مع استمرار حدة التظاهرات والاحتجاجات في إيران ودخولها الشهر الرابع على التوالي، أعلنت منظمات حقوقية عن تصاعد حدة التعامل من جانب النظام ضد تلك الاحتجاجات، حيث سجلت إيران أعلى نسبة إعدامات في خلال عام 2022 فقط، حيث قدرت المنظمات الحقوقية تصاعد نسبة أحكام الإعدام في العام المنصرم بنسبة 88% عن المعدلات المعتادة.
وكشفت منظمة هرانا، إحدى المنظمات الحقوقية الإيرانية المحسوبة على تيارات المعارضة، أن نسبة الإعدامات في إيران خلال عام 2022 ارتفعت بمعدل 88%، في ظل استمرار الاحتجاجات الرافضة لسياسات النظام الإيراني وتعامل الشرطة وقوات الباسيج مع المتظاهرين الذين خرجوا في احتجاجات عارمة بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.
يأتي ذلك فيما تتصاعد حدة الاحتجاجات الإيرانية في كثير من المدن وعلى رأسها العاصمة طهران، وكذلك دشتي ومهاباد في أذربيجان الغربية، علاوة على مدينة مشهد وقم، ومناطق بالأحواز ومدن محافظة كرمانشاه وبومهن، فضلًا عن سننقد وكرج، فيما تتصاعد حدة الاحتجاجات الفئوية للكثير من عمال المناجم في البلاد.
ورفع المحتجون لافتات مكتوب عليها الموت للديكتاتور، والموت لخامنئي، فيما لجأ متظاهرون في المحافظات الحدودية إلى حرق صور خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك حرق صورة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الراحل قاسم سليماني.
يأتي ذلك فيما هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي المحتجين بما أسماه "معاملة قاسية"، بسبب استمرارهم في سياسة الاحتجاجات التي عمت المدن الإيرانية في أعقاب مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.
فيما وجه رئيسي انتقادات إلى وسائل الإعلام التي تروج لما أسماه بـ"الجهل" ونقل أخبار التظاهرات والاعتصامات بالمدن الإيرانية، فيما توعد هؤلاء المحتجين بمزيد من الإجراءات الصارمة لإثنائهم عن موقفهم والتراجع عن الاستمرار في تلك الاحتجاجات.
وقال رئيسي، خلال كلمة له أمام قيادات قوات "الباسيج" بحفل أقيم بجامعة طهران، إن السلطات الإيرانية لن ترحم المعارضين، بسبب دعواتهم لمزيد من الاحتجاجات في كافة مدن إيران.