الجمعة 31 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

اليوم.. ذكرى انتصار الإرادة المصرية على العدوان الثلاثى.. الحرب انتهت بهزيمة قاسية للعدو.. وفضيحة على كل المستويات

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل علينا هذه الأيام الذكرى الـ ٦٦ لانتصار الإرادة المصرية وهزيمة العدوان الثلاثي على مصر في ٢٣ ديسمبر ١٩٥٦، تلك الحرب التي شنتها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام ١٩٥٦م إثر قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.

اتفقت تلك الدول على أن تقوم إسرائيل بمهاجمة سيناء، وحين يتصدى لها الجيش المصري تقوم بريطانيا وفرنسا بالتدخل وإنزال قواتهما في منطقة قناة السويس ومحاصرة الجيش المصري.

ونفذت إسرائيل هجومها على سيناء، ونشبت الحرب فأصدرت بريطانيا وفرنسا إنذارا بوقف الحرب وانسحاب الجيش المصري والإسرائيلي لمسافة ١٠كم من ضفتي قناة السويس مما يعني فقدان مصر سيطرتها على قناة السويس ولما رفضت مصر نزلت القوات البريطانية والفرنسية في بور سعيد ومنطقة قناة السويس، إلا أن الجيش المصري لم يحاصر لأن قطاعاته كانت انسحبت.

كان واضحا أن ما حدث هو مؤامرة بين الدول الثلاث، فأصدر الاتحاد السوفيتي إنذارا بضرب لندن وباريس بالصواريخ النووية، وأمرت أمريكا بريطانيا وفرنسا بالانسحاب الفوري من الأراضي المصرية وانتهت الحرب بفضيحة كبرى.

أسباب العدوان 

خرج عبد الناصر منتصرا، وكان لكل دولة من الدول التي أقدمت على العدوان أسبابها الخاصة للمشاركة فيه من هذه الأسباب:

دعم ثورة الجزائر بالسلاح والمال والمدربين الأمر الذي هدد التواجد الفرنسي في أفريقيا.

توقيع مصر اتفاقية مع الاتحاد السوفييتي تقضي بتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة والمتطورة بهدف تقوية القوات المسلحة لردع إسرائيل، مع العلم أن توقيع هذه الاتفاقية لم يأت إلا بعد رفض الدول الغربية تزويد مصر بالأسلحة، الأمر الذي أثار حماسة إسرائيل للاشتراك في هذا العدوان، لأنها رأت أن تزوّيد مصر بالأسلحة المتطورة يهدد بقاءها، وكما أن إسرائيل كانت مهمتها أثناء العدوان أن تقصف فلسطين جوًا وبرًا وتحتل أجزاءً منها بالإضافة إلى احتلالها لسيناء في مصر.

تأميم قناة السويس الذي أعلنه الرئيس جمال عبد الناصر في يوم ٢٦ يوليو عام ١٩٥٦م، هذا التأميم منع إنجلترا من التربح من القناة التي كانت تديرها قبل التأميم وبذلك دخلت إنجلترا في العدوان الثلاثي.

أرادت إسرائيل استكمال مشروع دولتها من الفرات إلى النيل. وبدأت المعارك الحربية بين مصر وإسرائيل في الساعة السادسة من مساء يوم ٢٩ أكتوبر ١٩٥٦ بعدوان إسرائيلي غاشم ومفاجئ على سيناء، حيث أسقطت إسرائيل الكتيبة ٨٠٩ مظلات وقوامها ٤٠٠ جندي من المظليين عند ممر متلا وعلى مقربة من القوات المصرية وقد تم إسقاط هذه الكتيبة الإسرائيلية بواسطة ١٦ طائرة نقل إسرائيلية من طراز داكوتا.

كواليس القتال 

كانت أحداث اليوم الأول للقتال غامضة، حيث بدأت القوات المصرية في سيناء بتحركات بسيطة لصد الهجوم الإسرائيلى دون أن تعلم ما يخبأ لها من عدوان ثلاثي، لذلك حرصت القوات المصرية على أن لا تلقى عندما لوحظ أن النشاط الجوي المعادي فوق سيناء يفوق إمكانيات الطيران الإسرائيلي وحده لاحت للقيادة المصرية بوادر اشتراك أطراف أخرى في المعركة.

