يعد دعاء المطر الغزير أحد تلك الأدعية الواردة في الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، والتي تبين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لم يترك أمرًا أو حاجة من أمور الدنيا وفيه خير إلا وأرشدنا إليه، وأخبرنا عن دعاء المطر في حال الفرح وانتظار خيره، فقد أوصانا النبي - صلى الله عليه وسلم- عند اشتداد وهطول الأمطار الغزيرة والخوف من شرها بترديد دعاء المطر الغزير يناسب هذا الظرف، وينجي قائله من خطر السيول، وقد ورد دعاء المطر ضمن مجموعة من أدعية المطر والريح والعواصف وتبرز "البوابة نيوز" أدعية إذا زادت الأمطار، وخيف من كثرة المياه.
فكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَاب وبطون الأودية ومنابت الشجر»؛ لحديث أنس المتفق عليه في استسقاء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على المنبر يومَ الجمعة، وفيه: "ثم دخل رجل من ذلك الباب في يوم الجمعة المقبل، ورسول الله قائم يَخطب، فاستقبله قائمًا، فقال: يا رسولَ الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادعُ الله أن يُمسكها، قال: فرفع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يديه، ثم قال: «اللهم حَوَالَيْنَا، ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَاب وبطون الأودية، ومنابت الشجر» متفق عليه. وحَوَالَيْنَا؛ أي: قريبًا منا لا على نفس المدينة، و«لا علينا»: لا على المدينة نفسها التي خاف أهلها من كثرة الأمطار، و«الآكام»: الجبال الصغار، و«الظِّراب»: الروابي الصِّغار، وهي الأماكن المرتفعة من الأرض، وقيل: الجبال المنبسطة، والمعنى: بين الظِّراب والآكام مُتقارب، و«بطون الأودية»؛ أي: داخل الأودية، والمقصود بها مجاري الشعاب، و«منابت الشجر»: الأمكنة التي تكون منبتًا للشجر.