الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

أشجار الكريسماس تزين المحروسة وبيت لحم ابتهاجا باحتفالات أعياد الميلاد

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم التحديات التي يعيشها العالم وسط ظروف اقتصادية متضاربة، و مناخية غير مستقرة، وتبعات حروب وأزمات الأوبئة، ما زال العالم يقصد واجهة الاحتفال المعهودة لإستقبال عام جديد على آمال وطموحات بقدر التحديات والمحن، ورغم تعدد الأجناس يستقبل الجميع العام الجديد ويبتهج باحتفالات أعياد الميلاد المجيدة، ويلتف الجميع تحت مظلة شجرة"الكريسماس" المزينة بالأضواء المبهجة، ولكن للاحتفال صورة أخرى وطبيعة خاصة على أرض الكنانة مصر وبيت لحم فى فلسطين.

في المحروسة ، تشهد المكتبات ومواقع التواصل الاجتماعي حالة من الرواج في البحث عن أسعار شجرة الكريسماس لتتزين بها المنازل والبيوت فضلا عن الإضاءة المتميزة التي يحرص عليها الجميع، ولم يقف الأمر على الأقباط فحسب، بينما هناك الكثير من المسلمين يحرصون علي اقتنائها والمشاركة في الاحتفال.

ورغم ارتفاع أسعار الزينة وغيرها من مستلزمات الاحتفال فى مصر، الإ أنها متاحة بكثرة في المكتبات والمحال المخصصة لبيع أشجار الكريسماس وبابا نويل والنجوم الفضية والذهبية من أشكال الزينة كمظهر من مظاهر الاحتفالات بعام ميلادي جديد وتتوافر بأشكال مختلفة وأسعار متفاوتة تبدأ تتناسب مع الأحجام والأشكال والنوع المحلي والمستورد.

ووفق أعداد كبيرة من المحال المخصصة للبيع يؤكدون أن الإقبال الأكثر على الأشجار المتوسطة ذات الأسعار المنخفضة شهدت 25 % نموًا مقارنة بالعام الماضي، بينما يلجأ أصحاب المحلات أو المولات الكبري والتجارية على شراء الأحجام الكبيرة والمستوردة والمجسمات لـ"سانت كلوز" أو بابا نويل، لاستخدامها في واجهات مكاتبهم أو الشركات وغيرها.

وهناك العديد من أحجام الاشجار وتبدأ أسعارها من 40 جنيها للأحجام الصغيرة جدا مرورا بالمتوسطة 300 جنيه، وصولا للأحجام الضخمة بأسعارأخرى، والمجسمات بأحجام متعددة لبابا نويل وأشكال الزينة المختلفة.

كما تحرص الكنائس على تقليد سنوي بإضاءة شجرة الميلاد، وإقامة مزود نموذجًا وتصورا لميلاد المسيح من تماثيل تعبيرية تشبه مزود بيت لحم وتضم تمثالا للعذراء والطفل"المسيح" ويوسف النجار ورعاة الغنم الذين زاروا المسيح في مهده، وكما لو كانت أروقة الكنائس تقول من مصر أرض هنا بيت لحم.

وتعيش أجواء من التسابيح المعتادة سنويُا في تلك الأيام وتستمر حتى احتفال العيد للكاثوليك وعددا من الطوائف في 25 ديسمبر، والأقباط الأرثوذكس في 7 يناير والتي تختلف باختلاف حسابات تقويم السنة.

تقويم

يرجع اختلاف التقويم، أن الأقباط يحتفلون بعيد الميلاد يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطي، وكان هذا اليوم يوافق 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الروماني الذي سمى بعد ذلك بـ"الميلادي"، ولقد تحدد عيد ميلاد المسيح يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر وذلك في مجمع نيقية عام 325 ميلادية، حيث يكون عيد ميلاد المسيح في أطول ليلة وأقصر نهار (فلكياً) والتي يبدأ بعدها الليل القصير والنهار في الزيادة.

 

بينما في عام 1582 ميلادية ، تغير الأمر حيث لاحظ العلماء والباحثون أن يوم 25 ديسمبر «يوم عيد الميلاد» ليس في موضعه، أي لا يقع في أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام، أي يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع في أطول ليل وأقصر نهار، وعرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ في حساب طول السنة (السنة = دورة كاملة للأرض حول الشمس) إذ كانت السنة في التقويم اليولياني تحسب على أنها 365 يومًا و6 ساعات، ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أي أقل من طول السنة السابق حسابها (حسب التقويم اليولياني) بفارق 11 دقيقة و14 ثانية.

 

وأمام هذا الأمر أمر البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا روما بحذف 10 أيام من التقويم الميلادي اليولياني حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه كما كان يسمى هذا التغيير بالتقويم الغريغوري، كما وضع البابا قاعدة تتضمن وقوع عيد الميلاد (25 ديسمبر) في موقعه الفلكي (أطول ليلة و أقصر نهار) وذلك بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة (لأن تجميع فرق الـ11 دقيقة و 14 ثانية يساوى ثلاثة أيام كل حوالي 400 سنة)، ثم بدأت بعد ذلك بقية دول أوروبا تعمل بهذا التعديل الذي وصل إلى حوالي 13 يوما.

