صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، العدد الجديد من مجلة «فصول»، التي يرأس تحريرها الناقد الدكتور حسين حمودة.
يحتفي هذا العدد من «فصول» بقيمة التنوع، تتحرك مقالاته في وجهات عدة، بعيدا عن الالتفاف حول محور واحد، وتقارب نقديا تصورات وظواهر وأعمالا أدبية متنوعة، في وجهة الاهتمام النظري يقارب فيصل دراج مفهوم «الهالة الفنية» عند فالتر بنيامين.
ويتوقف صلاح صالح عند مجموعة من القضايا التي تحيط بعملية التأويل من زوايا شتى، ويتقصى حسام نایل عددا من الأبعاد التي ترتبط بما بعد الكتاب الورقي، ومع هذه الوجهة، تمضي مقالات العدد في وجهات أخرى واضحة في تبويب العدد؛ بين مقاربات لتجارب عدد من النقاد العرب ومقاربات لجوانب من التراث العربي ومقاربات للأواصر الممتدة التي تصل بين الأدب والفنون، وتحليلات لمجموعة من النصوص والظواهر الأدبية، وقراءات لعدد من النصوص الجديدة نسبيا، فضلا عن ترجمة حول "الرواية كعلاج"، وعروض لبعض الكتب والأطروحات الجامعية، مع مقالين كان من المفترض أن ينشرا بالعدد السابق الذي خصصناه لجابر عصفور وارتبط بتجربة رحيله وبمشروعه المقيم، ولكن لم يتسن نشرهما.
مقالات هذا العدد بهذا المعنى، تسعى إلى المضي في مسارات متنوعة، ولعلها جميعا مسارات مهمة تستحق الاهتمام بها جميعا بشكل متزامن: العناية ببعض التصورات المهمة التي اقترنت بالنظرية الأدبية المعاصرة، واستكشاف أبعاد الظواهر الجديدة التي تطرحها النصوص الأدبية المتجددة ومتابعتها قدر الإمكان، ورصد العلاقات المتجددة حول ما يصل بين الأدب والفنون.