكوليرا على مستوى الجمهورية، مؤكدة امتلاك مصر لبرنامج ترصد وتقصى للأمراض الوبائية ويعمل بشكل فعال فى الاكتشاف والرصد المبكر لأى أوبئة أو أمراض قد تتسرب داخل البلاد. إلى جانب تطبيق كل التدابير الاحترازية بالمطارات والموانئ المصرية لمنع تسرب المرض عبر القادمين من الدول المنتشر بها الكوليرا أو المناطق الموبوءة.
عزل وتحليل ومُتابعة
وأخذت وزارة الصحة المصرية، تحذيرات منظمة الصحة العالمية بشأن تفشى الكوليرا على محمل الجد؛ فأصدرت كتابًا تحذيريًا عممته، على المستشفيات والمؤسسات الطبية والصحية فى مصر؛ كنوع من أنواع الحيطة والحذر لمنع تفشى شبح الكوليرا؛ فى ظل معاناة نحو ٨ دول من أصل ٢٢ بإقليم شرق المتوسط من شبح الكوليرا.
الإرشادات الصحية؛ شملت التنبيه بضرورة عزل الحالات المُكتشفة أوالمشتبه فى إصابتها بالكوليرا؛ إلى جانب ضرورة الإبلاغ الفورى فى حال الاشتباه إذا كانت حالة مرضية مُستوفية لأعراض الإصابة". وشملت الإرشادات ضرورة أخذ العينات من الحالات المشتبه بها ومُتابعة المُخالطين للحالة المشتبه بها، والمتابعة الصحية المستمرة لمدة ٥ أيام من تاريخ آخر تعرض للمرض.
نقص اللقاحات خطر
ولم يكن خطر تفشى الكوليرا؛ الأزمة الوحيدة التى تُواجه المنظمات والمؤسسات الطبية العالمية؛ بل بات نقص اللقاحات أزمة جديدة تنذر بكارثة تفشى الكوليرا؛ دون لقاح يُحجم الفاشية التى طرقت أبواب ٨ دول بشرق المتوسط.
وأصدرت مجموعة التنسيق الدوائية الدولية (ICG)، فى النصف الثانى من أكتوبر الماضي، بيانًا صحفيًا أعلنت فيه التعليق المؤقت لنظام التلقيح بجرعتين فى حملات مكافحة الكوليرا، والاعتماد على استراتيجية الجرعة الواحدة، وذلك بسبب نقص الإمداد العالمى للقاحات الكوليرا.
وأوضحت المنظمة أن استراتيجية الجرعة الواحدة أثبتت فعاليتها فى الاستجابة لحالات تفشى المرض، رغم محدودية الأدلة على مُدة الحماية. مشيرة إلى أن التوقف المؤقت للجرعتين سيؤدى إلى تقليل المناعة، ولكن سيُسمح بتلقيح المزيد من الأشخاص وتوفير لهم الحماية على المدى القريب حال استمرار تفشى الكوليرا عالميًا.
وأكدت المُنظمة أن إمدادات لقاحات الكوليرا عالميًا محدودة للغاية، مشيرة إلى أن إجمالى ٣٦ مليون جرعة تم إنتاجها فى ٢٠٢٢، تم شحن ٢٤ مليونا للحملات الوقائية أى بما يعادل ١٧٪ والتفاعلية ٨٣٪. وتم تخصيص ٨ ملايين جرعة إضافية للتلقيح الطارئ فى ٤ دول، وهو ما يدل على النقص الحاد فى اللقاح، رغم أن مُصنعى اللقاحات ينتجون بأقصى طاقتهم الحالية.
وتحتاج اليونيسف بشكل عاجل إلى ٤٠.٥ مليون دولار أمريكى لتوسيع استجابتها الطارئة للكوليرا فى سوريا ولبنان وحدهما فى الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما هناك حاجة إلى مزيد من التمويل لجهود الاستجابة والتأهب فى البلدان المجاورة.
