الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مصر شهدت 2584 حالة خلال عام 2021..الانتحار ليست فكرة وليدة اللحظة.. علامات تجعل المراهق في دائرة الخطر..دينا الهلالي: ملف الصحة النفسية يحتاج آلية رشيدة تعبر بأطفالنا لبر الأمان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"الانتحار" من أبرز الحوادث التي تفاجئنا يوميا، حيث أصبح الأمر بمثابة كابوس للمجتمع المصري خاصة بين المراهقين.

بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أكدت أنه على مدار السنوات الثلاث من 2018 حتى 2020، كانت أكثر الفئات العمرية انتحارا هم الشباب، خاصة من هم في العقد الثاني والثالث من حياتهم.

هذا يجعل المتابعين في حيرة من الأمر ويطرحون تساؤلات: هل ظهرت عليهم علامات الإكتئاب، هل شعروا بالوحدة بسبب الاحتياج لفهم مشاعر القلق والغضب، وما هي علامات الإكتئاب التي تؤدي الي الانتحار، ومن الممكن العمل على اصلاحها بمجرد ظهورها على ابنك المراهق.

دراسة الصحة النفسية

 

وفق دراسة أعدتها أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، فإن نسبة 29.2% من طلاب المرحلة الثانوية يعانون من مشكلات نفسية، و21.7% منهم يفكرون بالانتحار، فيما شهدت مصر 2584 حالة انتحار خلال عام 2021، وفقًا لإحصائية صادرة عن مكتب النائب العام.

الأزهر: المشكلات الاجتماعية والأسرية

 

في أحدث تقرير له، كشف مرصد الأزهر الشريف أن الفترة الأخيرة شهدت بالفعل تكرار حوادث الانتحار بوسائل وطرق متعددة، مؤكدا أن هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع بعض أفراد المجتمع إلى الانتحار.

وفند الأزهر تلك الأسباب وقال إن من أبرزها المشكلات الاجتماعية والأسرية، فقد وقع الكثير من حالات الانتحار بسبب ضغوط ومشكلات اجتماعية ناتجة عن اختلال النظام الأسري في التعامل مع الأبناء، بداية من الشدة في التعامل واستخدام العنف والصرامة في إرشادهم، وممارسة أساليب الضغط عليهم في المراحل التعليمية المختلفة، دون الأخذ في الاعتبار اختلاف درجة استيعاب كل طالب.

وأضاف أن تلك المعاملة تأتي بنتائج عكسية خطيرة على الأبناء، من بينها انعدام الثقة بالنفس والاكتئاب، والإحباط القاتل الذي قد يدفع به إلى الانتحار، خوفًا من الرسوب أو الفشل، مشيرا إلى أن الأسرة وباعتبارها نواة المجتمع والمؤسسة التربوية الأولى للفرد فإن على الوالدين وأولياء الأمور تحمل المسؤولية الأكبر في تقديم الدعم المعنوي والنفسي لأبنائهم وذويهم، وعليهم أن يبحثوا عن مواهب وقدرات أخرى يتقنها المتعثرون دراسيًّا دون أن يجعلوا رسوبهم وصمة عار تلحق بالأسرة

الاكتئاب

 

 يندرج الاكتئاب تحت اضطرابات المزاج الحادة التي تكون علي شكل حزن شديد غير مألوف، ويعاني المصاب من الإحباط وعدم التقدير الجيد لذاته ويصبح مثقلًا بالهموم والقنوط من خير الحياة، وهناك عدة أنواع منه:

1- السريري ويطلق عليه "الإكتئاب الرئيسي" ويعرف  بأنه الإحساس المستمر باليأس والقنوط حيث يكون من الصعب علي المراهق الدراسة والنوم وتناول الطعام والتمتع بالأصدقاء والأنشطة.

2- الاكتئاب الهوسى أو "الاضطراب الثنائي القطب" وهو يتراوح بين فترات النشوة والاكتئاب حيث يعاني المراهق من تصرفات غريبة ومن أفكار مزعجة تؤثر سلبًا على سلوكه ونفسيته.

الأسباب

قد يكون الاكتئاب رد فعل مؤقت للعديد من المواقف والضغوط العصبية، وعند المراهقين فالمزاج الاكتئابي شائع بسبب: 

  1. عملية النضج الطبيعية والضغوط المصاحبة لها.
  2. تأثير الهرمونات الجنسية.
  3. صراعات الاستقلال مع الابوين.

