الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

مواجهة مفتوحة.. طالبان تواصل العدوان على حقوق المرأة في أفغانستان.. وخبراء يتوقعون مزيدا من الاضطرابات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يبدو أن حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان حاليا، تخوض مواجهة مفتوحة مع المرأة، بالعدوان على كل الحقوق الأساسية، التي يعترف بها العالم للنساء, بل والتي يقرها الدين الإسلامي أيضا، وعلى رأسها الحق في التعليم، والعمل.

فعلى الرغم من تعهد حركة طالبان، عندما عادت إلى السلطة في أغسطس 2021 باحترام حقوق المرأة، سعيا وراء رسم صورة أكثر اعتدالًا والتزاما بعملية السلام الداخلي للمجتمع، فإنها سرعان ما تراجعت عن وعودها، وقررت صب جام تطرفها على النساء.
وباتت النساء والفتيات في أفغانستان تحت نير معركة ضارية ضد حقوقهن الأساسية، بدءا من حرمانهن من التعليم، مرورا بتقييد حقوقهن في جميع مناحي الحياة، وأخيرا وليس آخرا إعادة وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كجهة لمراقبة الأخلاق العامة، التي تلعب دورًا محوريًا في التقليص المنهجي لحقوق المرأة في البلاد.

النساء في أفغانستان

التعليم

أعلنت حركة طالبان في 12 سبتمبر 2021، الفصل بين الجنسين وإلزام الفتيات بارتداء الحجاب في المدارس والجامعات.

وفي مارس 2022، منعت الحكومة الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية، وبالتالي الجامعات، في إفصاح عن النية الحقيقية للحركة، بعد أشهر من الإغلاق المفروض على التعليم منذ سيطرة طالبان على الحكم. 
وفي أحدث خطواتها لقمع تعليم المرأة، علقت حركة طالبان التعليم الجامعي لجميع الطالبات. 
وجاء في خطاب نشرته وزارة التعليم، أن القرار اتخذ في اجتماع لمجلس الوزراء، حيث يتم 
حظر التعليم الجامعي للنساء في جميع أنحاء البلاد. 
وبينما فجر هذا القرار حملة إدانة دولية واسعة، لم تعبأ طالبان بذلك، وقررت أيضا تقييد وصول النساء إلى الأماكن العامة، مانعة النساء من دخول جميع الحدائق في كابول، حيث كان يُسمح للنساء في السابق بزيارة المتنزهات ثلاثة أيام في الأسبوع، والرجال الأربعة أيام الباقية. 
وتعني القواعد الجديدة أنه لم يعد مسموحًا للمرأة بالظهور في المتنزهات العامة مطلقا، حتى لو كانت برفقة أقارب من الذكور.

في الوقت نفسه أعلن مسؤول في طالبان، أنه سيتم منع النساء من استخدام الصالات الرياضية في جميع أنحاء البلاد. 
وقال متحدث باسم وزارة الفضيلة، إن الحظر جاء بسبب تجاهل الناس لأوامر الفصل وعدم ارتداء النساء للحجاب.

العمل 


لم تعد المرأة في أفغانستان قادرة على العمل بمعظم القطاعات الدولة، إذ أمرت حركة طالبان النساء العاملات بالبقاء في المنازل، قائلة إنهن غير آمنات في وجود جنود الجماعة.

السفر

كما تم تقييد حق المرأة في السفر داخل أفغانستان وخارجها، وذلك منذ أواخر العام الماضي، حيث أعلنت طالبان أنها ستحتاج إلى مرافقة الرجل للسفر لمسافات طويلة داخل البلاد. 
وكان على أي امرأة تسافر لمسافة تزيد عن 75 كيلومترًا، أن يرافقها محرم ذكر، كما دعت القواعد الجديدة السائقين إلى عدم السماح للنساء غير المحجبات بركوب سياراتهم. 
وفي مارس الماضي صدرت أوامر لشركات الطيران الأفغانية، بمنع النساء من الصعود على متن الرحلات الجوية، ما لم يرافقهن رجال.
الحجاب، وفي الصيف الماضي أمر المرشد الأعلى لطالبان، هبة الله أخوند زادة، النساء بتغطية أنفسهن بالكامل، بما في ذلك وجوههن، وخاصة في الأماكن العامة. واقترح المرسوم أن تبقى المرأة في المنزل حيثما أمكن ذلك، لأن هذا كان الخيار الأفضل لمراقبة الحجاب الشرعي.

قبل هذا الأمر كان الحجاب إلزاميًا فقط للنساء اللائي يدرسن في الجامعات والفتيات اللائي يدرسن في المدرسة الثانوية، ثم قالت حكومة طالبان الجديدة إن الطالبات والمحاضِرات والنساء العاملات يجب أن يرتدين الحجاب وفقًا لتفسير الجماعة للشريعة الإسلامية.

كما أمرت طالبان صحفيات التلفزيون بتغطية وجوههن أثناء ظهورهن على الشاشة، منذ العودة إلى السلطة. 
وألغت طالبان وزارة شؤون المرأة، وهي هيئة رئيسة لتعزيز حقوق المرأة من خلال القانون. 
وبدلاً من ذلك أنشأ نظام طالبان وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي أصبحت مفيدة في تقليص حقوق المرأة، كما ألغى قانون القضاء على العنف ضد المرأة، الذي تم توقيعه في عام 2009 لحماية النساء من الانتهاكات، بما في ذلك الزواج القسري، وتركهن دون اللجوء إلى العدالة. 
وخلال الفترة الأخيرة زادت قيود طالبان على النساء من القلق الدولي، ومن المرجح أن تزيد من عزلة الدولة على المسرح العالمي.
مزيد من الاضطرابات.
من جانبه قال الأستاذ الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق، إن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى إثارة المزيد من الاضطرابات داخل أفغانستان، في أعقاب الحظر المفروض على التعليم الجامعي، وهو ما رأيناه من نزول للنساء إلى شوارع كابول، للاحتجاج على القرار. 
فيما يرى المراقبون أن هذه الخطوة ستزيد من عزلة طالبان دوليا وحرمانها من الشرعية التي تطمع فيها.