أصدر بطريرك السّريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثّاني رسالة عيد الميلاد، وجّهها إلى أبنائه الرّوحيّين في جميع أنحاء العالم.
وجاء نص الرسالة كالتالى: في غمرة التّحضيرات للأعياد، ينشغل الكثيرون في هذا الموسم المبارك بتأمين مستلزمات الاحتفال به، كلٌّ بقدر ما تسمح ظروفه، مهتمّين بالحلّة الجديدة والهندام اللّائق، والزّينة الجميلة والهدايا الّتي نقدّمها لبعضنا البعض، إنّه بالفعل الوقت الّذي ننتظره في كلّ عام للاحتفال بعيد الميلاد وهو عيد الفرح والرّجاء.
وأشار: ولكن لا يفوتنا أنّ عيد الميلاد هو مناسبة لنتذكّر عمل الله العظيم، لقد عبّر القدّيس مار فيلوكسينوس المنبجي عن غاية التّجسّد في تفسيره للإنجيل المقدّس بحسب القدّيس متّى قائلًا: "إذًا المولود فوق الأزمنة تأنّس في نهاية الأزمنة لأنّه بهذا التّدبير تتّحد الخليقة بباريها".
وأضاف: فلنتهيّأ في هذا العيد لاستقبال المسيح في قلوبنا، بأن نتمّم غاية الميلاد، ألا وهي نشر رجاء الخلاص للجميع، ولعلّ أفضل ما نقوم به في استعدادنا للعيد هو أن نبسط يدنا لمعونة الآخرين فنساعد الفقير لكي يشعر بدفء الميلاد، ونُطعم الجائع لكي يشبع من خيرات الإله، ونتفقّد الغريب لكي يشعر بالمحبّة والقبول، ونزور الأرامل ونعتني باليتامى ونواسي المنكسري القلوب لكي يتهلّلوا بالفرح بالمولود الإلهيّ، فتمتلئ قلوبهم بالسّعادة وتشعّ عيونهم بالرّجاء.
وتابع: لنهيّئ إذًا قلوبنا مذودًا دافئًا رغم بساطته، لكي يرتاح فيه المسيح في عيد الميلاد هذا، ونشارك ما لدينا مع المحتاجين، مُعلنين فرحنا الكامل والحقيقيّ بأنّ الله معنا– عمّانوئيل، ذلك الفرح الّذي لا يمكن الحصول عليه بالهدايا والمال، بل هو فرح القلب المملوء بطيبة المسيح والبشرى السارّة والرّجاء الصّالح والسّلام الدّاخليّ.
وأكد: تشهد بلادنا المشرقيّة- بل العالم بأسره- موجاتٍ من الحروب والعنف، والخوف والقلق، والصّعوبات والأزمات، لكنّ عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح، ملك السّلام، يدعونا لنخرج عن إطار التّفكير الدّنيويّ ونرنو نحو الإلهيّات، فننظر إلى المسيح، المُرسَل من الآب والّذي تجسّد ليكون نورًا في العالم ونستمدّ منه السّلام والطّمأنينة.
وأختتم: أيّها الأبناء الرّوحيّون المباركون، نتقدّم منكم جميعًا بأسمى التّهاني وأطيب الأمنيات في عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح بالجسد والعام الجديد 2023، سائلين منه أن يفيض بركاته علينا فتكتمل أفراحنا وتطمئنّ قلوبنا ويزداد الأمن ويحلّ السّلام في أرجاء المعمورة قاطبةً.