نجاح تلو الآخر تخطو مصر نحو مستقبل واعد، ولعل النجاح اليوم كان بنمو ملحوظ للصادرات الزراعية في مصر والتي سجلت بحسب إحصائيات رسمية صادرة عن المركز القومي للبحوث 6 ملايين طن خلال عام 2022.
وبحسب الأرقام الصادرة عن "مركز البحوث" وصل إجمالي الصادرات من يناير حتى ديسمبر الجاري 5 ملايين و951 ألفا و512 طنًا، وحققت زيادة أكثر من 200 ألف طن مقارنة بالعام الماضي، وجاءت صادرات الموالح بالمرتبة الأولى وبلغت مليونا و746 ألفا و629 طنا، وجاءت صادرات البطاطس الطازجة بالمرتبة الثانية بـ 621 ألفا و900 طن، لتحتل صادرات البصل المرتبة الثالثة وبلغت 510 آلاف و552 طنا.
في هذا الشأن قال الدكتور زكريا فؤاد، الأستاذ بالمركز القومي للبحوث، إن مصر شهدت خلال الفترة الأخيرة طفرات غير مسبوقة في تطور الزراعة المصرية، وهو ما كان له أثر كبير وفعال في توفير الأمن الغذائي المصري، للمواطن المصري على المستوى الداخلي، وعلى المستوى الخارجي حدثت طفرة في تصدير الصادرات البستانية من الفاكهة والخضروات وكان على رأسها الموالح ويأتي بعدها البطاطس والفاصوليا والعنب والكثير من المحاصيل التصديرية.
وأضاف فؤاد في تصريحات تليفزيونية، على الرغم من الأزمات الاقتصادية العالمية وأزمة جائحة كورونا، استطاع القطاع الاقتصادي المصري الصمود أمام كل هذه الصدمات والأزمات، مشيرًا إلى أن مصر نجحت في فتح أسواق جديدة لدول جديدة، إذ تصدر مصر ما يقرب من 6 ملايين طن من المحاصيل البستانية سواء من الفاكهة أو الخضروات.
وفي هذا الشأن، أكد خبراء الاقتصاد الزراعي أن التحول لنظم الري الحديث له الدور الأبرز في زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية المختلفة، كما توفر في مستلزمات الإنتاج من السماد جنبا غلى جنب مع توفير المياه.
وقال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، إن الري الحديث يضاف ميزة إضافية وهي زيادة الإنتاجية بنسبة ١٥ ٪على الأقل، نتيجة للاستغلال الأمثل لكل قطرة مياه، وأثبتت النتائج التي أجريت خلال السنوات الاخيرة نجاح نظم الري في زيادة إنتاجية الفدان.
وأضاف "صيام في تصريحات لـ"البوابة نيوز": "نجحت التجربة في زيادة الإنتاجية بنسبة ٥٠ ٪ أعلى من المعدل الطبيعي في محاصيل مثل القصب والقمح، وذلك بعد تمهيد وتسوية الأراضي بالليزر، وزراعة المحاصيل المناسبة لهذه الأراضي، الأمر الذي انعكس على زيادة الإنتاجية بشكل كبير، فالتجربة أثبتت أن النتائج ليست في توفير المياه فقط، بل توفير في كل مستلزمات الإنتاج وأهمها الأسمدة، ورفع الإنتاجية بنسب عالية، مما يرفع من الجدوى الاقتصادية.
وطالب بضرورة عمل دراسات في هذا الشأن توضح المزايا التي تحققها نظم الري الحديث على جميع الأصعدة، ومردود ذلك على الإنتاجية، بالإضافة إلى التوسع في نظم الري الحديث والذكي.
من جهته؛ قال الدكتور أحمد فوزي دياب، أستاذ المياه واستصلاح الأراضي بمركز بحوث الصحراء، إن زيادة الإنتاجية كان أمر لا بد منه في المحاصيل الراعية بعد التخلص من المشكلات التي كانت تسببها الطرق التقليدية للري والتي كانت تتسبب في تعفن جذور النباتات، مما يخفض من قوة النبات ويؤثر على الإنتاجية.
وأوضح "دياب" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن هناك العديد من العوامل التي تتحكم في نظم الري وأولها طبيعة التربة والعوامل المناخية، التركيب المحصولي الموجود، وبناء على هذه العوامل تحدد الاحتياجات المائية؛ لافتًا إلى أن الاحتياجات المائية واحدة أي كانت نظم الري.
وتابع: "ربنا حبا مصر التربة الطمية والطينية الخفيفة في جنوب الدلتا والطينية الثقيلة في شمال الدلتا، والذي يستهلك ٧ كيلو متر مكعب في المتوسط، وتزيد هذه الكمية في جنوب مصر نتيجة لطبيعة التربة، كما أن الجزء الشمالي من مصر أو ما يعرف بموطن زراعات الأرز، والأنسب لمصر التوقف عن نظم الري والغمر والتحول تدريجيا للري الحديث عن طريق الري المطور أو المحسن بتبطين الترع والقنوات ثم التحول للري بالرش أو بالتنقيط أو الري المحوري كأحد نظم الري الحديث.