 

وما زالت الكنيسة القبطية الشرقية تحتفل بأعياد الميلاد المجيدة في 7 يناير من كل عام، بينما تشهد الكنائس الغربية احتفالات عيد الميلاد 25 ديسمبر.

 

زينة فى ميادين مصر 

كما تتزين بعض ميادين مصر وفق تقليد الذى أسسته الدولة منذ عام 2014 وتتجمل بأشجار الميلاد الضخمة ومجسمات بابا نويل احتفاء باستقبال العام الميلادي الجديد، وتظهر معالم البهجة بتوافد الكثيرين إليها لالتقاط الصور التذكارية في رواق المياين المجهزة من الدولة وبرعايتها، وأيضا مبادرات خاصة من أهالي المناطق المختلفة ومنها الكوربة بمصر الجديدة والتي اعتادت على تجميل الميدان قبيل استقبال العام الجديد.

 

ووسط ترشيد أوروبا وبلاد الجمال استهلاك الطاقة وتقليص أعداد الأشجار في شوارعها العامة لا زالت مصر تحتفظ بالتقليد احتفاء مع الشعب بالعام الجديد.

بابا نويل الغلابة

كما أن هناك مبادرات فردية معتادة من شباب يرتدون ملابس بابا نويل "القديس نيقولاوس" والمعروف افتراضيا أنه يوزع الهدايا علي الأطفال وتعددت أشكالها من توزيع هدايا أو حلوى شيكولاتة على المارة في الشوارع، ومن بين أبرز الأسماء الذى استمر لسنوات يعكف على هذا المنوال الشاب كيرلس ماهر ميخائيل 24 سنة والذي يدخل عامه السابع في ارتداء زي بابا نويل وتفقد الشوارع يوزع الهدايا على البسطاء تحديدًا والأطفال ويلتقط الصور مع العامة في مظاهر مبهجة.

ويقول كيرلس ماهر "بابا نويل الغلابة"، لـ" البوابة نيوز"، إنه حرص علي النزول للشارع بعدما لجأ لصديق له ممثل لتوفير ماكيير خاص لتشخيص صورة بابا نويل وفق الانطباعات الذهنية في عقول العامة، ويهدف التهوين عن المواطنين ورسم ابتسامة سعادة بتوزيع الحلوى والهدايا.

وقال:" إن الأمر ليس هينا تعرض لمضايقات من متشددين وهناك من ينتقد ما يفعله وخاصة أن يتكفل بكافة الهدايا بوازع شخصي، ولكن حافزه جاء لما عاشه من محبة عارمة وإقبال البسطاء والمحتاجين للبسمة وسط ركام المشقة دون تفريق المصريين".

وأضاف، "أن أكثر المواقف التي أثرت وخلقت إصرارا وعزيمة لمواصلة مسيرة بابا نويل الغلابة، زيارة لمستشفي سرطان الأطفال ولقاء طفل ظل صامت متأثرا نفسيا بحالته الصحية وكان ممتنعا عن الحديث لشهور، وبعدما دعابة منّا والحديث معه راح يخرج من دائرة الصمت وانخرط معنا في الحديث وهو ما دفع والدته تزغرد داخل المستشفى فرحة بعودة ابتسامة ابنها".

تابع:" إنني تلقيت اتصالا من سيدة تدعى أم عبدالرحمن الذى تعرض لحالة نفسية سيئة بعد فقدان والده وامتنع عن المذاكرة أو الجلوس مع ذويه والانطواء، وبعد حوار مع والدته زرت منزل عبدالرحمن ودخلنا معه في حديث بأن والده زارني في حلم وطلبني تعود للاهتمام بالدراسة والتعايش مع الحياة حتى يكون سعيدا بك، وبالفعل كانت درجات ممتازة في نهاية العام".

أشار إلى أن الجهد أو التكاليف مهما كانت لا تساوى ابتسامة تخرج من قلب مواطن ينتظرها وجد الكثيرين بحاجة لمن يستمع لهم حتى يلقوا أتعابهم وهمومهم جميعنا بحاجة لفرحة وسط المتاعب.

هنا فلسطين

وتعيش أرض فلسطين حالة روحانية خاصة في أجواء استقبال العام الجديد والاحتفال بعيد الميلاد المجيد، رغم ما تعانيه من احتلال بغيض على أراضيها، وحالة التضييق شبه المستمرة على أهلها وأبنائها، ولكن ستظل فلسطين وبيت لحم رمزًا ونبراسًا للاحتفال.

