خلفت عاصفة القرن التي ضربت أجزاء واسعة من الولايات المتحدة خلال عطلة عيد الميلاد، خسائر فادحة، حيث تعيش عدة ولايات أمريكية أسوأ عاصفة منذ 50 عاما، بحسب الأرصاد الجوية في الولايات المتحدة، مخلفة عشرات القتلى، ومئات آلاف النازحين إلى مناطق أكثر أمانا، بالتزامن مع عطلة أعياد الميلاد.
ومع اقتراب العاصفة من نهايتها، بدأ سكان عدة ولايات في الخروج، خاصة أن إمداداتهم الغذائية نفدت بالفعل. لكن هناك العديد من الطرق غير سالكة حتى اليوم، بينما ما يزال الآلاف بدون كهرباء، وتوقع استمرار تساقط المزيد من الثلوج .
ومع التحسن النسبي لأجواء الطقس وتراجع حدة العاصفة وكثافة الثلوج المنهمرة منذ عدة أيام، بدأت العائلات في الخروج من منازلها لتفقد الخسائر التي خلفتها العاصفة، وكذلك مشاهدة بعض المناظر الطبيعية التي تكونت بفعل البرودة الشديدة، والتي أدت لتجمد نوافير المياه، وفروع الأشجار.
لم يكن ينتظر الاقتصاد الأمريكي سوى عاصفة جوية تكمل إحدى أسوأ السنوات التي عاشتها الأسواق في 2022، وتوقعات بعام أكثر سوءا في 2023.
ولا تزال عاصفة القرن التي أودت بحياة أكثر من 50 شخصا في الولايات المتحدة تلقي بثقلها على ولاية نيويورك والمسافرين جوّاً في أنحاء البلاد، مع انتشار قصص عن عائلات حوصرت لأيام.
وقال رئيس بلدية بوفالو بايرون براون عبر "تويتر": "لسوء الحظ، تتوقّع الشرطة أن يرتفع العدد". وأصيبت بوفالو بالشلل لمدة خمسة أيام بسبب تكوّم الثلج وانقطاع الكهرباء، واستمر تساقط المزيد من الثلوج.
أما حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، المولودة في بوفالو، فقد شبّهت الوضع بعد العاصفة بـ"منطقة حرب". وقالت هوشول للصحفيين: "من المؤكد أنها عاصفة القرن".
وأدّت العواصف الثلجية والرياح العاتية ودرجات الحرارة شديدة الانخفاض الى إلغاء نحو 20 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة، بينها نحو 4700 رحلة، وفق موقع التتبع المتخصّص "فلايت أوير".
ولا يزال مطار بوفالو الدولي مغلقاً حتى صباح الأربعاء، ولا يزال حظر القيادة سارياً في المدينة حيث حُرم آلاف من الكهرباء.
وقال المسؤول في المدينة مارك بولونكارز محذّراً: "يمكنكم بالتأكيد الخروج والمشي للاطمئنان الى الجيران والذهاب إلى المتاجر المفتوحة، وما إلى ذلك. لكن لا تقودوا السيارات".
ويُتوقع أن ترتفع الحرارة لتصل إلى 50 درجة فهرنهايت (10 درجات مئوية) بحلول نهاية الأسبوع، رغم أن المسؤولين حذّروا من أن ذوبان الثلوج قد يؤدي إلى فيضانات طفيفة.
وأدى الطقس القاسي خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في جميع ولايات البر الرئيسي للولايات المتحدة، ومن بينها مناطق على طول حدود المكسيك حيث يكافح بعض المهاجرين الوافدين حديثًا للعثور على مأوى.