استقبل وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند موريتي الملقب في فرنسا بـ(حارس الأختام)، اليوم في مكتبه بالوزارة وفد من ممثلي الجالية الكردية بعد اغتيال ثلاثة أكراد يوم الجمعة وجرح ثلاثة آخرون.
وأعلن الوزير بأن فرنسا اليوم في حداد وأنه طلب لقاء ممثلي الجالية للتعبير عن تضامنه معهم في هذا الحدث الجلل، مؤكدا لهم بأن العدالة الفرنسية سيأخذ مجراها وأن القاتل سينال عقابه على جرمه الخطير.
كما شرح لهم الفرق بين الجريمة العنصرية الشنيعة وبين العمل الإرهابي هو أن الشخص يلتزم بأيديولوجية سياسية مزعومة، مبررًا حقيقة أن مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب يتولى التحقيق للتأكد من صلة القاتل بالإرهاب وأن التحقيقات جارية.
فيما أكد وزير العدل، أنه ناقم على كل المهاجرين وهاجم أشخاصا لا يعرفهم، موضحا أنه غاضب من الأكراد لأنهم أسروا مقاتلين أثناء محاربتهم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) بدلا من تصفيتهم.
وتابع: كان ينوي استخدام كل الذخيرة التي كانت في حوزته والانتحار بآخر رصاصة، لكن عدة أشخاص قاموا بالسيطرة عليه في صالون لتصفيف الشعر قبل أن تعتقله الشرطة، ولم تسمح العناصر الأولى للتحقيق بإثبات أي صلة بتطرف عقائدي أو سياسي.
فيما أكدت المدعية العامة في باريس لور بيكو، اليوم الأثنين، أن القاتل، يخضع حاليا لتحقيق رسمي وهي المرة الأولى منذ أن أُلقي القبض عليه بعد ارتكابه جريمة القتل في مركز ثقافي كردي ومقهى كردي قريب في الدائرة العاشرة المزدحمة بالأكراد في باريس.
وبموجب القانون الفرنسي، فإن الخضوع لتحقيق رسمي يعني أن هناك أدلة جدية أو متماسكة تشير إلى تورط المشتبه به في الجريمة.
وقالت المدعية العامة، إن التحقيق الذي يجريه قاضٍ، سينظر في توجيه تهم القتل والشروع في القتل وحيازة سلاح دون تصريح، مضيفة أنه يُشتبه في وجود دافع عنصري وراء إطلاق النار.
وقد مثل القاتل والذي يدعى ويليام، أمام قاض للتحقيق تمهيدا لتوجيه تهمة محتملة إليه.
وقد تأكد الدافع العنصري للحادثة، بعد أن أقر المتهم للمحققين بأنه كان دائما "يشعر برغبة في قتل المهاجرين الأجانب" منذ تعرض منزله لعملية سطو في 2016.
وقال بإنه اشترى سلاحه قبل أربع سنوات من أحد أعضاء نادي الرماية وأنه خبأه دون استخدامه حتى نهار الجمعة.
فيما صرح والد القاتل ويليام م. (90 عاما) الذي قتل ابنه 3 أكراد وجرح 3 آخرين، بأن ابنه مجنون، وكان قد سجن لمدة عام، وكانت والدته تحاول إعادته إلى المسار الصحيح لكنه فقد عقله قبل الجريمة كان يلعب مع والدته ولم يشعرنا بأي شيء.
هذا وقد أحدث الهجوم الذي وقع الجمعة صدمة في أوساط الجالية الكردية التي دانت العمل "الإرهابي"، واتهمت تركيا، لاسيما وأن جميع القتلى الثلاثة والمصابين الثلاثة يحملون الجنسية التركية ومعارضين لنظام أوردغان.
ولهذا تتواصل في شوارع باريس مسيرات احتجاجية للجالية الكردية وتضامنية يحاول رؤساء الجالية أن تكون التظاهرات سلمية وألا تتجاوز غضبها الحدود الأمنية.