وقال الدكتور محمد عز العرب أستاذ الكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومى للكبد: إن الكوليرا عبارة عن مرض بكتيري؛ وتكون مُلتوية الشكل، مُشيرًا إلى أنها لم تنته من العالم سالفًا؛ ولكن ارتفاع نسبة الوفيات فى الآونة الأخيرة فى بعض من الدول دفع منظمة الصحة العالمية لدق ناقوس الخطر؛ وأن نسبة وفيات الكوليرا مُرتفعة بطبيعتها وتُقدر بنحو ١٥٠ ألف حالة وفاة سنويًا؛ ولكن المشكلة الأكبر ضعف آليات الرصد والتبليغ الدقيق لأعداد المُصابين بالكوليرا.
وأضاف «عز العرب» فى تصريح خاص لـ «البوابة»، أن أكثر الأماكن عُرضة للإصابة بفاشية الكوليرا مناطق النزاع والحروب والبلدان التى تُعانى من ضعف وتدنى مُستوى خدمات الصرف الصحى وتلوث مياه الشرب. إلى جانب العوامل البيئية، كتغير المناخ والفيضانات والتصحر، والتى من شأنها دعم تفشى أمراض الكوليرا وتفشى العدوى بشكل كبير جدًا. فهى فى الأصل مشكلة صحية بيئية.
وعن التفرقة بين مرض الكوليرا والأمراض المعوية الأخرى، أوضح «عز العرب» أن الكوليرا يُصيب مجموعات كبيرة من الناس فى نفس التوقيت، وذلك لأن مصدر المرض واحد (مياه الشرب – الصرف) وهذا ما يكشفه التقصى الوبائي، ولذلك فإن مُعدل الإصابات والتوقيت؛ يكونان عاملين أساسيين بشأن التفرقة بين الإصابة بالكوليرا والأمراض المعوية الأخرى.
أما الشق الآخر فيكون عن طريق إجراء فحص البُراز، وليس بحاجة لتحليل الأجسام المضادة لاكتشاف مرض الكوليرا؛ بالإضافة إلى تدهور العلامات الحيوية خلال سويعات معدودة للمريض، إذ يفقد الإنسان كميات كبيرة من السوائل، عن طريق الإسهال المتكرر ويُعرف بـ «ريس وتر» ويؤدى للجفاف مع القيء وآلام شديدة فى البطن؛ وهى أعراض عكس تمامًا الأمراض المعوية والتسمم الغذائي.
وأوضح أن الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بمرض الكوليرا والأكثر عرضة للوفاة؛ ويظهر عليهم الأطفال الإصابة بشكل كبير، خاصة الجفاف والعين الجائرة، وتقعر رأس الطفل من الأمام.
ولفت «عز العرب» إلى أن أولى خطوات العلاج تكون عن طريق ما يُعرف طبيًا بـ «الإرواء بالفم» dors وعبارة عن محلول ويُذاب فى ٢٠٠ سم مياه ويحتوى على أملاح معدنية لتعويض السوائل المفقودة ومنع نقص الأملاح المعدنية والبوتاسيوم، وهو ما يؤثر على عضلة القلب. إلى جانب التغذية والوريدية وإعطاء المريض مضادات حيوية للحالات المصابة بشدة، إلى جانب تطعيم المُخالطين.
وأشار أستاذ الكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومى للكبد إلى أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، اكتفت بجرعة واحدة بدلًا من جرعتين من أسبوع لثلاثة أسابيع؛ بعد نقص الجرعات والأمصال والمُضادات للكوليرا وذلك نتيجة زيادة أعداد المُصابين.
فى سياق متصل، قال الدكتور محمد حسن خليل، طبيب القلب، مُنسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة: إن تاريخ الكوليرا فى مصر يعود لعام ١٩٠٢، ولكن بعد القضاء عليها؛ لم تصل بشكل وبائى ولم تُنه حياة الآلاف كالعهد السابق من انتشارها.
وأضاف «حسن» لـ «البوابة» أن الجنود الحقيقيين فى استئصال وباء الكوليرا؛ كان مُهمة المهندسين؛ بعد تمكن الأطباء سابقًا من حل لغز وفاة المئات بسبب الجفاف – الكوليرا - حيث تمكن الدكتور على باشا إبراهيم أول عميد لكلية طب قصر العينى ومؤسس نقابة الأطباء، من كشف اللغز بعد انتشار الوباء فى قرية موشا القريبة من أسيوط؛ وقرر أن الوباء هو الكوليرا الآسيوية، وأن مصدر هذا الوباء هو الحجاج الذين حملوا معهم الميكروب عند العودة.
