الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

باريس على صفيح ساخن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شاهد الجميع على شاشات التليفزيون ما حدث بالأمس من اشتباكات عنيفة جدا بين الجالية الكردية والشرطة الفرنسية والمظاهرات العارمة التي أشعلت باريس وعدة مدن فرنسية أخرى، اعتراضا على الحادث من قبل فرنسي من اليمين المتطرف وإطلاقه النار على المركز الثقافي للأكراد بالدائرة العاشرة بباريس. هذه ليست الواقعة الأولى من نوعها التي تحدث ضد الأكراد أو غيرها من الجاليات المغتربة على الأراضي الفرنسية. 
وأيا ما كان تصنيف الواقعة بأنها عنصرية أم إرهابية إلا أن ذلك يدعونا جميعا لملاحظة نقطة مهمة جدا وهي ظهور اليمين المتطرف بقوة في هذه الأونة، والمتابع للمشهد السياسي جيدا سوف يفهم أن توقيت الحادثة والبلبلة التي حدثت في وقت الأعياد هي بالدرجة الأولى لعبة سياسية خطيرة لإحراج الحكومة والدولة الفرنسية ونكاية في حزب ماكرون وسياسته، وبكل تأكيد الظلم الواقع على الجالية الكردية ومحاولة منهم الضغط على الحكومة الفرنسية بالمحاكمة العادلة وإجراء تحريات شفافة لمعرفة ملابسات الواقعة هي سبب كبير لاندلاع تلك المظاهرات، لكن الأخطر هو لماذا في الاونة الأخيرة أصبحنا نلاحظ تنامي اليمين المتطرف بقوة في الشارع الفرنسي وتغيير ملحوظ في الأيديولوجية الفكرية لبعض المواطنين الفرنسيين؟
في وجهة نظري المتواضعة أرى أن
صعود اليمين المتطرف في أوروبا أصبح جليا ويتزايد شيئا فشيئا في الأونة الأخيرة، بدليل فوز رئيسة وزراء إيطاليا بالانتخابات، 
والحقيقة أن الوضع يزداد تعقيدا خاصة في فرنسا وبعد الأحداث المتكررة نتيجة العنصرية الشديدة التي تتضح كل يوم تجاه الجاليات الأجنبية. 
وأعتقد من منظوري الخاص أن السبب وراء صعود تلك التيارات اليمينية هو فقد الثقة في باقى الأحزاب الأخرى، وأن الشعب الفرنسي وقطاع كبير منه يميل الى ان تكون فرنسا للفرنسيين فقط ويرجعون الأزمات السياسية والاقتصادية في الاونة الأخيرة بسبب أن فرنسا فتحت الأبواب على مصراعيها للاجئين والأجانب مما يعمل من وجهة نظرهم على خلق أزمات اقتصادية وأيضا زيادة الأعباء والتكاليف المالية  والمعيشية على الدولة الفرنسية لإعطائها معونات مالية كبيرة جدا للاجانب والوضع ازداد سوءا بعد الحرب الروسية الاوكرانية والتي استقبلت فيها فرنسا أعدادا كبيرة جدا من الأوكرانيين مما زاد العبء علي الحكومة الفرنسية والتكاليف الباهظة للمعيشة،
لذلك اعتبر الفرنسيون او جزء كبير منهم ان بلادهم ليست لهم وان خيراتها تتوزع على الأجانب التي تستقبلهم فرنسا كل عام 
لكن الحقيقه ان الغالبية الكبري من الفرنسيين يؤمنون بفكرة التعايش مع كل الاجناس والطوائف ويتعاملون من الجانب الانساني مع الظروف التي يمر بها اللاجئ او اي اجنبي يعيش على ارض فرنسا فإذا كان اليمين المتطرف يميل الى نظرية الانطواء والإغلاق الا أن الغالبية يرعي مبدأ التعايش والاختلاط مع الآخرين. 
ولحسن الحظ انه ما زال يوجد بعض الأحزاب المضادة لأفكار ومعتقدات الفكري التطرفي اليميني.