أكد الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية والأمنية، أن البرنامج الحكومي سيكون بداية للاستفادة من خبرات الشركات العالمية المتخصصة لاستئناف الاستثمار الغاز الطبيعي حيث أن العراق أصبح بحاجة حقيقة للحفاظ على ثروته الطبيعية والذي أهدرت أمواله في استيراد الغاز الطبيعي من إيران .
وأشار العزاوي إلى أن مشكلة العراق بدأت منذ عام 2006/2007، عندما قررت وزارة الكهرباء أن تحول عملية تشغيل مولدات الطاقة الكهربائية من استخدام النفط الأسود إلى استيراد مجموعة من التوربين من نوع "ge"، والتي تعمل بالغاز الطبيعي الذي يفتقر له العراق، مشيرًا إلى أن العراق في هذا الوقت دخل في أزمة إنتاج الطاقة الكهربائية.
وأوضح العزاوي، خلال لقاء تليفزيوني له مساء اليوم الأحد، أن المشكلة الآن تتركز في كيفية تشغيل مولدات الطاقة الكهربائية، قائلًا:"حاولت شركة أمريكية ان تقود مهمة تدوير المولدات عن طريق تربونات تعمل بالغاز الطبيعي أو بالنفط الأسود لكن الجهات بوزارة الكهرباء العراقية أوقفت تنفيذ هذا المشروع دون مبرر واضح".
وأشار أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن إيقاف المشروع كان قرارًا سياسيًا من الدرجة الأولى، وكان هناك رفض للجوء لبدائل للغاز الإيراني، قائلًا:"رئيس شركة توتال صرح وقال إنه كان هناك مشاورات بين العراق لحل أزمة الطاقة الكهربائية عن طريق فرص استثمارية لن ينفق خلالها العراق أموالًا تذكر، ولكن هذا الأمر تم رفضه من قبل وزارة الكهرباء العراقية وأيضًا وزارة النفط".
وتابع: "هناك مشكلة تقنية في الغاز العراقي، عندما يخرج يكون ممزوجًا ببعض المياه وبالتالي عملية ضخه مرة أخرى والاستفادة منه وضغطه بطريقة فنية تحتاج لإجراءات كبيرة جدًا وهذه كانت حجة القيادات الفنية في مسألة استيراد الغاز الجاهز من إيران".
وأضاف: "هناك بعض الهجمات يتم تنظيمها بالاتفاق مع الجانب الإيراني لمنع العراق من الاستفادة بامكانيات الغاز الموجودة به على الرغم من أن العراق يملك كمية غاز هائلة تجعله يصدر للعالم أجمع ولكن المشكلة ما بين تقنية وسياسية".