الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

تعرف على القديسة أوجيني العذراء الشهيدة

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفي الكنيسه الكاثوليكية اليوم بالقديسة أوجيني العذراء الشهيدة

ولدت القديسة اوجيني في روما في سنة 280 ميلادية وكان والدها يُدعي فيلبس من الولاة العظماء وكان مشهورًا بحسن الإدارة ولكن كانت هذه الأسرة ةثنية تعبد الأصنام وذلك في عهد فالريان الأمبراطور الذي أحب فيلبس وأراد أن يكرمه فأرسله إلى الإسكندرية ليكون واليًا عليها فاصطحب زوجته وأبناءه وابنته أوجيني وصل إلى الإسكندرية حيث مارس عمله وادخل ابنته إلى مدرسة الإسكندرية المشهورة حينئذ فنالت ثقافة عالية.

 

 وتعلمت مبادئ الفلسفة والعلوم وأخذت تبحث عن الزيادة في تلك العلوم في كل أنحاء الإسكندرية وتسأل كل من يقابلها عن كتب الفلسفة والمنطق وسمعت عن الكتاب المقدس الذي يقرأ فيه المسيحيون فاستعارت أجزاء منه وكانت تلك الأجزاء في رسائل بولس معلمنا الرسول فأعجبنها وطلبت المزيد منها حتي قراتها كلها فاستنار قلبها وعقلها وأخذت تقرأ باقي الكتاب المقدس فقرات الإناجيل المقدسة وأسفار العهد القديم ففعل الروح القدس بداخلها وجعلها تؤمن بالمسيح فطلبت أن تعتمد وتصير مسيحية وعرف الدها بتلك الأخبار فاستشاط غضبا وهددها بحبسها في المنزل إذ هي لا ترجع عن معتقدها الجديد ولكنها استطاعت الهرب من منزل والديها وتزينت بزي الرجال وذهبت إلى أصدقائها المسيحيين الذين تعرفت عليهم في مدرسة الإسكندرية وكان منهم خادمان قديسان يدعيان برونس وهيسسنس فاخذاها إلى القديس هيلينوس أسقف هليوبوليس حيث امتحن إيمانها وتحقق من ثباتها وقوة إصرارها على أن تصير مسيحية حتى لو تعرضت للتعذيب أو الموت فعمدها وباركها وناولها من الأسرار الطاهرة ثم أرسلها إلى مكان منفرد.

 

 لتسطيع أن تقرأ كثيرًا في الكتاب المقدس الذي أحبته وتصلي صلواتها بدون معطلات العالم وصخبه أعطى الله أوجيني موهبة شفاء الأمراض وانتشر خبرها في أنحاء الإسكندرية وكان يذهب إليها الكثير من الذين أصابتهم الأمراض المختلفة ولم يكن يعلم أحد حتى هذا الوقت أنها امرأة أهاج الشيطان أحد العسكر الرومان وقبض عليها بحجة أنها تبشر بدين غير مسموح به وتحتقر الآلهة والأوثان وألقاها في السجن ثم قدمها للمحاكمة أمام والدها حاكم الإسكندرية الذي لم يكن يعرفها بسبب إخفائها ملامحها وابتدا والدها يقرأ عليها أسباب حبسها ويناقشها في كل الأمور التي أذيعت عنها وكانت اوجيني في صراع بين قبولها الموت بفرح علي اسم المسيح وبين خلاص والدها من عبودية الاوثان وقد فضلت ان تعلن لوالدها عن نفسها فطلبت مقابلته على انفراد لتجاوبه عن كل اسئلته وأمر الوالي أن تخلي القاعة من الناس وابتدأت اوجيني تخبره عن نفسها وانها ابنته ففرح والدها بها فرحا شديدا لانه كان يعتقد انها ماتت او لحقها مكروه واخذها إلى بيته وسألها عن كل ما فعلته بهم من هربها واختفائها فأعلنت لهم عن إيمانها بالمسيح وانها لا تستطيع أن تعبد الأحجار التي لا تنطق أو تسمع أو تري واخذت تحدثهم عن ايمانها من الكتاب المقدس منذ خلق ادم وحواء الي تجسد المسيح الذي اخذ صورة الإنسان وخلصنا من عبودية الشيطان وصارت تعظهم بكلام النعمة من أقوال معلمنا بولس الرسول فامتلا والداها من الروح القدس وذهبا معها إلى القديس هيلينوس اسقف هليبوبوليس حيث عمدهم وكل اهل بيتهم وصار فرح عظيم في الشعب ومجد الجميع الله . 

 

لم يستطيع والدها فيلبس ان يجمع بين خدمة الإمبراطور الوثني وخدمة يسوع المسيح فقدم استقالته والتحق بالكنيسة وكرس حياته لخدمة المحتاجين والفقراء وكان الجميع يمجدون الله الذي جعل هذا الحاكم الوثني يصير خادما مكرسا في كنيسة المسيح  ويؤمن به اختاره الشعب ليكون أسقفا عليهم بعد نياحة اسقفهم القديس فازداد في النعمة وصار يخدم الشعب وينميه في الروح معلنا لهم أنه هو ذاته الذي كان قبلا يضطهد كنيسة الله وان الروح القدس قد فتح عينيه مس قلبه وأنه مستعد للموت علي اسم المسيح ليسامحه الله على كل ما ارتكبه من تعذيب لشعب المسيح والتنكيل بهم أهاج الشيطان أعوانه فدخل بعض الرعاع إلى الكنيسة فوجدوه يعلم الشعب ويعظه بكلام وتعاليم الكتاب المقدس فخطفوه وضربوه ضربا موجعا ثم قتلوه فنال إكليل الشهادة وإكليل الإيمان . 

 

أرادت زوجته القديسة كلوديا أن ترجع إلى بلدها فقامت وجمعت أولادها فغادروا الإسكندرية وسافروا إلى روما والتقوا بعشيرتهم فوجدت اوجيني فرصة لتعظ كل من يقابلها عن المسيح ، حيث استطاعت أن تعمد كل عشيرتها واقاربها وتثبتهم في الايمان بالمسيح وصلت تلك الأخبار الي الامبراطور فاستحضرهم الي وتحقق منهم عن كل ما سمعه واخذ يلاطفهم ويحثهم ان يعودوا الي عبادة الاوثان واعدا اياهم ان يعطيهم كل ممتلكاتهم ويلحقهم بوظائف ورتب تليق بمكانة والدهم وما كان عليه من العظمة والمركز العظيم فردت عليه اوجيني بان والدها قد حسب كل هذا نفاية ليربح المسيح الاله الوحيد وقالت له ونحن ايضا مستعدون لان نموت علي اسم المسيح من ان نكتسب امورا فانية لا تنفع صاحبها لا في هذا الدهر ولا في الدهر الاتي فامر الامبراطور بتعذيبهم ثم امر بقتلهم بحد السيف فذبحهم العسكر واماتوهم اما اوجيني فقد رماها الغوغاء في نهر التيبر حقدا لانهم عرفوا أنها كانت االسبب في تحويل والديها وأخوتها وكل عشيرتها إلى الإيمان بالمسيح يسوع ولكن أراد الله أن يكرمها فعثر بعض المسيحيون على جسدها الطاهر فاخذوه بأكرام ودفنوه في مقابر بقرب مدينة لاتينا، وبعد ذلك أقيمت كنيسة باسمها ونقل إليها جسدها الطاهر.