قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو مستعدة للتفاوض بشأن الحلول المقبولة مع جميع أطراف النزاع الأوكراني، لكنه أشار إلى أن "كييف" ترفض ذلك.
وأضاف "بوتين" أن السلطات الأوكرانية هي من أثارت الصراع عبر القيام بأعمال عسكرية ضد المدنيين، مؤكدًا أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تسير في الاتجاه الصحيح للدفاع عن مصالحها الوطنية ومصالح مواطنيها وشعبها.
فيما أعلنت أوكرانيا زوال الخطر لعدم وجود تقارير مؤكدة عن هجمات روسية جديدة، كانت صفّارات الإنذار قد أطلقت في أنحاء أوكرانيا إعلانًا عن حالة التأهب الجوي عقب تحليق طائرات روسية في سماء بيلاروسيا.
كما أفادت روسيا عن إحباط محاولات هجومية أوكرانية على عدة محاور استهدفت وحدات عسكرية وأسفرت عن تصفية أكثر من 220 جنديًا أوكرانيًا بين قتيل وجريح.
قال حسين مشيك مراسل "القاهرة الإخبارية" من موسكو، إن عملية التفاوض من الجانب الروسي مطروحة منذ بداية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، لكنها مفاوضات مشروطة بتحقيق الأهداف الروسية.
وأضاف "مشيك" أن القرارات الغربية العدائية تجاه موسكو هي التي توقف عملية المفاوضات، بحسب التصريحات الروسية.
وأوضح أن موسكو تريد أن تكون أوكرانيا دولة محايدة منزوعة السلاح بعيدة عن حلف الناتو حتى لا يكون هناك تهديد على الأراضى الروسية والمواطن الروسي من جانب الحلف، وهو ما ترفضه أوكرانيا.
كما ذكر أنه لا توجد أي معلومات رسمية صادرة من وزارة الدفاع الروسية عن هجمات جوية جديدة على الأراضي الأوكرانية اليوم، متابعًا أن القوات الروسية تستعد الآن للتحرك من أجل تحرير مقاطعات خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك والتي يسيطر عليها الآن الجيش الأوكراني.
واختتم"مشيك" حديثه لـ"القاهرة الإخبارية" قائلًا إن استهداف القوات الأوكرانية للداخل الروسي يعطى منحى جديدًا للحرب، وهو ما يدفع الجيش الروسي لاستهداف مناطق صنع القرار والمقرات الحكومية الأوكرانية ومقر الرئيس الأوكراني "زيلينسكي" ذاته.
فيما قال الدكتور ياسين الرواشدي، خبير شؤون دول أوروبا، لـ"القاهرة الإخبارية" من كييف، في الشأن ذاته أن هناك رفضًا روسيًا لكل المبادرات بشأن الابتعاد عن منطقة زابوريجيا التي تضم العديد من المفاعلات النووية، وهو ما سيؤدى لأخطار كبيرة على المنطقة بأكملها.
وأضاف "الرواشدي" أن العالم بحاجة لأن يضغط على موسكو لإبعاد قواتها عن المناطق النووية والسماح لخبراء وكالة الطاقة الذرية أن يراقبوا المنطقة للوقوف على مدى خطورة ما يحدث في تلك المفاعلات.
وأوضح أن ألمانيا تلعب دورًا مهمًا بشأن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا وتقدم العديد من المبادرات، ولكن الشروط الروسية التعجيزية تقف حائلًا أمام الشروع في تلك المفاوضات.