وشهدت مدينة بيت لحم إضاءة شجرة الميلاد بحضور نحو 15 ألف نسمة، وتزامنًا مع الاحتفال بمرور قرن ونصف  على تأسيس بلدية بيت لحم و بمرور 10 سنوات على إدراج شارع النجمة وكنيسة المهد على لائحة التراث العالمي في اليونسكو".

كما تحرص الكنيسة هناك على تقليد دائم ومستمر هو إضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد عند مدخل الحي المسيحي في القدس، وتحديدا عند باب الخليل، احتشد الكثيرون من أبناء المدينة المقدسة بحضور البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الروم الأرثوذكس بأورشليم، مع رؤساء الكنائس والممثلين عنهم.

ورغم وطأة الاحتلال تظل أجواء الاحتفال سائدة بأرض فلسطين وتضىء أنوار الميلاد شوارعها، رغم محاولات التهويد التي يتبناها المحتل.

قال البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الروم الأرثوذكس بالقدس، إن نور الأنوار، شمس البر، الذي انبثق من مغارة الرجاء في مدينة بيت لحم المقدسة، هو المسيح نفسه، ونُبَارك بإضاءة شجرة عيد الميلاد هذه، التي تقف كرمز لهذا النور وهذا الرجاء. وندعو الله أن يسطع هذا النور في قلوب وعقول حكام هذا العالم وكذلك في قلوب وعقول من يحكم منطقتنا، حتى يعمها السلام والعدل والمصالحة.

وأضاف في رسالته تزامنًا مع إضاءة شجرة الميلاد، أن عمل السلام والمصالحة هو مسئولية كل الناس ذوي النوايا الحسنة، وفي إضاءة شجرة عيد الميلاد هذه، نحتفل بكل ما يمثل الشخصية الحقيقية القدس والأرض المقدسة وتجربتنا الفريدة التي تعود إلى قرون من حياتنا المُتعددة الثقافات والأعراق والأديان معًا، وتاريخنا في التعايش والاحترام المتبادل.

وتابع:" أن القدس هي منارة للعالم كله، خاصة في مواجهة الإضطرابات والعنف التي تؤثر على حياة الكثيرين. لقد أصبح المسيحيون هدفًا لهجمات متكررة ومستمرة من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة، خاصة في المدينة المقدسة، ومنذ عام ألفين واثنى عشر، ارتُكبت جرائم لا حصر لها ضد المسيحيين، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية واللفظية على الكهنة، وتم شن هجمات على الكنائس، وتم تخريب الأماكن المقدسة وتدنيسها بشكل منهجي".

وأوضح، أن هناك حالة ترهيب المستمر للمواطنين المسيحيين الذين يسعون الى  عيش حياة طبيعية كما أعطاهم الله هذا الحق، ولفت إلى أن هذه الجماعات المتطرفة ترتكب جرائمها في محاولة متعمدة لطرد المسيحيين من القدس وأجزاء أخرى من الأرض المقدسة.

واستطرد:" أننا جميعا نتوق للسلام لذا ندعو ألا يمزق هذا النسيج من حياتنا المشتركة التاريخية التي وفرت مساحة كافية على مر العصور لجميع الذين يسمون الأرض المقدسة وطنهم. لقد وضعتنا العناية الإلهية معًا في هذه الأرض المقدسة ومنحتنا تراثًا لا مثيل له، أتمنى أن يجمعنا موسم النور هذا والأمل في حياة جديدة معًا".

 

رواج سياحى

وفي سياق آخر تشهد مدينة بيت لحم حالة من الرواج السياحي والاستعداد لاستقبال حافلات سياحية تزورها في موسم احتفالات الكريسماس وعيد الميلاد المجيد، ويرتقب أن تكون هناك حالة زاخم بعد الخروج من ضائقة استمرت بسبب جائحة كورونا التي كان لها تأثير سلبي من قلة أعداد الوافدين والزوار.

ويعد الاعتماد الأساسي في الدخل لمدينة بيت لحم هو النشاط السياحي والذي يبدو انتعاشا نسبيا العام الحالي، في الوقت ذاته تشهد المنطقة العربية تصعيدا إسرائيليا ضد الفلسطينيين مما قد ينعكس سلبًا.

أعدت المدينة برامج احتفالية دولية بالكريسماس من إضاءة شجرة بحضور كبير جدا بحضور فنانين من دول وبلدان مختلفة ودوليين،في محاولات للرواج السياحي الذى يمثل حراك الاقتصاد الأساسي بالمدينة وبتأثره تتوقف الحالة عامة.

ووفق تصريحات لعمدة بلدية بيت لحم أن هناك حالة من التعافي السياحي، حيث وصل زوار المدينة خلال شهر نوفمبر نحو 123 ألف سائح، وهو ما يعني أن الأرقام بارتفاع إلى المستويات السابقة ومأمول الزيادة، وتظل احتفالات السنة الميلادية ذات الطابع الخاص من أرض الكنانة وبيت لحم والمدينة المقدسة.