أثار قرار حكومة طالبان بمنع المرأة من العمل لدى منظمات الإغاثة غير الحكومية الدولية في أفغانستان، العديد من ردود الفعل الدولية الغاضبة والمنددة بالقرار.
وكان أول رد فعل على ذلك القرار تمثل في تعليق سبع منظمات إغاثة دولية لنشاطها في أفغانستان حيث أكدت تلك المنظمات عدم قدرتها على الاستغناء عن العنصر النسائي في عملها داخل البلاد.
من جانبه، حث القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان رامز الأكبروف، القائم بأعمال وزير الاقتصاد في حكومة طالبان محمد حنيف، على إلغاء القرار الذي يحظر عمل موظفات المنظمات غير الحكومية.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان في بيان: يحتاج ملايين الأفغان إلى المساعدة الإنسانية، وتذليل العقبات ضروري.
وأدان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قرار طالبان، داعيا الحركة إلى التراجع عن قرارها بشكل فوري، كجزء من التزامها باحترام القانون والمبادئ الإنسانية الدولية.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيجري تقييما لتأثير القرار على مواصلته تقديم المساعدة للشعب الأفغاني.
بدوره حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من أن قرار طالبان بمنع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية سيعطل تسليم المساعدات وقد يكون "مدمرا" لأفغانستان.
وكتبت بلينكن على تويتر "أشعر بقلق عميق من أن حظر طالبان مساهمة النساء في تقديم المساعدات الإنسانية في أفغانستان سيؤدي إلى تعطيل المساعدات الحيوية والمنقذة لحياة الملايين"، مضيفا "هذا القرار قد يكون مدمرا للشعب الأفغاني".
وفي السياق نفسه، وضعت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه تقديم مساعدات لأفغانستان في محل تساؤل حالياً في ضوء القرار الأفغاني. وقالت في بيان: من دون موظفات نساء، لن يمكن لمنظمات مواصلة عملها في كثير من القطاعات لأجل نصف المواطنين، لذا فإنني أؤيد أن نوقف في الوقت الراهن الدعم الحالي الذي نقدمه مع آخرين.
وأعلنت شولتسه أنها تعتزم بالتعاون مع البنك الدولي الدعوة لاجتماع الأطراف الفاعلة في الصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن طالبان "تحاول محو النساء من المجتمع في أفغانستان"، بعدما تم إجبار وكالات إغاثة دولية على الانسحاب بسبب حظر لعمل المرأة.
وحث وزير الخارجية نظام طالبان الحاكم على إلغاء القرار، محذرا من أن ملايين الأفغان سيعانون نتيجة لهذه السياسة.
وأعربت مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة، عن إدانة الإمارات بشدة لقرار "طالبان" حظر عمل النساء في المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية في أفغانستان.
وحذرت نسيبة من أن القرار سيعيق جهود تقديم الإغاثة الإنسانية في البلاد، وسيؤثر على أشد الفئات ضعفاً في المجتمع، بما في ذلك النساء والأطفال والمسنين، مشددة على أن الدين الإسلامي كرم المرأة ودورها وصان حقوقها.