وعن أسباب عودة الكوليرا مرة أخرى، أرجح “مُنسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة” إلى انهيار الدول وهو ما تبعه من انهيار المرافق ونزوح وهجرة الملايين؛ مُشيرا إلى أن الحروب الأهلية وقود لانتشار الكوليرا وتحولها لشكل وبائي. لافتًا إلى أن أكثر أسباب الوفاة فى العالم قديمًا كان الأمراض المُنتقلة، عبر المياه أو الهواء؛ وهو الأمر الذى يُحتم ضرورة إيصال مياه نظيفة للشرب، وصرف صحى لمنع انتشار الكوليرا فهى ضمن الأمراض المنتقلة.
وأضاف “حسن” أن مكروب الكوليرا ضعيف جدًا ولا يعيش إطلاقًا فى الوسط الحامضي، مُشيرًا إلى أن عصر الليمون على الخضروات قبل تناولها أوالخل، وهو الأمر الذى يؤدى إلى تقليص حدة الوباء. وأكد أن الإجراءات الاجتماعية وشخصية تُساهم فى الوقاية من الكوليرا وتُقلل أثرها وتحولها لحالات فردية وتُحد من انتشارها.
وأوضح مُنسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة، أن سبب عدم اهتمام العالم بإنتاج لقاحات الكوليرا؛ أمرين، الأول - قلة انتشار الكوليرا فى العصر الحديث، أما السبب الثانى فهى أن لقاحات الكوليرا تُعطى مناعة بنحو ٣٠٪ للمريض، وليست من اللقاحات التى تُعطى مناعة صلبة، على عكس لقاح الحصبة فإن الجرعة الواحدة تُعطى مناعة صلبة طول العمر.
وعن التشابه أوالتقارب بين الكوليرا وكورونا؛ أكد «حسن» أن الوباءين لا يوجد تشابه أو تقارب بينهما الكوليرا مِكروب معوي، وكورونا فيروس يُصيب الجهاز التنفسي، مشيرًا إلى أن وفيات الكوليرا لم تكن بسبب تسمم المصابين؛ ولكن بسبب الجفاف فالإسهال الشديد والقيء كان يُصفى جسد المريض من السوائل. كما أن الكوليرا تنتقل عبر الفم؛ وليس بالمُلامسة أو النفس مثل فيروس كورونا.
وأشار إلى أن الكوليرا عُرف سببه وعلاجه، أما كوفيد ١٩؛ فكان مرضا جديدا مُسببا من فيروس حيوانى يُصيب الحيوانات وتحور فأصبح يُصيب الإنسان؛ فكان دخيلا على البشرية غير معروف تاريخه السابق، غير معلوم علاجه غير معروف تشخيصه؛ وهو الأمر الذى دفع دول العالم لتجنيد أجهزتها العلمية للوصول إلى إيجاد لقاء لكبح جماح التحور الفيروسى الذى أودى بحياة ما يقرب من ٦ ملايين شخص حول العالم.
فيما قال الدكتور أحمد سيد موسى وكيل مُديرية صحة أسيوط للشئون الوقائية: إنه حتى الآن لم تُصدر وزارة الصحة أى تعليمات بشأن رفع حالة الاستعداد ضد مرض الكوليرا؛ ولكن لا يزال العمل قائمًا بشأن الترصد فى الحجر الصحى فى المطارات بشأن القادمين من الدول الموبوءة بفاشية الكوليرا.
وبشأن بيان مُنظمة الصحة العالمية، حول نقص لقاحات الكوليرا وعدم توافرها نتيجة توقف المُصنيعن؛ أكد "موسى" لـ "البوابة" أن الدولة المصرية تعرف جيدًا آليا توفير اللقاحات حال انتشار الأمراض؛ مُشيرا إلى أنه فى ذروة تفشى جائحة كورونا ونقص توافر اللقاحات واستحواذ دول بعينها على اللقاحات؛ كانت مصر لديها مخزون لكل أنواع اللقاحات بشأن فيروس كورونا؛ وهو الأمر الذى يُشير إلى الاطمئنان بشأن قدرة مصر على توفير أى لقاح حال تفشى الكوليرا.
