تمر اليوم ذكرى رحيل الفنان فريد الأطرش، الذي رحل عن عالمنا في عمر 64 عاما، قدم خلال مشواره العديد من الروائع الغنائية، والأفلام السينمائية، والألحان الموسيقية، لكن من وسط كل هذه الأعمال والروائع التي قدمها الأطرش، هناك 9 أعمال ظلت على مدار كل تلك السنوات علامة موسيقية يتم الاستماع لها في كل مناسبة، والتي أولها:
1- أغنية الربيع
ارتبطت تلك الأغنية مع الجمهور العربي ببداية فصل الربيع، لدرجة أن فريد الأطرش نفسه ظل يشدو بأغنية الربيع مطلع كل فصل ربيع لمدة قاربت الثلاثين سنة دون كلل ولاملل منه ومن الجمهور، وقالوا عنها إنها سيمفونية الموسيقى العربية.
2- أغنية أول همسة
كان لحن أغنية من أول همسة على نفس المقام الموسيقي بنفس الأسلوب التلحيني والبناء الموسيقي لأغنية الربيع، ارتبطت تلك الأغنية بأول همسة يهمس بها العشاق الجدد لبعضهم، وعندما سئل فريد مرة عن أجمل أغنية عاطفية في الموسيقى الشرقية ؟ فأجاب: أول همسة بلا غرور.
3- أغنية بنادي عليك
قد جسدت أغنية بنادي عليك حين طرحها أول مرة التطور الكبير الذي بلغه الفكر الموسيقي لفريد الأطرش لدرجة أن الناقد الموسيقي اللبناني إلياس سحاب اعتبر أنه « بعد بنادي عليك جاءت كل المحاولات المشابهة أقل مستوى، حتى من ناحية الإيحاء الموسيقي الفطري ».
ويقول الباحث الموسيقي السوري الدكتور سعد الله آغا القلعة أن نجاح لحن بنادي عليك قض مضجع الموسيقار محمد عبد الوهاب لدرجة أننا نجد صدى لبنادي عليك في المقدمات الموسيقية لأغانيه أواسط الخمسينات، بل إن آغا القلعة يعتبر أن أغنية أنا والعذاب وهواك كانت هي رد محمد عبدالوهاب على مغالاة فريد الأطرش في النزوع نحو التغريب في لحن الخلود.
4- أغنية حبيب العمر
هذا اللحن في أصله كان لحنا إذاعيا سجل لإذاعة الشرق الأدنى بفلسطين، وعندما عرض على الموسيقار تحويل الأغنية الناجحة إلى فيلم اختصر اللحن وأزال منه بعض المقاطع التطريبية الجميلة وظفها في بعض أغانيه اللاحقة كأحبابنا ياعين، وحين قدم اللحن في الفيلم الحامل لنفس الاسم انتقل باللحن من الأغنية الإذاعية التعبيرية الطويلة إلى الأغنية السينمائية القصيرة، وبذلك يصبح فريد هو أول من قدم المقدمة الموسيقية الطويلة في السينما من خلال مقدمة حبيب العمر التي تجاوزت الثلاثة دقائق دون أن تكسر إيقاع الفيلم.
5- أغنية يا زهرة في خيالي
يعتبر تانغو يا زهرة في خيالي أعظم تانغو في الموسيقى العربية وأحد الأعمال الكلاسيكية في هذا الفن على مستوى العالم كله، إذ يظل اللحن العربي الأكثر أداء على مستوى العالم ولايوازيه أي لحن عربي آخر في شهرته فقد قدم بسبع لغات حية غير العربية وعزف في جميع مناطق العالم من طرف كبريات الفرق الأوركسترالية العالمية، لدرجة أننا نعتبره اللحن الذي أوصل الموسيقى العربية إلى العالمية، يصفه فريد بأنه السهل الممتنع، ولم يعرف القيمة الكبيرة لهذا اللحن إلا الموسيقار محمد عبد الوهاب، فقد روي عنه قوله « لو أعطاني فريد هذا اللحن ليسجل بإسمي لأعطيته عشرة ألحان من ألحاني يختار منها مايشاء ولو طلب المزيد لما ترددت في العطاء ».
6- ليالي الأنس في فيينا
يعد لحن ليالي الأنس في فيينا أول لحن حقق لفريد النجاح والانتشار المساوي للنجاحات التي كان يحققها عمالقة الطرب العربي آنذاك، بجانب القيمة الموسيقية للحن فإن قيمته التاريخية تكمن في أنه قدم في فيلم غرام وانتقام آخر أفلام أسمهان العام 1944، ووقف به فريد على قدم المساواة مع عملاقي التلحين القصبجي والسنباطي اللذين قدما في نفس الفيلم نشيد الأسرة العلوية / أيها النائم للسنباطي وانا اللى استاهل وامتى حتعرف للقصبجي، وكان لحن فريد بشهادة الكثيرين أنجح ألحان الفيلم كلها.
7- أوبريت انتصار الشباب
إن نقاد الموسيقى الشرقية يعتبرون أوبريت إنتصار الشباب هي العمل العربي الأول المتكامل الذي راعى في صياغته جميع ضوابط هذا الفن الموسيقي كما هو متعارف عليها عالميا من موسيقى وغناء ورقص واستعراض وذروة درامية وعقدة وحل، لكن ما خلد هذا العمل هو وقوف الأسطورة أسمهان أمامه في لحظة لم تكرر، وفي مقطع الختام استعمل الموسيقار تقنية البوليفوني حين تعانق صوته مع صوت أسمهان بأدائين مختلفين لإنهاء الأوبريت في مقطع من المقاطع الخالدة في تاريخ الغناء العربي المعاصر.
8-عدت يا يوم مولدي
لم يكن فريد الأطرش ملحنا ميالا لتلحين القصائد، لكن تلك الأغنية كانت موجهة لمحمد عبد الوهاب الذي احتفظ بها أربع سنوات في درج مكتبه بعد أن فشل في إعطائها اللحن المناسب، فإستأذن فريد عبد الوهاب والشاعر كامل الشناوي أن يسمحا له بتلحينها وعكف على هذه العملية المضنية حسبما حكى بنفسه تسعة أشهر كاملة ينقح ويضيف ويزيل حتى خرج اللحن بشكله النهائي، واللحن الذي جسد تفاعل الملحن – المطرب مع العمل الشعري من خلال تصريح فريد في أكثر من مناسبة بأن الأغنية لخصت حياته.
9- حكاية غرامي
يعتبر النقاد حكاية غرامي بمثابة العمل الذي ختم به فريد الأطرش مرحلة الأعمال الكلاسيكية الكبرى وأنهى بها مرحلة الثراء الفني في مسيرته التي امتدت من 1934 إلى 1959 لأنه بعد ذلك سيدخل مرحلة الأغنية الشعبية الراقصة وسيستقر فيها مع بعض الاسثتناءات الطفيفة حتى وفاته.
