الجمعة 31 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

موسكو وبكين تغرسان بذور الانقسام بين أعضاء الناتو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حذرت دبلوماسية أمريكية رفيعة المستوى من أن روسيا والصين "تتشاركان مجموعة" من الاستراتيجيات لتقويض حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وحثت العواصم الغربية على تكثيف جهودها للدفاع عن نفسها ضد موسكو وبكين.
 

وتضغط واشنطن على أعضاء التحالف عبر ضفتي الأطلسي لتشديد مواقفهم من الصين، مُستشهدةً بالتطورات العسكرية فى الصين، وتهديداتها للبنية التحتية الغربية مثل شبكات النقل، والطاقة، وشراكتها "بلا حدود" مع موسكو ودعمها لحربها على أوكرانيا، وفق صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
 

وقالت جوليان سميث، سفيرة الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي: "هذان البلدان يتشاركان على نحو متزايد مجموعة أدوات يجب أن تثير مخاوف حلف ناتو"، مشيرةً إلى التهديدات لإمدادات الطاقة، والأمن السيبراني، وغيرها.
 

وأوضحت "سميث" فى مقابلة مع الصحيفة البريطانية: "لا شك أن الصين، وروسيا تعملان على بذر الشقاق والانقسام، بين الشركاء على ضفتي الأطلسي. ونحن على دراية تامة بما يحدث، ولدينا تقدير وافٍ لتلك الجهود، وعازمون على التصدى لها".
 

ولا تقدم بكين أسلحة فى الحرب الروسية ضد أوكرانيا، لكنها دعمت سياسيا للرئيس فلاديمير بوتين منذ بداية الغزو فى فبراير الماضي، ورددت اتهامات الكرملين لكييف وداعميها الغربيين بالتسبب فى الحرب.
 

ووافق حلف شمال الأطلسي لأول مرة فى يونيو الماضى على التصدى لـ"التحديات" التى تفرضها الصين عليه، وبعد تصعيد الضغط الأمريكي، ناقش وزراء خارجية الدول الأعضاء إجراءات ملموسة للتعامل مع الصين فى اجتماعهم بفى بوخارست فى الشهر الماضي.
 

وعلقت "سميث" قائلة: "رأينا الدولتين تشاركان تكتيكات مُتفاوتة. وأعتقد أن الصين تُراقب عن كثب كيف تعوّل روسيا على المعلومات المضللة وأمور أخرى مثل الإكراه، أو أمن الطاقة، أو العمليات السيبرانية الخبيثة".
 

ولم يرفض حلفاء آخرون مقترحات وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى اجتماع بوخارست لحماية البنية التحتية الحيوية، وسلاسل التوريد، والأصول الإلكترونية بشكل أفضل من التأثير أو السيطرة الصينية غير المبررة.
 

لكن هناك عددًا كبيرًا من الدول الأوروبية الأقل تشددًا من الولايات المتحدة مع الصين، والمُترددة فى تعريض علاقاتها التجارية والاقتصادية مع بكين للخطر بموقف عنيف، فى حين أن هناك دولًا أوروبية يساورها القلق من أى نقاش لسياسة ناتو فى المستقبل التى تصرف الانتباه عن جهود دعم أوكرانيا أمام القصف الروسي.
 

وقالت "سميث" إن الحلف كان "يركز تركيزًا شديدًا على جلب كل الدعم اللازم للأوكرانيين" على هيئة أنظمة دفاع جوى لصد الهجمات الروسية "البشعة وغير المبررة بالمرة" على البنية التحتية المدنية، ومعدات لمساعدتهم على إعادة بناء محطات الكهرباء، وأنظمة الطاقة الأخرى المُدمَّرة.
 

وفى سبتمبر الماضي، عقد الحلف أول نقاش حول تايوان التى تواجه تهديدات متزايدة لأمنها من الصين. لكن سميث شددت على أن نية الولايات المتحدة ليست دفع الحلفاء الأوروبيين لتحويل تركيز الحلف نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولكن لضمان سياسات دفاعية داخلية قوية لدى الحلفاء.
 

وقالت "سميث": "بين الحين والآخر، تظهر مفاهيم مغلوطة عن نية الولايات المتحدة بوصفها عضوًا منفردًا فى الحلف أو عن نية الحلف ككل. وتبديدًا للشكوك، فإن ما نتكلم عنه ينحصر فى فهم آلية عمل الصين فى المنطقة الأوروبية الأطلسية وحولها. وكيف يمكنها ببعض الإجراءات أن تخلق مخاطر أمنية أو نقاط ضعف للدول الأعضاء فى الحلف فرادى أو جماعة".
 

وأضافت "سميث" أن الجهود للانتقال بالحكومات من الإقرار بالتحديات التى تمثلها الصين إلى التصدى لها "على قدم وساق"، وأن ناتو سيسعى إلى"إنجازات محددة المعالم" فى الاجتماعات الوزارية والقمم التي تجمع قادة الدول. وختمت قائلة: "شق من هذه الجهود يعوّل على الحكومات الوطنية والقرارات القومية والأدوات والقوانين القومية. نتحدث عن حماية قيمنا ووحدتنا وأنفسنا من بعض التكتيكات المختلطة التى يروق للصينيين تحديدًا الاعتماد عليها".