الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

المطران سني إبراهيم عازار يكتب: عيد ميلاد مجيد من الأرض المقدسة

 المطران سني ابراهيم
المطران سني ابراهيم عازار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

"وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ".

                           (إنجيل لوقا 2: 12).

 

أصدقائي الأعزاء،

 نعمة لكم وسلام من يسوع المسيح، وعيد ميلاد مجيد من الأرض المقدسة

 

كمسيحيين في الأراضي المقدسة، ثمة العديد من الجذور التي تربطنا بإيماننا المسيحي حيث نحيا ونعمل ونربي أولادنا في أماكن مثل القدس وبيت لحم وبيت ساحور، بلدة الرعاة، والتي منها تمت البشارة بولادة يسوع المسيح. وكفلسطينيين مسيحيين نحن نفتخر بتاريخنا وبكوننا كنيسة محلية في ارض المسيح. ولكن في هذا العيد أنا أفكر في مستقبلنا. أفكر بما قاله الملائكة للرعاة في بيت ساحور في اول احتفال بعيد الميلاد: "وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ". (لو 2: 12).

 

علامة الميلاد هي الطفل، وهذا امر في غاية الأهمية. ففي الانجيل، العلامات التي يعطيها الرب ليست لتعلمنا أن الله قدير وحسب، بل لتعلمنا من هو ابانا السماوي ولتساعدنا لنفهم هويتنا كأبناء الرب. وفي الميلاد، علامة الانجيل هي طفل مضجعا في مذود. ما الذي يعنيه ذلك؟

 

في هذا العام منح الرب عائلتي طفلة جديدة: أول حفيدة لي اسمها سيرا. نشكر الرب انها في صحة جيدة وسوف تحتفل بعيد ميلادها الأول معنا. سيرا هي بداية جيل جديد وهي مستقبلنا – ولكن حاليا هي تعتمد على عائلتها في كل شيء لرعايتها ومساعدتها على النمو. واعتقد ان هذا ما يعنيه ان علامة الميلاد هي طفل حديث الولادة. علامة ايماننا المسيحي هي الولادة الحديثة، ووعد بوجود مستقبل جديد والاجيال القادمة سوف تحمل ايماننا للمستقبل. ولكن كعائلة أيضا فنحن بحاجة لبعضنا البعض في كافة الأمور والمجالات. نحن بحاجة أن نرعى بعضنا البعض، والاقوى يعتني بالأضعف بحيث يكون الكل مغمورا بالمحبة ومشمولا بالرعاية. عندما نحب بعضنا ونعتني ببعضنا، فنحن لا نشارك محبتنا وحسب وانما نشارك حب الله وحب يسوع المسيح لبعضنا البعض ولجيراننا.

 

علامة الميلاد هي الطفل وكل عيد ميلاد نحتفل كما لو أن المسيح كان طفلا مرة أخرى. ومع وجود الطفل في وسطنا، فان عيد الميلاد يجمع الأجيال مع بعضهم كأسرة واحدة في المسيح. وعلامة الطفل تذكرنا بأن ايماننا يتجلى في الطريقة التي نهتم ونعتني بالفئات الأكثر هشاشة وتهميشا بما في ذلك أعضاء عائلاتنا الأكبرهم عمرا والأصغرهم عمرا. ويتجلى ايماننا في العالم الذي نخلقه لأولادنا واولادهم من بعدنا.

 

وهنا في فلسطين فإن قلبنا يعتسر حزننا على معاناة أطفالنا الذين يتعرضون للأسر والاعتقال وللضرب والقتل على يد الاحتلال ويعتسر حزننا على الأطفال الذين يعانون ليجدوا لقمة العيش ويسعون لإيجاد امل في المستقبل. ولكن في ذات الوقت فإننا نجد في رحم المعاناة هدفنا ورسالتنا ككنيسة. فقد دعانا الرب لكي نهتم بالأطفال في مجتمعاتنا كما لو أن كل واحد منهم هو المسيح الطفل بحد ذاته. ويجب أن نسعى لمساعدة أطفالنا وأولادنا للحصول على الطعام والحصول على التعليم ونعلمهم جمال ثقافتنا وان يحصلوا على حقهم في اللعب وان يجدوا السعادة في الحياة ويجدوا المحبة في عائلاتهم لكي ينموا ويبنوا مستقبلهم. وهذا هو الأمل الذي كنه لنا ابائنا واجدادنا عندما كنا أطفال.

 

وفي هذا الميلاد، نصلي ان نتذكر جميعا علامة طفل الميلاد ونصلي ان نتمكن من أن نعتني ونربي الأولاد من حولنا كما لو أنهم أبنائنا واطفالنا كما لو أنهم الطفل يسوع المسيح. نصلي لعائلاتنا وكنائسنا أن تعمل معا لكيلا يتعلم أطفالنا ثقافة الكراهية والخوف من الاخرين، ولكن لنشر ثقافة المحبة وأن يتحلوا بالشجاعة لمواجهة المستقبل. نصلي للرب أن يمنحنا القوة لنستمر في العمل من اجل أن تسود العدالة والسلام على الأرض بحيث نترك للأجيال القادمة عالم أفضل. ونصلي أن نعرف محبة الرب والذي حل بيننا في علامة الطفل يسوع المسيح وأن نعرف أننا أبناء الله المحبوبين بحيث يجلب لنا هذا الحب أمل لكي نشارك هذا الحب بعاطفة ورحمة هنا في الأراضي المقدسة وفي كل مكان باسم يسوع المسيح، آمين...

 

 

في المسيح،