أَوْلَتْ دارُ الإفتاءِ المصريةُ خلال عام 2022 مسألةَ الاستقرار الأسري والتثقيف الزواجي، عنايةً خاصة، وخصوصًا بعد ارتفاع نِسَب الطلاق وملاحظة تزايدها في السنة الأولى من الزواج. وكثَّفتِ الدارُ جهودَها الحثيثة خلال العام؛ فأنشأت مركز الإرشاد الأسري، وطوَّرت وواصلت تدريب المأذونين للتعاون مع وزارة العدل فقدمت 8 دورات خلال العام، وكذلك 4 دورات للمقبلين على الزواج، بالإضافة إلى إصدارات عديدة تتعلَّق بالاستقرار الأسري، فضلًا عن الاهتمام باستقرار الأسرة والتثقيف الزواجي على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الندوات واللقاءات التثقيفية التي يسمح فيها بمشاركة الجمهور المهتمين بالأمر.
مركز الإرشاد الزواجي
وهي وحدة متخصصة في حلِّ المشكلات بين أفراد الأسرة الواحدة وخاصة مشكلة الطلاق. وتعمل على الحدِّ من المشاكل الزوجية والاستقرار الأسري وتوعية الشباب غير المتزوج ومساعدتهم على الاختيارات المناسبة وكيفية الارتباط للزواج وإقامة أسرة ناجحة؛ وذلك باستخدام الطرق التوعوية الحديثة من الإرشاد النفسي والشرعي.
برنامج تدريب المأذونين
كثَّفت الدارُ جهودها في هذا البرنامج خلال العام 2022، بعد عام من إطلاقه، فعقدت 8 دورات في البرنامج الذي يُعدُّ أول مبادرة لتدريب المأذونين على التحقيق في أسباب الطلاق بالتعاون مع وزارة العدل، حيث أدركت الدارُ أنَّ مسألة الطلاق مشكلة كبيرة تحتاج إلى عناية خاصة من كافة الجهات، من مؤسسات دينية ومراكز الأبحاث الاجتماعية وعلماء الاجتماع والنفس وكافة الجهات المعنية؛ وذلك لبحث أسباب الطلاق وطرق علاج هذه الظاهرة بأسلوب احترافي عن طريق تدريب وتعليم المأذونين على الأحكام الفقهية الخاصة بالطلاق.
واستهدف البرنامج الذي تمَّ بالتعاون والتنسيق مع وزارة العدل تدريب أكثر من ٩٠٠٠ مأذون من مختلف محافظات الجمهورية، على كيفية التعامل مع الزوج والزوجة الراغبين في الطلاق الموثق، وذلك بعد ارتفاع نسب الطلاق، وتتمثَّل أهداف البرنامج التدريبي للمأذونين في:
- تقليل نِسب الطلاق عن طريق توعية المطلق والمطلقة بالآثار المدمرة لتفشي ظاهرة الطلاق.
- الحد من النزاعات القضائية والصراعات الأسرية الناشئة عن الأخطاء العلمية أو الإجرائية التي يقع فيها بعض المأذونين، حيث يتوجَّب توعية المطلِّق والمطلقة بالإجراءات ونصحهم للعمل على إنهاء الخلافات قبل الوصول للمحاكم.
- صقل معرفة المأذونين الشرعيين، وخاصة في مجال عمل المأذونية والشريعة.
- تنمية مهارات المأذونين في التحقيق مع المطلِّق وفي تحديد عدد الطلقات قبل إثباته في الوثيقة الرسمية.
- رفع وعي المأذونين بالآثار الوخيمة للطلاق من خلال خلق مناخ تفاعلي يسهم في نقل الخبرات والمعرفة لكل مأذون.
- ضمان توثيق الطلاق في القصد الصحيح للزوجين.
اهتمام الدار باستقرار الأسرة والتثقيف الزواجي على مواقع التواصل الاجتماعي:
كما قدمت دار الإفتاء خلال 2022 خدمات عديدة تتعلق باستقرار الأسرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها، منها البث المباشر للإرشاد الأسري: حيث يظهر فيه أحد علماء دار الإفتاء المصرية برفقة المتخصصين من علماء النفس والاجتماع والإرشاد الأسري لحفظ كيان الأسرة المصرية، وهذه الخدمة متخصصة في حلِّ المشكلات بين أفراد الأسرة الواحدة وخاصة مشكلة الطلاق. وتعمل على الحدِّ من المشاكل الزوجية والاستقرار الأسري وتوعية الشباب غير المتزوج ومساعدتهم على الاختيارات المناسبة وكيفية الارتباط للزواج وإقامة أسرة ناجحة؛ وذلك باستخدام الطرق التوعوية الحديثة من الإرشاد النفسي والشرعي.
