احتشد نحو ستة آلاف متظاهر كردي اليوم في ساحة الجمهورية بباريس وجرت اشتباكات عنيفة مع الشرطة الفرنسية أدت إلى إصابة نحو 12 شرطيًا، وفقا لتصريحات قيادي أمني فرنسي لـ “البوابة نيوز”.
وأعلن القيادي الأمني أن وزارة الداخلية قامت بتشكيل ثلاثة فرق من قوات الأمن ومكافحة الشغب ليحاصروا المشاغبين والغاضبين من جراء العملية الارهابية التي جرت أمس في حق ثلاثة من نشطاء الأكراد، وقد نجحت القوات الأمنية في تفرقة المتظاهرين ودعت قياداتهم للقاء محافظ باريس ورئيس شرطة العاصمة الفرنسية للتنسيق من أجل تنظيم الحمايات الأمنية المطلوبة في مقرات سكن نشطاء الأكراد أو أماكن عملهم.
وانتقد المتظاهرون الدولة الفرنسية لعدم حماية الأكراد بشكل كاف، حيث عبروا بالدموع على وجوه الكثيرين وعن غضب في ساحة الجمهورية ، في مسيرة نظمته المجلس الديمقراطي الكردي غداة المذبحة في المركز الثقافي الكردي.
وهتف المحتجون " نريد الحقيقة ! "، "نريد العدل ! "،" والشهداء لا يموتون! في هتافات الحشد. ورفعوا الأعلام الكردية بألوان كردستان، كما رفعوا صور وجوه الضحايا الثلاثة ، كما سار في الحشد ممثلين عن حزب العمال الكردستاني ، الذي في حالة حرب مع النظام التركي ، الذي يعتبره أوردغان وكل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية منظمة إرهابية ،
يقول تشاين بولات، المتحدث باسم المركز الديمقراطي الكردي في فرنسا (CDKF): "لا أحد يؤمن هنا بفرضية الفعل المنعزل والعنصري لليمين المتطرف "غير المتوازن". "لقد كان القاتل مدججا بالسلاح ، ولم يستهدف على وجه التحديد المركز الثقافي الكردي ولكن أيضا شركتين كرديتين في الشارع ، كيف أعتقد أنه تصرف بمفرده ، لمجرد نزوة؟ لو كان مجنونًا عنصريًا ، لما هاجم الأكراد وليس المجتمعات الأجنبية الأخرى ، وقال بأن "الدولة الفرنسية لا تحمينا" . وقال يجب أن يتم الاستشهاد باستمرار بسوابق حدثت لنا: اغتيال ثلاثة مسلحين أكراد من حزب العمال الكردستاني في 9 يناير 2013 في نفس الدائرة العاشرة.
شخصيات سياسية في المظاهرة
جاء العديد من الشخصيات السياسية الفرنسية ، ومعظمهم من اليسار ، للتعبير عن دعمهم أبرزهم: جاك لانج ، والسناتور الاشتراكي ديفيد أسولين ، ورئيس حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلونشون ، والشيوعي بيير لوران .
وأكد المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا أنه من "غير المقبول" عدم وصف الهجوم الذي حدث أمس الجمعة في باريس وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ثلاثة آخرين، بأنه "هجوم إرهابي". فيما قالت السلطات الفرنسية إن التحقيق كشف إلى غاية الآن أن مطلق النار تحرك بمفرده وأراد "مهاجمة أجانب" على حد قول وزير الداخلية جيرالد دارمانان.
وقال ناشط سياسي كردي للبوابة نيوز أن "الوضع السياسي في تركيا فيما يتعلق بالحركة الكردية يدفعنا بشكل واضح إلى الاعتقاد بأن هذه اغتيالات سياسية بختة وتستهدفنا دون عن غيرنا ونشعر بالظلم وبعجز الدولة الفرتسية عن حمايتنا"، فينا اعتقد اعضاء المجلس الكردي في فرنسا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والدولة التركية يقفان وراء هذه الاغتيالات يشمل مباشر او غير مباشر.
وقال أجيت بولات المتحدث باسم الأكراد أنه حث السلطات الفرنسية إلى "وقف هذه اللعبة الخبيثة"، على حد قوله، مشيرًا إلى أنه عبر للاستخبارات الفرنسية عن "مخاوف" تتعلق بأمن الناشطين الأكراد، "قبل عشرين يوما فقط ولكنها لم تهتم".
