في مثل هذا اليوم 27 ديسمبر عام 1945م تولى الشيخ مصطفي عبد الرازق مشيخة الأزهر .
والشيخ مصطفي عبد الرازق، أول أزهري يتولى وزارة الأوقاف، هو فيلسوف واستاذ جامعي وصحفي، ومجدد الفلسفة الاسلامية في العصر الحديث و مؤسس المدرسة الفلسفية العربية.
ولد مصطفى عبد الرازق عام 1885 في أسرة وطنية ثرية في قرية أبو جرج بمحافظة المنيا؛ فكان والده حسن عبد الرازق من مؤسسي جريدة "الجريدة" التي دعت إلى الحكم الدستوري والإصلاح الاجتماعي والتعليم، وكذلك كان والده من مؤسسي "حزب الأمة" .
تتلمذ علي يد الشيخ محمد عبده، والشيخ بسيوني عسل - أستاذه في الفقه -، والشيخ محمد حسنين البولاقي - والد أحمد حسنين باشا، والشيخ أبو الفضل الجيزاوي، وغيرهم .
حفظ القرآن الكريم والتحق بالأزهر حيث درس القضاء الشرعي ، ثم سافر إلى فرنسا ودرس في جامعة "السوربون"، ثم جامعة ليون التي حاضر فيها في أصول الشريعة الإسلامية .
حصل على شهادة الدكتوراه برسالة عن "الإمام الشافعي أكبر مشرعي الإسلام"، وترجم إلى الفرنسية "رسالة التوحيد" للإمام محمد عبده بالاشتراك مع "برنار ميشيل" وألفا معا كتابا بالفرنسية .
بعد عودته الى مصر عين موظفا في المجلس الأعلى للأزهر، ثم مفتشاً بالمحاكم الشرعية، وكان نشطا في الصحافة والسياسة. في عام (1346 هـ / 1927م) عين أستاذا مساعدا للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول(القاهرة حاليا)، ثم أصبح أستاذ كرسي في الفلسفة، وأصدر أهم كتبه الفلسفية "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية"، وكتاب "فيلسوف العرب والمعلم الثاني". تتلمذ علي يديه نجيب محفوظ حيث أدرك محفوظ أهمية العربية الفصحي في الكتابة بديلا عن العامية .
تولى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرات، وكان أول أزهري يتولاها، واختير شيخا للأزهر في 27 ديسمبر 1945م / محرم 1365 هـ .
وتوفي شيخنا الجليل رحمه الله بعد رحلة من العطاء في 15 فبراير عام 1947م