فيما لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية على أشدها، وسط الضربات والقذائف، والدعم الأمريكي لأوكرانيا بمنظومات صواريخ متطورة، كشف تصريحات كلا البلدين المتحاربين عن مبادرة لإنهاء الصراع المسلح خلال العام المقبل، بواسطة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في ظل اقتراب مرور عام كامل على تلك الحرب.
وفي هذا الإطار أعلن ديميتري كوليبا، وزير خارجية أوكرانيا، أن بلاده منفتحة على إجراء مفاوضات مع الجانب الروسي لإنهاء الحرب الدائرة على بلاده منذ إعلان روسيا بدء تلك العملية العسكرية الشاملة على أوكرانيا في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي.
وطالب كوليبا بالبدء رسميًا في مفاوضات بين البلدين في نهاية شهر فبراير المقبل، حيث يحل ذكرى مرور عام على بدء تلك الحرب، مشيرًا إلى أن بلاده تفضل أن تكون تلك المفاوضات والمحادثات برعاية أممية، ويكون الاتفاق الصادر عنها برعاية هيئة الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو جوتيرش.
ونوه وزير الخارجية الأوكراني إلى أن الدبلوماسية ستكون هي الحل لإيقاف أمد الصراع العسكري الذي بدأ في فبراير الماضي ضد بلاده، لافتًا إلى أنه إذا استمرت روسيا في صراعها العسكري فإن أوكرانيا ستطالب بحرمان روسيا من مقعدها في مجلس الأمن.
وفي أول رد على تلك الدعوة، قال الناطق باسم مؤسسة الرئاسة الروسية "الكرملين" ديميتري بيسكوف، إن روسيا تعمل وفق مصلحتها ومنطقها الخاص، وأنها تتحرك وفقًا لأهدافها.
وأضاف، أن بلاده مستعدة للتفاوض لكن بدون شروط يفرضها أي أطراف أخرى، منوهًا إلى أن روسيا تركز فقط على أهدافها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أكد في وقت سابق أن روسيا منفتحة على المفاوضات مع الجانب الأوكراني، حيث أكد أن جميع الصراعات العسكرية المسلحة تحل بالمفاوضات والمباحثات السياسية، وأن بلاده لم تتجنب هذا الحل نهائيًا.
وأضاف بوتين، خلال مؤتمر صحفي له الخميس الماضي، أن روسيا ترغب في التفاوض على أساس الوضع الحالي، وليس لما كان قبل الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي، في إشارة إلى استحواذ روسيا على مناطق أوكرانية وضمها لروسيا بما فيها شبه جزيرة القرم.
جدير بالذكر أن مفاوضات جمعت كلًا من الجانب الروسي والأوكراني في تركيا وفي بيلاروسيا في وقت سابق، إلا أن تلك المفاوضات لم تسفر عن حل الأزمة الحالية.