بدأت الكنائس بمختلف طوائفها الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، مساء أمس السبت الموافق 24 ديسمبر، حيث احتفلت الكنيسة الكاثوليكية والكلدانية والمارونية واللاتينية بعيد الميلاد المجيد واحتفل اليوم طائفة الروم الأرثوذكس والبعض علي مشارف الاحتفال كالطائفة الأرثوذكسية، وعلى الرغم من أن الكنائس بمختلف الطوائف تتفق في الإيمان أو العقيدة أو في المناسبة، إلا أنهم يختلفون في موعد عيد الميلاد من طائفة لأخري
فعلي سبيل الذكر تحتفل الكنائس الغربية والتي تضم الكاثوليكية والأسقفية والروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر كل عام، بينما تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الميلاد يوم 7 يناير.
وتستعرض “البوابة نيوز” في هذا التقرير أسباب الاختلافات، فهل السبب تقويمي ؟ ام عقائدي ؟؛ ربما السبب خطأ فلكي ففي ذلك الاختلاف خطأ فلكي فعليا في حساب التقويم، فبحسب الكنيسة القبطية لم يكن موعد ميلاد السيد المسيح معلوم حتى عام 325م، ولم يكن هناك احتفال بعيد الميلاد المجيد، ولكن اختار الآباء في الكنيسة يوم 29 كيهك والذي يوافق 25 ديسمبر ليكون عيد الميلاد المجيد، وذلك في مجمع نقية عام325م.
يرجع سبب اختيار الكنيسة لهذا اليوم للاحتفال بميلاد السيد المسيح، حيث يكون أطول ليلة وأقصر نهار (فلكياً) والتي يبدأ بعدها الليل القصير والنهار في الزيادة، إذ بميلاد المسيح (نور العالم) يبدأ الليل في النقصان والنهار في الزيادة.
لكن في عام 1582 م، أيام البابا جريجورى بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس في موضعه أي أنه لا يقع فيه أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام.
فأمر بابا روما خلال هذا العام بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادي (اليولياني) حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمي هذا التعديل بالتقويم الغريغوري، إذ أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر في جميع أنحاء إيطاليا.
ليلة الميلاد أطول ليلة واقصر نهار حيث يقع عيد الميلاد كل عام في نفس الميعاد حيث وضع البابا روما قاعدة لتجنب الوقوع فى هذا الخطأ الفلكي مرة أخرى، حيث يتم حذف ثلاثة أيام من كل 400 سنة، وبدأت دول أوروبا بالفعل في تطبيق تلك القاعدة.
ويرجع الاختلاف إلى اعتماد الكنيسة القبطية في حساب أعيادها على التقويم القبطي الموروث من أجدادنا الفراعنة ومعمول به منذ دخول المسيحية مصر، وكذلك الكنائس الشرقيةىتعمل بالتقويم اليولياني المأخوذ عن التقويم القبطي، بينما الكنائس الغربية تعمل وفق التقويم الغريغوري الذي هو التقويم اليولياني المعدل.
وفي النهاية يصبح الاحتفال بعيد الميلاد هو احتفال واحد ولكن اختلاف التقاويم بين الشرق والغرب يجعل وجود فارق 13 يومًا، ففي الغرب يحتفلون في 25 ديسمبر و في الشرق يتم الاحتفال يوم 7 يناير، ولا علاقة لهذا الاختلاف بالإيمان أو العقيدة أو في المناسبة، ولكنه اختلاف التقويم أو اختلاف فلكي كما يقولون