تعتبر الكلية الإكليريكية هي رائدة العلوم اللاهوتية الأولى بالكنيسة ومنارة وحصن لتعليم الآباء الروحي المستقيم، ويرأسها ويعمدها قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووكيلها الأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس مناطق القبة والوايلي والأميرية، ووكيل الدراسات العليا دكتور سعيد حكيم يعقوب.
مقرها الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وهي كلية علمية لاهوتية تهدف إلى إعداد كوادر قبطية أرثوذكسية روحانية قادرة على التعليم اللاهوتي والكنسي من خلال الكتاب المقدس والتقليد.
وتمتد لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية، التي أسسها القديس مار مرقس الرسول في القرن الأَول للميلاد، والتي نالت آنذاك شهرة واسعة، بل وكانت رائدًة في العلوم اللاهوتية، بشهادة آباء الكنيسة، وقد استمرت هذه المدرسة حتى توقفت في القرن الخامس الميلادي، وكانت محاولة لإعادة افتتاحها في أيَام البابا كيرلس الرابع المعروف بأبي الإصلاح، إذ مهد لإنشاء مدرسة إِكليريكية لتعليم الإكليروس في الفجالة سنة 1862م، ثم بعد ذلك افتتح مدرسًة إكليريكية سنة 1875م، وما إِنْ جاء البابا كيرلس الخامس حتى أعاد افتتاح الإكليريكية في نوفمبر 1893م بحي الفجالة بالقاهرة، وعينٍ لها يوسف بك منقريوس ناظرًا، وبعد نياحته عُيَّن الأرشيدياكون حبيب جرجس أستاذًا ثم مديرًا لها، وبعد ذلك انتقل مقر الكلية إلى مهمشة عام 1912، وحتى سنة 1951، حينما انتقلت إلى مقرها الحالي بدير الأنبا رويس.
وبعد نياحة الأرشيدياكون حبيب جرجس، تولى القمص إِبراهيم عطية إدارتها حتى سنة 1962م، حينما قام قداسة البابا كيرلس السادس برسامة القمص أنطونيوس السرياني أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية باسم «نيافة الأنبا شنوده» وهكذا صار للكلية الإكليريكية أسقفٌ، وفي سنة 1967، قام قداسة البابا كيرلس بسيامة القمص باخوم المحرقي أسقفًا عامًا للدراسات اللاهوتية العليا والبحث العلمي باسم الأنبا غريغوريوس، الذي وضع لائحة الكلية، كما أسس القسم الصباحي الجامعي.
وقال القس يوساب عزت كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة وأستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية، والقانون الكنسي بالمعاهد الدينيّة في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، إن الكلية الإكليريكية اشترطت المؤهل العالي كشرط أساسي للقبول، وجميع الكهنة الذين يقومون بالتدريس بالكلية من الحاصلين على ماجستير من الكلية الإكليريكية.
وأكد “عزت” على اهتمام الكنيسة بالتحاق المرأة بالكلية واعتبرها الخادمة الأم التي تخرج أولادا أكثر معرفة عن تاريخ وتعليم الكنيسة والعقيدة المسيحية من علوم لاهوتية وطقسية.
وقال إن التطور التكنولوجي جعلنا نفتح بابا للدراسة أونلاين في بعض المناهج وبعض الكليات واعتماد الساعات المعتمدة للدراسة.
واختتم كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة وأستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية، أنه توجد كلية إكلريكية واحدة داخل المنيا بنظام الدراسة المسائي ثلاثة أيام بالأسبوع.
وأولى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اهتمامًا بالغًا بالتعليم والكليات والمعاهد الدينية، حيث سعى إلى رفع مستوى التعليم والبحث العلمي في مجال الدراسات اللاهوتية والكنسية المختلفة، فقد اهتم قداسته بالمعلم، والمنهج، والمباني والمدرجات، وقدم اهتمامًا خاصًا بالمكتبة، وأسس لجنة للإشراف علي الدراسات العليا لضمان جودة الرسائل العلمية.
وافتتح قداسة البابا تواضروس الثاتي منذ أيام قاعات «القديس حبيب جرجس» المطورة التي تم تجهيزها بأحدث وسائل التعليم وأثنى عليها، وأعرب عن أمنياته بالاستمرار في التطوير دون توقف لدعم العملية التعليمية بالكلية.
وتهدف الدراسة في الكلية إلى توفير معلومات كافية ومتخصصة ومفصلة حول الكتاب المقدس ومكانته في الكنيسة، والعقيدة، والطقوس الدينية واللاهوتية، وتاريخ الكنيسة، والألحان الكنسية، والعلوم الإنسانية، واللغوية، باٌضافة إلى إنماء مهارات الطلاب، وتوفير سبل البحث المناسبة، التي تتيح للطلاب الحصول على البصيرة والاستنارة والقدرة العالية على الفهم ليكونوا قادرين على المساهمة في البحث العلمي.
ويسير نظام كليه اللاهوت، حسب الساعات المعتمدة، هي مقياس العمل في الكلية ويتطلب التخرج النموذجي 128 ساعة في 8 فصول دراسية «4 سنوات» الساعة المعتمدة تعادل 15 ساعة تعليمية «محاضرات» 30ساعة أعمال منزلية «أبحاث + قراءات + تلخيص + أنشطة».
يشمل العام الدراسي على 32 ساعة معتمدة وهي تعادل 480 ساعة تعليمية في العام الدراسي الواحد، ويتطلب التخرج أن يقدم الطالب مشروع تخرج في الفرقة الرابعة وأصبحت الدراسة تعتمد على الدمج بين المحاضرات في المدرج والدراسة عن بعد من خلال الموقع الإلكتروني للكلية.
وتضم هيئة التدريس بالكلية الإكليريكية نخبة متميزة من الأًساتذة المشهود لهم جميعًا بالأمَانة والسيرة الروحانية، وتشمل أقسام الكلية، قسم الكتاب المقدس، واللاهوت، والآباء وتاريخ الكنيسة، العبادة والليتورجيا، العلوم الإنسانية، اللغات.