الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحاجة سندس والانسلاخ من قيمنا

سندس التونسية والخروج على تقاليد المجتمع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الحاجة سندس.. سمعنا خلال الأيام القليلة الماضية عن استغلال إحدى النساء التونسيات لثغرة قانونية لا تحظر زواج المرأة من أكثر من رجل، الغريب أن يحدُث هذا على أرض عربية يَدين نحو 98% من سكانها بالدين الإسلامي، وعلى الرغم من ذلك؛ فإن أكثر من ثلث سكان تونس غير مُتدينين وفقًا لتقرير (أران بارومتر)؛ حيث يسود تونس الخضراء الثقافة العلمانية التي تَفصِل الدِّين عن الحياة السياسية.. أغلب سكان تونس يفهمون اللغة العربية؛ فهي اللغة الرسمية للبلاد فضلًا عن اللغة الفرنسية، وتبلغ مساحتها نحو: 163610 كم مربع، ويتجاوز عدد سكانها 11 مليون نسمة. 
 

على أرض هذه الدولة العربية خرجت علينا (الحاجة سندس)، تلك المرأة التونسية التي سوَّل لها عقلُها مستغلة ثغرة قانونية في القانون التونسي، وقالت عبر فيديو بثته قبل أيام: «سنكون أول تونسية تعرس بزوز (اثنين) رجال؛ بما أن القانون التونسي يكفل لي أن أتزوج بزوز رجال ويمنع تعدد الزوجات للرجال، ويسمح بتعدد الأزواج بالنسبة للنساء». وتابعت: «لذلك قررنا وزوز أشخاص آخرين نعرسوا وهما موافقين، وقررنا نعقد القران في ديسمبر، نسأل أصحابي وأحبابي بيش يحضروا».
ولكن قبل أن أوضِّح رأيي في هذه المسألة يجب أن نعرف أولًا مَن تكون الحاجة سندس؟

 

نبذة عن الحاجة سندس
 

سندس هذه هي ناشطة اجتماعية مُثيرة للجدل، وُلِدت في تونس عام 1978، تُجيد اللغة العربية، وتُقيم بفرنسا، أما ديانتها، فلم أجد ما يؤكد أنها تدين بأحد الأديان السماوية.

على كل الأحوال هناك بعض الأسئلة التي تطرح نفسها في هذا المقام؛ حيث يدور في أذهان كل أولي النُّهى بعض التساؤلات، منها: 

لماذا يا سندس تُسمين الأشياء بغير مُسمياتها؟ إذا أردتِ أن تُقيمي علاقة جنسية مع رجلين معًا، فصارحي المجتمع، وأخبرينا بالحقيقة، لا تتواري وراء ستار زائف لتزيني ما تريدين الوصول إليه! 

أنتِ دعوتِ إلى الزواج من اثنين "ذكرين"، ولا أستطيع هنا أن أقول: "رجلين"، لأن هناك فرقًا كبيرًا بين الذكورة والرجولة كما يعلم الجميع! ثم إن هذين الذَّكَرين اللَّذيْنِ وافقا على هذا أريد أن أسألهما: هل تَحسَّسْتما منطقة الرأس جيدًا؟ هل شعرتما ببروز قرن أو قرنين في رأسكما؟! أريد أن تنظرا في المرآة صباح مساء ربما يخرج القرنان في وقت لاحق!

ما هذا العفَن الفكري والخَبَل المجتمعي؟! ما هذا التجرؤ والتبجُّح على ثوابت مجتمعنا؟! ما شعوركما أيها الذَّكَران عندما يَطَأُ أحدُكما زوجته؟ أكاد أجزم أن ما يجري في عروقكما ليس دماء، ولكنها مياه عفِنة تسير عبر شرايينكما! 

لقد تجرأ ثلاثتكم على كل شيء، لم يُعجبكم الناموس الإلهي الذي جاء لصالح البشرية كلها، ولم تعجبكم تقاليد وقيم وعادات المجتمع العربي والإسلامي، فانسلختم منها وأبيتم إلا أن تنسخوا تلك النواميس والقِيَم بقوانينكم أنتم وكأنما تريدون أن تُخرجوا ألسنتكم لنا متجرئين، يدفعكم في ذلك الغرور والعُجب بعقولكم الخاوية وكأنكم أفضل ممن خلقكم فسوَّاكم ووضع سننًا كونيةً لا ينبغي لأحد أيًّا كان أن يَحيد عنها!

يا حاجة سندس، نعم، هناك ثغرة في القانون التونسي لا تمنعك من التعدُّد، ولكن عندما تُنجبين طفلًا من أحد هذين الذّكَرين، لمن تنسبينه؟ هل يستوي عندك الأمران؟ أتنسبينه إلى غير أبيه إن سلَّمنا أن ما تفعلينه جائز قانونيًّا؟!  

ثم هل تعلمين أنك بفعلتك هذه قد رسَّخت للزنا "المقنَّن"، وستجدين مَن يسير على دَرْبك ويؤمن بك ممن يفعل مثلما تفعلين خلف ستار؟! ستكونين أنتِ الدافع لهؤلاء للعبث بتقاليد وقِيم مجتمعنا العريق! إننا لا نملك أن نمنعك مما تفكرين فيه، لكننا نريدك فقط أن تسمي الأسماء بمسمياتها، فقط قولي: أريد أن أُقيم حفلًا جنسيًّا بين ذكرين، ثم ثلاثة، ثم أربعة، حينئذٍ سيتعامل معكِ المجتمع على أنكِ مثل كثيرات من اللواتي انسلخنَ عن القيم والمبادئ الأخلاقية، وصِرْن أسيرات للأفكار الشاذة البعيدة كل البعد عن قيمنا ومبادئنا.