السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

الاحتفال برأس السنة بين الحرام والحلال.. جدال متجدد كل عام.. تطاول على الإمام ودعاة يشعلون الفتن.. والمفتي: جائز شرعًا ولا حرمة فيه

ستاندر تقارير
ستاندر تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قرابة نهاية كل عام وفي احتفالات الأخوة الأقباط بأعيادهم ومناسباتهم المختلفة تعيش الدولة المصرية حالة من الجدال الهدام المستمر، فهناك أشخاص يتفننون في افتعال الفتن وقت الأزمات، وهم أنفسهم ينصبون أنفسهم ألهه ويحكمون علي الناس بالباطل ووصل بهم الأمر إلي حد الهجوم علي كبار رجال الدين ورموزه الأجلاء بتصدير الفتاوى الشاذة والمتطرفة والتشكيك في تدينهم، إضافة إلي اتهامهم بالكفر والخروج من الملة.
وفي لفتة إنسانية سمحة ليلة أمس هنأ فضيلة الإمام الأكبر أد. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الأقباط بأعياد الميلاد المجيد، عبر حسابة الشخصي علي موقع "فيس بوك" و"تويتر"، باللغتين العربية والإنجليزية، قائلًا: أهنئ إخوتي وأصدقائي الأعزاء البابا فرنسيس، والبابا تواضروس، ورئيس أساقفة كانتربري د. جاستن ويلبي، وبطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، وقادة الكنائس، والإخوة المسيحيين في الشرق والغرب بأعياد الميلاد، وأدعو الله أن يعلو صوت الأخوَّة والسلام، ويسود الأمان والاستقرار في كل مكان.


وبعد نشر هذه التدوينة الطيبة من الإمام الطيب انجرف علي صفحته سيل من السخرية والاستهزاء من بعض النشطاء، فمنهم من تسائل عن دراسة شيخ الأزهر ومؤهلاته العلمية، ومنهم من اتهمه، ومنهم من جعل نفسه ناصح عليه يوجه له النصائح ويقول له: اتقي الله وارجع، وكأنه فعل أمر يخالف حدود الله أو ارتكب ذنب من الكبائر، ووجدنا آخرين جعلوا من أنفسهم حكماء وقالوا له متعجبين لا يجوز تهنئتهم بالعيد فالتهنئة لهم تجوز في الزواج والإنجاب فقط.

 

 


وفي السياق ذاته خرج علينا بعض الدعاة الإسلاميين وتصدر هاشتاج "أنا مسلم أنا لا أحتفل بالكريسماس" الذي فعله الشيخ حاتم الحويني محركات البحث، إضافة إلي بعض البوسترات الشاذة والهدامة عبر حسابه الخاص علي موقع "فيس بوك"، ومنها: "كل عام ونحن نشهد أن عيسي عليه السلام لم يقتل ولم يصلب ولم يمت، ونشهد أن عيسي عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلي مريم وروح منه "

 


وحسم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الجدل الدائر حول هذه القضية قائلًا: إن الاحتفال برأس السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وعليه السلام، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال والتهنئة به: جائز شرعًا، ولا حرمة فيه؛ لاشتماله على مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتدٍّ بها شرعًا وعرفًا؛ من تذكر نعم الله تعالى في تداول الأزمنة وتجدد الأعوام، وقد أقرت الشريعة الناس على أعيادهم لحاجتهم إلى الترويح عن نفوسهم.
ونص العلماء على مشروعية استغلال هذه المواسم في فعل الخير وصلة الرحم والمنافع الاقتصادية والمشاركة المجتمعية، وأن صورة المشابهة لا تضر إذا تعلق بها صالح العباد، ما لم يلزم من ذلك الإقرار على عقائد مخالفة للإسلام، فضلًا عن موافقة ذلك للمولد المعجز لسيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي خلّده القرآن الكريم وأمر بالتذكير به على جهة العموم بوصفه من أيام الله، وعلى جهة الخصوص بوصفه يوم سلام على البشرية، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أَوْلَى الناس بسيدنا المسيح صاحب هذا المولد المبارك، مع ما في ذلك من تعظيم المشترك بين أهل الأديان السماوية، فضلًا عن عقد المواطنة الذي تتساوى فيه الحقوق والواجبات.
وكلما ازدادت الروابط الإنسانية تأكدت الحقوق الشرعية؛ فالمسلمون مأمورون أن يتعايشوا بحسن الخلق وطيب المعشر وسلامة القصد مع إخوانهم في الدين والوطن والقرابة والجوار والإنسانية ليُشعِروا مَن حولهم بالسلام والأمان، وأن يشاركوا مواطنيهم في أفراحهم ويهنئوهم في احتفالاتهم، ما دام أن ذلك لا يُلزِمهم بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات عبادية تخالف عقائد الإسلام.
ومن منطلق أن الأطفال هم الأرض الخصبة التي تولي بها الجماعات المتطرفة اهتماماتها لزرع التشدد والأفكار المنافية في عقولهم أطلق مرصد الأزهر لمواجهة التطرف، مجموعة جديدة من إنتاجه المرئي تحت عنوان "حكايات آدم" والتي تحاكي حياة طفل صغير يُدعى "آدم" يتعرض لبعض المواقف التي تثير الكثير من التساؤلات في ذهنه ويبحث عن إجابة لها؛ لذا رأى المرصد أهمية إنتاج محتوى بسيط يلائم الفئات العمرية الصغيرة ويقدم لهم إجابات وافية على هذه التساؤلات بدلًا من لجوئهم إلى الفضاء الإلكتروني الذي يروج خلاله بعض المتطرفين أفكارهم ويحرفون الكثير من المفاهيم الدينية بما يخدم أيديولوجيتهم الهدامة للمجتمعات.


ومن الموضوعات التي تناقشها يوميات "حكايات آدم" تهنئة أهل الكتاب بالتزامن مع قرب حلول رأس العام الجديد 2023م والذي يصاحبه إصدار التنظيمات الإرهابية بيانات مهددة لهم ومتوعدة لمن يقدمون التهنئة لهم.
كما تناقش اليوميات أيضًا عدة قضايا منها مسألة تدمير الآثار، والعلاقة بين المسيحية والإسلامية التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ الإنساني.
وعن يوميات "حكايات آدم"، تقول الدكتورة رهام سلامة مدير مرصد الأزهر، إن فكرته تقوم على معالجة شبهة واحدة في كل حلقة من خلال شخصية الطفل "آدم" الذي يتعرض لهذه الشبهات من خلال مشاهدة التلفاز أو من الواقع الحياتي المحيط به، والذي ينقل تساؤلاته لمعلمه الشيخ "شمس" الذي يجيبه بأسلوب سهل يستطيع من يشاهد هذه اليوميات أن يفهمها مهما كانت فئته العمرية، لا سيّما وأن الردود مدعومة بالأدلة الشرعية.