أجرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقابلة مع أسقف أبرشية خاركيف زابوريزيا المطران بافلو هونشوراك الذي تحدث عن أهمية عطية الإيمان التي تساعد الإنسان على الشعور بحضور الرب حتى في خضم الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الأوكراني، موضحا أن الاحتفالات الليتورجية ستتم مع مراعاة الأوضاع الأمنية.
استهل الأسقف الأوكراني حديثه متوقفاً عند معاناة الأوكرانيين من البرد، ولفت إلى أن درجات الحرارة تتدنى دون الصفر خلال ساعات الليل، قائلا إن المواطنين كانوا في هذه الفترة يقومون بكل الاستعدادات للاحتفال بعيد الميلاد، لكن الوضع تغير اليوم بسبب الحرب.
وروى أنه تحدث بالأمس مع شاب قال إن والدَيه قُتلا، وبيته دُمر، وبقي وحيداً وهو يعيش اليوم في إحدى محطات قطار الأنفاق، ويفكر يومياً في كيفية توفير الطعام واللباس. وأكد أن قصصا مثل هذه هي كثيرة وللأسف، كما أن العديد من الشبان ماتوا في الحرب أو أصيبوا بالإعاقات.
ردا على سؤال حول معنى الاحتفال بعيد الميلاد في ظل الأوضاع الصعبة، إزاء سقوط القذائف والبيوت المدمرة وانقطاع التيار الكهربائي والبرد ووسط الألم الشديد، قال المطران هونشاروك إن عيد الميلاد يدعونا إلى التفكير بركائز إيماننا، وبحضور الرب، إنه يذكّرنا بضرورة المكوث إلى جانبه، لأنه هو يبقى معنا، حتى إذا كنا أحياناً مأخوذين بانشغالاتنا واهتماماتنا.
وأضاف سيادته أن اختبار حضور الرب يمنحنا القوة والفرح والسلام والرجاء، وكل ما يساعدنا على تخطي الصعوبات وسط هذه الحياة المؤلمة التي نعيشها. ولفت إلى أنه في هذه الظروف الصعبة، لا بد أن نثمن هبة الإيمان التي تساعدنا على الشعور بحضور المسيح ، وهذا هو الروح الذي يحتفل فيه الأوكرانيون بعيد الميلاد هذا العام.
تذكر صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو بأن الأبرشية تضم مناطق خاركيف، لوهانسك، دونيتسك، دنيبرو، زابوريزيا، سومي وبولتافا.
وجزء من هذه الأراضي يخضع للاحتلال الروسي منذ العام ٢٠١٤، بينما مناطق أخرى تم احتلالها من قبل القوات الروسية مع بداية الحرب في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، كما أن العديد من المدن تتعرض للقصف المستمر.
وفي سياق حديثه عن الأوضاع الأمنية قال إن الأوضاع معقدة جداً وتختلف بين منطقة وأخرى، وأضاف أنه يوجد اليوم الكثير من المتطوعين وفاعلي الخير الذين يدعمون نشاط الأبرشية، مع أن المساعدات تراجعت خلال الأشهر القليلة الماضية، فيما تنامت احتياجات الناس مع قدوم البرد.
وأوضح أن أشخاصا كثيرين يشاركون في عملية توزيع الطعام والألبسة والأدوية ولوازم النظافة، على الرغم من كل المشاكل اللوجستية. ولفت على سبيل المثال إلى الظروف المناخية الصعبة التي يواجهها سائقو الشاحنات الذين ينقلون المساعدات من بولندا إلى خاركيف، فضلا عن المخاطر التي تُشكلها مخلفات الحرب على طول الطريق.
ختاما شاء أن يتوجه إلى الكاثوليك في أنحاء العالم كافة وطلب منهم ألا يبقوا غير مبالين إزاء ما يحصل في أوكرانيا، وأكد أن اللامبالاة هي نقيض المحبة، كما أن المؤمنين يستطيعون أن يساعدوا إما مادياً أو بواسطة الصلاة الفردية والجماعية.