في صباح اليوم الثاني ٣٠ أكتوبر ١٩٥٦، تقدم اللواء الإسرائيلى ٢٠٢ مظلات إلى منطقة التمدد التى كانت بها كتيبة من سلاح الحدود المصري، وعند ذلك قاتلت الكتيبة المصرية ببسالة وبينما كان القتال يجرى في التمد كان أربع طائرات ميج ١٥ مصرية تلقي بقذائفها على كتيبة المظلات الإسرائيلية مما كبدها خسائر جسيمة، وفى نفس الوقت قامت القوات الجوية المصرية بضرب مطار رامات ديفيد اعتبارا من بعد ظهر يوم ٣٠ أكتوبر كما تم ضرب مطار عكير الإسرائيلى وكذلك مطار كاستينا.

بيان إنجلترا وفرنسا الشهير لمصر

في الساعة السادسة والربع من مساء يوم ٣٠ أكتوبر ١٩٥٦ أذاعت إنجلترا وفرنسا إنذارهما الشهير إلى كل من مصر وإسرائيل ليسحب كل منهما قواته إلى مسافة عشرة أميال من قناة السويس وكان نص الإنذار كالتالى:

إن حكومة المملكة المتحدة وفرنسا تطالبان الحكومة المصرية بما يلى:

أولا: وقف جميع العمليات الحربية في البر والبحر والجو وخلافه.

ثانيا: أن تنسحب جميع القوات المسلحة إلى مسافة عشرة أميال من قناة السويس.

ثالثا: أن تقبل مصر بالاحتلال المؤقت للمواقع الحيوية في بورسعيد والإسماعيلية والسويس بواسطة القوات الإنجليزية والفرنسية وذلك حتى يتسنى ضمان حرية الملاحة ومرور سفن جميع الدول عبر القناة وحتى يمكن الفصل بين المتحاربين. وأضاف البيان أن حكومتى المملكة المتحدة وفرنسا تطالبان بالرد على هذا التبليغ في خلال ١٢ ساعة وفى حالة انتهاء الوقت دون قيام إحدى الدولتين أو كلتيهما بالإذعان لتلك الطلبات فإن قوات المملكة المتحدة وفرنسا ستدخل بالدرجة الكافية لضمان الإذعان -أى إنهاء الإنذار في الساعة السادسة والربع صباح يوم ٣١ أكتوبر ١٩٥٦.

الرفض المصري 

رفضت الحكومة المصرية بالطبع الإنذار البريطاني الفرنسي لأن القوات الإسرائيلية كانت بعيدة جدا عن قناة السويس بل ومتورطة في قتالها مع القوات المصرية في سيناء خصوصا بعد وصول الآلاف الثاني المدرع المصري القادم من الإسماعيلية إلى منطقة الاشتباكات وتكبيده لواء المظلات الإسرائيلى خسائر فادحة.

وهنا أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية القرارات التالية: توقف جميع الأعمال التعرضية والتحركات إلى الأمام في سيناء، تتخذ الإجراءات لسحب الاحتياطي الاستراتيجي من سيناء إلى غرب القناة.

يتحرك الاحتياطى المدرع للقيادة الشرقية من منطقة الحمة إلى منطقة الجفجافة توطئة لسحبه غرب القناة.، تستعد القوات الأخرى بسيناء للانتقال إلى غرب القناة بمجرد صدور أوامر وأعمال إعادة التجميع.

عيد النصر 

ونحتفل في يوم ٢٣ ديسمبر من كل عام بعيد النصر المصري على العدوان الثلاثي؛ والتي كانت نتيجتها مفاجأة مذهلة لدعاة الحروب والمروجين؛ لها بعد أن رفضت مصر الإنذار البريطاني - الفرنسي الذي يقضي بانسحابها من منطقة القناة بحجة منع الصدام المصري - الإسرائيلي المحتمل، وبدأت قوات التآمر الثلاثى بالهجوم على مصر.

فشل العدوان عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، نتيجة تماسك الشعب المصري وشجاعته والتحامه مع الجيش في صد العدوان، بالإضافة إلى معارضة أمريكا للخطة البريطانية – الفرنسية؛ لأسباب إستراتيجية أمريكية، وأيضًا لصدور الإنذار الروسي العنيف الذي هدد بضرب كل من (لندن، وباريس، وتل أبيب) في حالة عدم إيقاف إطلاق النار.