بل كانت إدارة "مواقع التواصل الاجتماعي" بدار الإفتاء حريصة على القيام بعدد من الحملات الإلكترونية والمبادرات الفعالة التي تتعلَّق باستقرار الأسرة، والتي حظيت بتفاعل كبير من قِبل المتابعين، وكان لها أثر إيجابي، فضلًا عن بيان الفتاوى الصحيحة المتعلقة بالانفجار السكاني ومسألة تنظيم النسل، ومن أبرز هذه الحملات المتعلقة بالأسرة خلال العامين الماضيين:
1- حملة "لتسكنوا إليها":
وذلك للمساهمة في تأسيس أسرة مصرية متماسكة وأكثر استقرارًا، بجانب معالجة الخلافات داخل الأسرة، ومن ثَمَّ الحد من انتشار نِسَب الطلاق في المجتمع، وذلك بمعالجة أسباب هذه الظاهرة وآثارها السلبية، وإيراد جملة من النصائح والإرشادات التي تصلح أن تكون أساسًا متينًا لبناء علاقة قوية متماسكة بين كلا الزوجين، وقد تفاعل معها ما يزيد عن 90 مليون شخص أونلاين، وذلك حسب إحصاءات الفيس بوك الخاصة بالصفحة.
2- حملة "من أجل حياة سعيدة":
من أجل بناء الوعي اللازم للشباب المُقبل على الزواج من خلال توزيع الأدوار في الأسرة على وجه التكامل والانسجام، بما يحفظ للأسرة استقرارها، ويحصِّنها من الوقوع في الأزمات والمشكلات، وقد تفاعل معها ما يزيد عن 19 مليون شخص أونلاين، وذلك حسب إحصاءات الفيس بوك الخاصة بالصفحة.
لقاءات وإصدارات الدار في مجال الاستقرار الأسري والتثقيف الزواجي:
وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية كتابَ "دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة" بالتعاون مع وزارة العدل، وقد غطَّى كافَّة الموضوعات التي تهمُّ الأسرة المصري، ويأتي هذا في ضوء مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام من خلال ضبط معدلات النموِّ المتسارعة، والارتقاء بخصائص السكان، واتساقًا مع واجبها الوطني تجاه المجتمع.
وقدَّم للكتاب المستشار عمر مروان وزير العدل، وبتصدير الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وتعتزم دار الإفتاء توزيع الدليل على المأذونين الشرعيين على مستوى الجمهورية لإهدائه إلى الأزواج عند عَقْدِ القَران، كما تعتزم تحويل محتوى الدليل إلى برامج تدريبية وتأهيلية للمُقبلين على الزواج، بالإضافة إلى إطلاقها حملات إعلامية لنشر أهداف الدليل، فضلًا عن نشر محتوى الكتاب على هيئة "بوستات" عبر منشورات على منصَّات التواصل الاجتماعي.
هذا بالإضافة إلى إصدارات دار الإفتاء المصرية الأخرى المتعلقة بهذا المجال، كالجزء الثلاثين من سلسلة "المَعلمة المصرية في العلوم الإفتائية" الذي تم تخصيصه لموضوع الفتوى والأسرة.
هذا إلى جانب عقد الكثير من اللقاءات والندوات التثقيفية التي سمح فيها بمشاركة الجمهور المهتم بهذا الأمر داخل الدار من أجل التثقيف الزواجي واستقرار الأسرة، وقد أُحيطت هذه اللقاءات بجانب من الخصوصية حفاظًا على مشاعر المشاركين، ولعلَّ من أبرزها "برنامج التعافي من الخيانة الزوجية" بمشاركة بعض المعنيين والمهتمين بالمشاكل الأسرية والراغبين في التثقيف الزواجي والأسري، والتي حاضر فيها كوكبة من المتخصصين في المجال النفسي. ويُعد البرنامج امتدادًا لجلسات الدعم الزواجي للأسرة المصرية وهو أحد برامج مركز الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصرية التي افتتحها فضيلة المفتي.