تقدم النائب ياسر الهضيبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، إلى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، بطلب مناقشة عامة بشأن دور الدولة والأسرة في التصدي للتطبيقات الإلكترونية التي باتت تهدد حياة أبنائنا، وإطلاق حملة توعية بخطورتها، مؤكدا أن منصة «تيك توك» الإلكترونية أصبحت تشكل خطرًا على الأطفال والمراهقين في مصر، بعد انتشار بعض الألعاب والتحديات من خلاله، والتي تهدد حياة المراهقين مثل تحدي "كتم الأنفاس"، و"أرمي صاحبك"، التي سببت الشلل النصفي لنجم لعبة الجودود بمدينة العبور.
وأشار "الهضيبي"، إلى وجود ألعاب على التطبيقات الإلكترونية وصمت بأنها ألعاب قاتلة، فقد ظهرت خلال السنوات الماضية العديد من الألعاب التي حذرت منها العديد من الدول مثل، "لعبة الحوت الأزرق"، لعبة "البوكيمون جو"، لعبة مريم، لعبة "جنية النار"، مشيرا إلى أنه في أكتوبر الماضي انتقل تحد منتشر بشكل كبير على تطبيق الفيديوهات القصيرة «تيك توك» إلى مدارس مصر، ويعرف باسم «لعبة الموت»، حيث رصدت وزارة التربية والتعليم، قيام بعض الطلاب في عدد من المدارس التابعة لإدارات تعليمية مختلفة بممارسة لعبة خطرة يحاولون خلالها تطبيق لعبة على الإنترنت وخلال خطوات اللعبة تحدث حالة من الإغماء وتعرض حياة الطالب للخطر.
وتابع النائب أنه أن لعبة الوشاح تسببت أيضا في وفاة شاب من حي منشأة ناصر بالقاهرة، يبلغ من العمر ١٨ عامًا، حيث تطلب لعبة الوشاح من المشاركين الدخول في تحدي تعتيم الغرفة وبعدها يسجلون لحظات كتم النفس، بحجة أنهم سيشعرون بأحاسيس مختلفة وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها، مؤكدا على أن بعض وقائع وتحديات «تيك توك» التي تودي بحياة بعض المراهقين ترجع إلى قلة الاهتمام بحماية القاصرين، وسهولة الالتفاف على الحظر المفروض على تسجيل الصغار بهذا التطبيق، وانعدام الشفافية والوضوح في المعلومات المقدمة للمستخدمين، فضلًا عن الإعدادات التي لا تحترم الخصوصية.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن «التيك توك» تطبيق اجتماعي للفيديوهات القصيرة الإبداعية المصاحبة للموسيقى تستهدف الشباب من خلال تسجيل ونشر الفيديوهات القصيرة التي مدتها ١٥ ثانية، وتسمح للمستخدمين باختيار الفيديو الخاص بهم وواجهة الموسيقى المصاحبة له، مؤكدا أن التطبيق بات يشكل خطرا على أبنائنا الأمر الذي يتطلب التحرك السريع من جانب الجهات المختصة بالدولة، ووجود رؤية للتعامل مع هذه التطبيقات.
وأكد "الهضيبي"، ضرورة توعية الأسر بأهمية وجود رقابة على أي منصة رقمية خاصة لو كانت متاحة لاستخدام الأطفال بعد الوقائع المؤسفة، وبناء حالة من الثقة بين أولياء الأمور وأبنائهم ليكونوا على علم بكل ما يقومون به، خاصة أن تلك التحديات تعتمد على إثارة فضول الشباب، ورغبتهم في إثبات قوة شخصيتهم لجذبهم إلى خوض التجربة، مشددا على أن تربية النشأ وخاصة المراهقين في ظل هذا الانفتاح التكنولوجي من التحديات الصعبة التي تواجه الأسرة المصرية.
وطالب النائب ياسر الهضيبي ضرورة توفير متنفس للمراهقين مثل القراءة أو ممارسة الرياضة أو أحد النشاطات الفنية أو المشاركة في بعض أنشطة العمل العام وغيرها من الأنشطة المفيدة التي تساهم في تنمية وعي أبنائنا، سواء من خلال المدارس أو الأندية ومراكز الشباب، مشددا على أهمية الرعاية النفسية لطلاب المدارس من خلال وجود استشاري نفسي داخل المدارس يقوم بمتابعة سلوك الأطفال والعمل على تقويمه، ومساعدة الأطفال ممن يعانون من أي أعراض نفسية، وتطبيق اختبارات وقياسات الاضطراب السلوكي والنفسي على الطلاب.