طبقًا لما ورد في بحثٍ جديد، فإنَّه ربما يكون للجَمع بين ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة والتنشيط الذهني باستخدام الكمبيوتر، فائدة في التقليل من مخاطر ضعف الذاكرة المتعلق بتقدم السِّن، أكثر مما لو جرى استخدام الكمبيوتر أو ممارسة التمارين الرياضية كلٌّ على حدى.
وشملت الدراسة، التي نشرت في العدد الصادر في مايو من مجلة "وقائع مايو كلينيك"، أكثر من 920 شخصًا في مقاطعة أولمستيد، مينيسوتا، تراوحت أعمارهم بين 70 - 93، حيث قاموا بملء استبيانات حول استخدام أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم والنشاط البدني الذي يمارسونه مقارنة وذلك في غضون العام الذي مضى.
وجد الباحثون من المركز الطبي "مايو كلينك" علامات على وجود ضعف إدراكي خفيف فيما يقرب من 38 بالمائة من المشاركين الذين لم يمارسوا التمارين الرياضية ولم يستخدموا جهاز كمبيوتر، مقارنةً مع ما يزيد قليلًا على 18 بالمائة من أولئك الذين مارسوا التمارين الرياضية باعتدال واستخدموا أيضًا جهاز كمبيوتر. والضعف الإدراكي الخفيف هو المرحلة بين ضعف الذاكرة الطبيعي المرتبط بالسن ومرض ألزهايمر المبكِّر.
كما وجد الباحثون أنَّ 36 بالمائة من المشاركين الذين مارسوا التمارين الرياضية باعتدال واستخدموا جهاز كمبيوتر، كانت وظيفة الذاكرة لديهم طبيعية؛ مقارنةً مع نحو 20 بالمائة من أولئك الذين لم يمارسوا التمارين الرياضية أو لم يستخدموا جهاز كمبيوتر.
وأوضح الباحثون في بيان صحفي صادر عن مركز "مايو كلينيك": "شملت ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة المشي السريع، والمشي لمسافات طويلة، والحركات البدنية في الهواء الطلق، وتمارين القوة، واللعب بالغولف من جر العربة الخاصة بها، والسباحة، وزوجي التنس، واليوغا، والفنون القتالية، ورفع الأثقال واستخدام آلات وأجهزة التمرين.
ويقول مؤلف الدراسة الدكتور يوناس جيدا، وهو عالم طبيب في مركز مايو كلينيك في ولاية اريزونا، في البيان الصحفي: "ومن المتوقع أن الشيخوخة عند مواليد سنة ما أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في معدَّل انتشار الخرف، ومع تواتر استخدام الكمبيوتر أصبح يزداد شيوعًا بين جميع الفئات العمرية، بات من المهم أن ندرس مدى ارتباطه بالشيخوخة والخرف. دراستنا هذه تضيف المزيد إلى هذه المناقشة".
ورغم أن الدراسة قد كشفت عن وجود علاقة بين ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة مشتركةً مع استخدام الكمبيوتر من ناحية وبين تحسُّن وظيفة الذاكرة، فإنها لم تُثبت وجود علاقة سبب ونتيجة.
