تحتفل مصر، اليوم الجمعة، بالذكري الـ 66 لانتصار رجال المقاومة الشعبية علي دول العدوان الثلاثي (إنجلترا - فرنسا - إسرائيل) في 23 ديسمبر عام 1956.
وفي يوم الثالث والعشرين من ديسمبر عام 1956م، رحل آخر جندي بريطاني من المدينة الباسلة بورسعيد بعد تصدي الجيش المصري والمقاومة الشعبية الباسلة ضد العدوان الثلاثي الذي شنه دول ثلاثة إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر.
كان عدوان إنجلترا وفرنسا على مصر قد جاء عقب القرار التاريخي للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بتأميم قناة السويس يوم 26 يوليو عام 1956، إضافة لدعم مصر لثورة تحرير الجزائر من المستعمر الفرنسي، وإمداد مصر للثورة الجزائرية بالمال والسلاح والمدربين، الذي هدد وجود الاستعمار الفرنسي ليس في الجزائر فقط بل في إفريقيا كلها.
وكان من أسباب عدوان إسرائيل توقيع مصر اتفاقية مع الاتحاد السوفييتي تقضي بتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة والمتطورة بهدف تقوية القوات المسلحة لردع إسرائيل، مع العلم أن توقيع هذه الاتفاقية لم يأت إلا بعد رفض الدول الغربية تزويد مصر بالأسلحة، الأمر الذي أثار حماس إسرائيل للاشتراك في هذا العدوان، لأنها رأت أن تزوّيد مصر بالأسلحة المتطورة يهدد بقاءها، كما أن إسرائيل كانت مهمتها أثناء العدوان أن تقصف فلسطين جوًا وبرًا وتحتل أجزاءً منها، إضافة لاستغلال هجوم الدولتين العظميين على مصر إنجلترا وفرنسا لصالحها.
تمكنت مصر بفضل جيشها القوي والمقاومة الشعبية الباسلة والوحدة الشاملة بين المصريين من إفشال العدوان الثلاثي على جميع الأصعدة السياسية والعسكرية والإقتصادية، يبسبب تماسك الشعب المصري وشجاعته والتحامه مع الجيش في صد العدوان، وهناك نماذج عديدة من البطولات التي نفذها المصريون ضد قوات الدول الثلاث المعتدية أدت إلى إفشال إعتدائهم لا سيما تاريخ ابناء بورسعيد الباسلة الذي يذخر بملاحم من البطولات، ومنها بطولة الراحل البطل'' السيد عسران"، أحد أبطال المقاومة الشعبية ببورسعيد، والذي نجح في اغتيال الميجور وليامز، رجل المخابرات البريطانية الذي كان يعذب رجال المقاومة.
وتعود البطولة إلى رصد رجال المقاومة الشعبية الميجور وليامز، رجل المخابرات البريطانية الذي كان يعذب رجال المقاومة، أثناء بحثه عن الضابط البريطاني مير هاوس ابن عمة الملكة، الذي جرى اختطافه، فراقبه البطل السيد عسران، عدة ساعات حتى جاءت اللحظة التي كان يخرج فيها من إدارة البحث الجنائي بشارعي النهضة ورمسيس متجهًا إلى سيارته العسكرية، فأشار إليه البطل لكي يلفت انتباهه له.
وكان فدائي بورسعيد يحمل ورقة في يد ويده الأخرى تقبض على رغيف منتفخ بداخلة قنبلة ''ميلز'' نزع فتيلها، وعندما أشار ''وليامز'' له اقترب منه ظنًا منه أنه يحمل معلومات عن رجال المقاومة الشعبية، وعندما اقترب البطل ألقى القنبلة في دواسة السيارة ومات الضابط البريطاني.
وكرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد انسحاب العدوان أمام رجال المقاومة، وبعدها جرى استدعائه للتجنيد بالرغم من أنه من المفترض أن يعفى لأنه شقيق شهيد، وعندما علم ''عبد الناصر'' عند حضوره إلى بورسعيد في العام التالي للاحتفال بذكري النصر، أمر على الفور بتسريحه وتعيينه بهيئة قناة السويس.