وفيما يتعلق بضحايا أمس، أوضح المجلس أن أحدهم فنان كردي لاجئ سياسي و"ملاحق في تركيا بسبب فنه"، والرجل الثاني هو "مواطن كردي عادي" يتردد على الجمعية "يوميا". وأضاف أجيت بولات أن المرأة التي قتلت كانت قد تقدمت بطلب للجوء سياسي "رفضته السلطات الفرنسية.
من جانبه، أكد دافيد أنديك محامي المجلس أن "الجالية الفرنسية الكردية غاضبة وخائفة اليوم".
وأعرب المتظاهرون عن "غضب موجه أولا ضد أردوغان ولفرنسا ، لأنها ليست المرة الأولى" التي يتم فيها استهداف الطائفة، غضب "على انعدام الأمن تجاه لاجئينا السياسيين.
وعلى الصعيد السياسي، قال مؤسس حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي جان لوك ميلنشون إنه لا يؤمن "بالصدفة عندما يتعلق الأمر باغتيال أكراد في باريس" فبعد نحو عشر سنوات على قتل ثلاث ناشطات كرديات في الدائرة العاشرة في باريس، في عملية يؤكد المجلس الديمقراطي الكردي أن للاستخبارات التركية يدا فيها.
وفي بيان صحفي ، ندد رئيس المنظمة المناهضة ضد العنصرية (SOS Racisme) دومينيك سوبو "بجو متزايد من العنصرية غير المقيدة والعنيفة ، وأعمال كراهية ترتكب في الشوارع من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة التي تتكرر بشكل متزايد ولها تأثير مثير" في فرنسا. ويقول إنه حذر بالفعل من "حتمية ارتكاب أعمال إرهابية من قبل أناس تحركهم اليمين المتطرف. ومما يخشى أننا وصلنا إلى هذه النقطة وهي كراهية الأعراق".
هذا، وقد ذكر مصدر في الشرطة لوكالة الأنباء الفرنسية أن أعمال عنف اندلعت الجمعة مع الشرطة واعتقل شخص واحد.
مطلق النار المشتبه به أكد أن دوافعه "عنصرية"
ومع استمرار التحقيق، أكد الارهابي الذي قتل ثلاثة أشخاص وجرحه ثلاثة آخرين لشرطي عند توقيفه أنه فعل ذلك لأنه "عنصري"، وفق ما ذكر مصدر قريب من التحقيقات السبت لتحديد دوافع عمله. وقال المصدر إن المشتبه به الذي تمت السيطرة عليه قبل تدخل الشرطة تم إلقاء القبض عليه وبحوزته "حقيبة صغيرة" تحتوي على "مخزنين أو ثلاثة ممتلئة بالخراطيش، وعلبة خرطوش من عيار 45 تحوي 25 خرطوشة على الأقل".
وتبقى التحقيقات جارية اليوم السبت لتحديد الأسباب التي دفعت هذا الرجل البالغ من العمر 69 عاما والذي تمت ملاحقته في الماضي بسبب هجوم عنصري. إذ حُكم عليه في يونيو الماضي بالسجن 12 شهرًا بتهمة ارتكاب أعمال عنف بسلاح في 2016. وقد طعن في الحكم. كما وجهت له في ديسمبر 2021 تهمة بارتكاب أعمال عنف ذات طابع عنصري، مع سبق الإصرار مستخدما أسلحة والتسبب بأضرار لأفعال ارتُكبت في الثامن من ديسمبر 2021.
وفي هذه القضية الثانية، يُشتبه بأنه جرح بسلاح أبيض مهاجرين في مخيم في باريس وقام بتخريب خيامهم، كما ذكر مصدر في الشرطة آنذاك.
ومن جانبه، صرح والد المشتبه به البالغ من العمر 90 عاما إن ابنه، صباح يوم الحادث "لم يقل شيئا عندما غادر المنزل (...) إنه مجنون"، مشيرا إلى أنه يميل إلى "الصمت" و"منغلق".
وفي بيان، عبّرت منظمة لمجموعة أخرى في نزاع مع السلطات التركية تتمثل في المجلس التنسيقي للمنظمات الأرمينية في فرنسا، عن "تعازيها للمركز الثقافي الكردي والمجلس الديموقراطي الكردي في فرنسا اللذين نرتبط بصداقة طويلة معهما نشأت في التعبئة ضد التطرف القومي التركي والفاشية التركية".