الأمراض النفسية

 

تغير الهرمونات في جسد المراهق والتي يرافقها ظهور لمعالم الرجولة أو الأنوثة ولا يكون لدى المراهق منهجية واضحة مع نفسه ومع الناس المحيطين به، ليصبح أكثر عرضة للضياع، ويعلن التمرد والعصيان عندما يصاب بأمراض نفسية معظمها يتمثل بـ:

القلق أو الخوف: مرض يؤثر على سلوك المريض ويصنف إلى أنواع متعددة حسب درجته (الفوبيا،اضطراب القلق العام والقلق الاجتماعي".

 والوسواس القهري:فيه يكرر المريض اشياء معينه ظنًا منه أنها تبعث الاطمئنان له على الرغم من أنها تصرفات خاطئة لا ينبغي أن يقوم بها ).

الاضطراب الذهاني الفصامي (الشيزوفرينيا ):نوع من الاضطرابات النفسية الذي يصيب المراهق وتظهر أعراض عدوانية تتجلى في تصرفاته ولا يستطيع التعامل مع الآخرين ويكون مجتمعًا خاصًا به يعوضه عن المجتمع الرافض له، ويصاحب أعراض مرضه شكا مدمرًا له ولمن حوله ويتسم بغرابة الأطوار.

اضطراب الشره العصبي: يكون المريض مفرطًا في تناول الطعام، وتكون ردة فعل سلبيه عن حالة عصبية أو ضغط نفسي تعرض له.

أسباب الاضطرابات النفسية

من أسباب ظهور الاضطرابات النفسية: ضغوط المجتمع والبيئة التي يعيش فيها المراهق، وكما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض النفسية هو ما يتعرض له البعض من إصابات رضية في الدماغ، إضافة إلى الخلل الوظيفي لمجموعة النواقل العصبية( كهرمون السيروتونين والدوباميين ).

 وللمؤثرات الاجتماعية كإساءة المعاملة والاضطهاد والتجارب السلبية التي تعرض لها المريض دور أيضًا، كل العوامل الآنفة الذكر هي من أسباب الإصابة بالأمراض النفسية.

منصة نفسية بالمدارس

 

وقالت الدكتورة دينا الهلالي، عضو مجلس النواب بلجنة حقوق الإنسان والاستشاري النفسي، إنها تحدثت مع وزير التربية والتعليم بخصوص وجود نظام واحد ومنصة واحدة نفسية تستخدمه المدارس وأولياء الأمور والطلبة ويتم وضع كل الأساليب النفسية الصحيحة والأفكار بشأن الصحة النفسية وأنشطة وألعاب للطلاب، بالإضافة إلى استمارات قياسية واختبارات بشأن الاضطرابات السلوكية والنفسية يقوم بملأها أولياء الأمور لرصدها ومعالجتها.
واقترحت دينا الهلالي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن يقوم الإخصائيون النفسيون داخل المدارس بعمل تلك الاختبارات القياسية تسهيلًا على المراكز النفسية بالخارج والتي ستتولي مباشرة علاجه في الإجازات، مشيرة إلي أنه أيضًا من الممكن أن يقوم بعملها خريجو كليات الاجتماع وعلم النفس أثناء فترة خدمتهم الاجتماعية بعد التخرج.
وأكدت أن ملف الصحة النفسية يحتاج يدًا من حديد وآلية رشيدة وتضافر جهود مشتتة، لكي نعبر بأطفالنا لبر الأمان.

مبادرات سابقة

وأطلق الأزهر الشريف مؤخرا مبادرة بعنوان "أنت غال علينا" لتقديم الدعم النفسي للشباب ومساعدتهم على حل المشكلات وتجاوز التحديات، وذلك لمنعهم من التفكير في التخلص من حياتهم، وذلك لمواجهة تزايد حالات الانتحار والحد منها.

كما أطلقت مستشفيات الصحة النفسية وعلاج الإدمان التابعة لوزارة الصحة والسكان  حملة أخرى بعنوان "حياتك تستاهل تتعاش" للدعوة إلى التوجه لأول عيادة حكومية يتم فتحها لمواجهة مشكلة الانتحار عند الحاجة، بالإضافة إلى تدشين خط ساخن للراغبين في التواصل مع متخصصين بهدف الحصول على مساعدة او استشارة.

وتم الإعلان عن الخط الساخن للدعم النفسي والطوارئ والاستشارات النفسية للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، وهو رقم ٠٨٠٠٨٨٨٠٧٠٠ من أي خط أرضي، أو رقم ٠٢٢٠٨١٦٨٣١، كما يقدم المجلس القومي للصحة النفسية خطا ساخنا لتلقي الاستفسارات النفسية وهو رقم 20818102.