كتب- عبدالله جمال
على مدار شهرين سجلت بريطانيا أكبر عدد من الإضرابات فى تاريخها، حيث سجلت إضرابات أكتوبر وديسمبر أكبر عدد أيام عمل ضائعة، وصلت لأكثر من ٦٠٠ ألف يوم عمل، وهو أعلى مستوى فى تاريخ المملكة المتحدة منذ نوفمبر ٢٠١١. وتعانى بريطانيا من ارتفاع كبير فى معدلات التضخم، والتى تخطت حاجز الـ١١٪، ما دفع النقابات العمالية للدعوة لإضرابات للمطالبة بزيادة الأجور.
يأتى ذلك فى ظل معاناة من أزمة اقتصادية طاحنة بسبب أزمة الطاقة العالمية وخسائر فادحة تحملها الاقتصاد الرسمى البريطانى بسبب الخروج من الاتحاد الأوروبى والذى قدرت بـ ٣٣ مليار جنيه إسترليني.
وأصيبت ٦ مطارات بالشلل فى بريطانيا على رأسها مطار هيثرو بالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد، ما دفع الحكومة برئاسة ريشى سوناك بالاستعانة بالجيش لكى يحل مكان عناصر مراقبة الجوازات المضربين عن العمل. وأبلغ مطار هيثرو، كل المطارات الدولية بوجود أزمة فى إقلاع الطائرات خاصة فى الفترة من ٢٨ حتى ٣٠ ديسمبر، وهو ما تسبب فى تكدس الحقائب والطائرات.
وفى قطاع النقل الداخلي، تكبد قطاع السكك الحديدية خسائر تتجاوز الـ٢ مليار جنيه استرلينى بسبب إضراب ٥٠ ألف موظف.
وفى قطاع الصحة، يعانى المواطنون بشكل كبير بسبب إضراب ١٠٠ ألف من العاملين فى مجال التمريض والإسعاف، فى وقت تعانى فيه البلاد من انخفاض حاد بدرجات الحرارة وانتشار لأمراض فصل الشتاء مثل الأنفلونزا. فيما وصلت معدلات انتظار المرضى للأطباء لما يقرب من ١٢ ساعة، وتم تأجيل مئات العمليات الجراحية، وتلقت سجلات الصحة الرسمية شكاوى من ٥ ملايين مواطن بسبب عدم قدرتهم على توقيع الكشف الطبي.
ويصل عدد العاملين فى قطاع الخدمات الطبية إلى ١.٥ مليون عامل، يحصلون على ميزانية تبلغ ١٨٠ مليار جنيه إسترلينى سنويًا.