وأضاف، أن الأمراض الوبائية تعيش فى ظروف بيئية وصحية مُعينة تساعد على انتشارها ومن بينها الكوليرا؛ ومصر ليست لديها البيئة الخصبة لانتشار الكوليرا؛ مُشيرًا إلى أنه رغم إعلان حالتين لـ جُدرى القرود فى مصر؛ إلا أن مصر ليست البيئة التى تدعم تفاقم جُدرى القرود والذى ينتشر بسبب "أكل لحوم القرود وعايش مع القرود وتناول لحوم الفئران".
وأوضح "موسى" أن مرض الكوليرا ليس ضمن خريطة الأمراض الوبائية التى تعمل مصر عليها فى الفترة الأخيرة؛ خاصة أن وزارة الصحة أعلنت خلو مصر تمامًا من مرض الكوليرا؛ ولكن يتم الترصد جيدًا لظهور أى حالة.
وكشف خبير الأمراض الفيروسية والأوبئة عن آليات التعامل مع الحالات التى تعانى من الأمراض الوبائية؛ قائلًا: إن العزل يكون أولى الخطوات لتحجيم انتشار المرض؛ بالإضافة إلى التوجه للبؤرة التى ظهرت بها الحالة المرضية؛ وعمل مسح شامل للبؤرة؛ إلى جانب الفحص الجيد للحالات المُخالطة والحالات الأكثر عُرضة وعمل رصد وتقصٍ؛ بالإضافة إلى قياس نسب مُعدلات الإصابة؛ مُشيرا إلى أن الفرق الطبية مُدربة جيدًا على اكتشاف الأمراض الوبائية واتخاذ الإجراءات الطبية والوقائية اللازمة.
فى سياق متصل، أكدت الدكتورة شيرين الخولي، رئيس قسم الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية بكلية الطب بجامعة بنها، إن أغلب المُصابين بمرض الكوليرا لا يعرفون أنهم أصيبوا بالعدوى من الأساس؛ ولكن توجد فى برازهم لفترة تتراوح ما بين سبعة أيام و١٤ يومًا؛ وبإمكانهم نقل العدوى للآخرين عن طريق المياه الملوثة.
وأضافت "الخولي" لـ "البوابة"، أن من أعراض عدوى الكوليرا الإسهال ويحدث فجأةً وقد يسبِّب فقدانًا كبيرًا لسوائل الجسم ويكون باهتًا اللون وحليبيًّا ويشبه مياه الأرز. كما يصاب المريض بالغثيان والقيء أما الجفاف فيحدث بعد ساعات من ظهور أعراض الكوليرا وفقدان ١٠٪ أو أكثر من وزن الجسم.
وأوضحت رئيس قسم الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية بطب بنها أن الجفاف الذى يُصيب الجسم بسبب الكوليرا يتصف بـ "سهولة الاستثارة والإرهاق وغور العينين، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف وذبول الجلد الذى عند قرصه يعود ببطء لموضعه الأصلي، بالإضافة إلى قلة التبوُّل أو انعدامه، انخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب.
وعن كيفية الوقاية من الإصابة بالكوليرا خاصة إذا كنت فى مناطق معروفة بتفشِّى الكوليرا، نصحت "الخولي" بضرورة غسل اليدين بالصابون والماء بشكل متكرِّر، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الطعام. بالإضافة إلى شرب الماء الآمن فقط واستخدم المياه الآمنة أو المعبأة لتنظيف الأسنان.
وعن لقاحات الكوليرا، أوضحت رئيس قسم الطب الشرعى والسموم بطب بنها، أن للكوليرا ٣ لقاحات فموية مُضادة للكوليرا وهى لقاح ديوكورال ولقاح شانتشول ولقاح يوفيتشول-بلس، وينبغى استعمال لقاح الكوليرا الفموى فى المناطق الموطونة بالكوليرا.