اختار المركز السينمائي المغربي (CCM) في سبتمبر الماضي لتمثيل البلاد في جوائز الأوسكار العام المقبل.
كشفت أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة قبل أيام، عن القائمة القصيرة للأعمال المرشحة لجوائز الأوسكار في نسختها الـ95، وهى مرحلة يتم خلالها إعلان قوائم مختصرة لفئات الوثائقي الطويل والقصير والروائي الدولي، بالإضافة إلى فئة الماكياج وتصفيف الشعر، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل أغنية أصلية، وفئة الرسوم المتحركة القصيرة، وأفضل فيلم قصير، والمؤثرات البصرية والصوت قبل التصويت على الترشيحات النهائية وإعلانها في 24 يناير المقبل، قبل إقامة الحفل السنوي في 12 مارس المقبل بمسرح دولبي في لوس أنجلوس.
ومن بين الأفلام التي انتقلت إلى القائمة القصيرة – وعددها 15 فيلمًا - لفئة أفضل فيلم دولي (ناطق بلغة غير الإنجليزية)، الفيلم المغربي "القفطان الأزرق" للمخرجة مريم توزاني، وإنتاج زوجها المخرج والمنتج نبيل عيوش، واختاره المركز السينمائي المغربي (CCM) في سبتمبر الماضي لتمثيل البلاد في جوائز الأوسكار العام المقبل.
في هذه الفئة، بلغ عدد الأفلام المؤهلة للمشاركة حوالي 92 فيلمًا. تمت دعوة أعضاء الأكاديمية من جميع الفروع للمشاركة في التصويت الأولي، وكان عليهم تحقيق حد المشاهدة للإدلاء بصوت. ويعتبر "القفطان الأزرق" الفيلم العربي والأفريقي الوحيد في القائمة.
وقالت المخرجة توزاني إنها "سعيدة للغاية بهذا الخبر ويشرفها أن تكون قادرة على تمثيل المغرب" من خلال بيان مشترك صدر بهذه المناسبة. من جانبه قال عيوش: "إنها خطوة إضافية اتخذتها السينما المغربية على صعيد الاعتراف الدولي. ونشكر كل من آمن بالفيلم، ووزارة الثقافة، والمركز السينمائي المغربي، ولجنة صندوق المساعدات، وكذلك أعضاء لجنة الأوسكار الذين اختاروا الفيلم لتمثيل بلدنا".
وكان لـ "القفطان الأزرق" مسار غير عادي منذ ظهوره لأول مرة في الاختيار الرسمي في مهرجان كان في مسابقة "نظرة ما"، حيث حصل على جائزة نقاد السينما الدوليين (فبريسي). وفي 19 نوفمبر، فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان مراكش الدولي للسينما بعد عرضه الوطني الأول.
وللمغرب، تاريخ طويل مع جوائز الأوسكار. ترشحت للمرة الأولى في عام 1977، بفيلم "عرس الدم" للمخرج سهيل بن بركة. قبل أن تعود للترشيحات مرة أخرى بفيلم "مكتوب"، بعد غياب عن الترشيحات لتسع سنوات كاملة. وفي عام 2011، سجلت المغرب تواجدها الأول بالقائمة القصيرة للجائزة السينمائية الأهم بفيلم "عمر قتلني" للمخرج رشدي زيم. ودارت أحداثه حول المهاجر المغربي عمر الرداد، الذي يتم اتهامه بالقتل في مدينة كان الفرنسية، ويرصد العمل محاولته إثبات براءته في ظل تعنُّت الحكومة الفرنسية.
ومن بين الأفلام التي شكلت مفاجأة كبرى في القوائم القصيرة هذا العام، فيلم الحرب العالمية الأولى الألماني "All Quiet on the Western Front"، ويستند إلى رواية إريك ماريا ريمارك. ولم يقتصر الأمر على إدراجه في قائمة أفضل فيلم دولي وحسب، بل وصل الفيلم الذي أصدرته نتفليكس، أيضًا إلى قوائم التصفية الخاصة بالمكياج وتصفيف الشعر، وأفضل موسيقى تصويرية، والمؤثرات الصوتية، مما يشير إلى أنه قد يحصل على ترشيحات تتجاوز الفئة الدولية.
كما ضمت القائمة فيلم الدراما "Joy land” للمخرج صايم صادق، وتدور أحداث الفيلم في لاهور، ويروي قصة خيالية لعائلة من الطبقة الوسطى حيث يتحكم بطريرك متقدم في السن على كرسي متحرك ولكنه صارم في حياة ولديه وزوجات أبنائه. ويريد أبناؤه أن يعطوه أحفاده، لكن كل شيء يتغير عندما ينضم ابنه الأصغر، حيدر إلى مسرح رقص مثير ويقع في حب "مجسم متحرك" لمتحولة جنسيًا طموحة. شارك الفيلم في مهرجان كان السينمائي هذا العام، وحصد جائزة لجنة التحكيم وجائزة كوير بالم بقسم “نظرة ما”.
ومن بين الأعمال المدرجة في القائمة أيضًا، فيلم الدراما الكوري الجنوبي “Decision to Leave” للمخرج بارك تشان ووك، الفائز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي. وتدور أحداثه حول محقق متخصص في جرائم القتل (هاي جون)، يتولى التحقيق في وفاة رجل في الجبال وسط ظروف غامضة. للوهلة الأولى، يبدو وكأنه حادث طبيعي؛ ومع ذلك، تدور الشكوك حول زوجة الرجل بسبب ردود فعلها المرتبكة لتصبح المشتبه به الرئيسي. ووسط افتنان المحقق بالأرملة تتشابك خيوط القضية ما بين الواجب والعاطفة.
كما اختير كذلك فيلم الدراما الدنماركي "Holy Spider” للمخرج علي عباسي، ويستند الفيلم على قصة حقيقية حول مقتل عدد من النساء في مدينة مشهد الإيرانية على يد القاتل الشهير “سعيد هنائي” بالسبعينيات، الذي يعتبر أن هدفه كان تطهير مدينة مشهد من عاهرات الشوارع الفاسدات الفاسقات. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي هذا العام، وحصدت بطلة الفيلم زهراء أمير الإبراهيمي.
وشملت القائمة فيلم الدراما الفرنسي “Saint Omer” للمخرجة أليس ديوب، الفائز بجائزتي أسد المستقبل ولجنة التحكيم الكبرى بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في نسخته الـ79. ويتناول العمل، المستندة أحداثه إلى قصة حقيقية لمحاكمة كانت تجري في قضية قتل طفلة، حول قصة لورنس كولي (تؤدي دورها جوسلاجي مالاندا)، وهي مهاجرة سنغالية متهمة بقتل طفلتها عندما كانت تبلغ 15 شهرًا، إذ تركتها على أحد شواطئ شمالي فرنسا عند ارتفاع المد. واستوحي الفيلم من واقعة حصلت سنة 2013 والمحاكمة التي تلتها.