شهد هذا العام إطلاق فيلمين عن قصة بينوكيو، ولكن ليس من الصعب تفريقهما عن بعضهما البعض.
الأول محاكاة حية من إخراج روبرت زيميكيس لفيلم والت ديزني الكرتوني الذي أنتج عام 1940، مع توم هانكس بدور جيبيتو المحبوب، وأداء صوتي لشخصية الصرصار جيميني كريكت قدمه جوزف غوردون - ليفيت.
الثاني، من إخراج غييرمو ديل تورو، يحكي قصة جيبيتو (أداء صوتي لدايفد برادلي) الذي يُقتل طفله بقذيفة في الحرب العالمية الثانية، فينحت صبياً من الخشب، خلال فورة سُكْر، وذلك إبان حكم موسوليني الفاشي لإيطاليا. في هذه النسخة، تموت الشخصية الرئيسية عدّة مرات.
يقول غييرمو ديل تورو لبي بي سي كالتشر: "في فيلمنا يموت بينوكيو ثلاث أو أربع مرات، ويخوض حواراً مع الموت، وتعلمه شخصية الموت أن الطريق الوحيد ليعيش كإنسان، تعني أنه سيموت في النهاية. هناك ما يقارب الستين اقتباساً سينمائياً لقصة بينوكيو، وأراهن بمبلغ كبير من المال أن مقاربتنا هذه غير موجودة في أي نسخة من النسخ الأخرى".
اختار المخرج المكسيكي أن يكون اسمه جزءاً من عنوان الفيلم "بينوكيو بحسب غييرمو ديل تورو"، وذلك منطقي. فالشريط المصوّر بتقنية stop-motion، أو تقنية تحريك الرسوم باستخدام الإطارات الثابتة المتعاقبة، يمكن أن يعدّ الإنتاج النموذجي لتلخيص جوهر مسيرة ديل تورو
شخصيات الفيلم السحرية الغريبة تبدو كأنها قريبة من شخصيات فيلمه "هيلبوي" (2004). كما أن الصراع بين البطل غير التقليدي بينوكيو (صوت غريغوري مان)، والمسؤول الحكومي الحاقد (صوت رون بيرلمان) يبدو كأنه صدىً للصراع في فيلم ديل تورو "شكل المياه" (2017).
يقول ديل تورو: "كنا واضحين منذ البداية أن هذا الفيلم سيكون قطعةً من فيلمَي "العمود الفقري للشيطان" ومن "متاهة بان"، في إشارة إلى اثنين من أفلام الرعب التي أنتجها قبل سنوات، ودمجت بين الحرب الأهلية الإسبانية، وعوالم ماورائية.
يتابع: "كنت واضحاً مع نتفليكس التي مولت الفيلم، أنني لست بصدد صناعة فيلم للأطفال، ولا للأسر، بل فيلم من أجلي ومن أجل لفريق العمل".
صحيح أن رؤية ديل تورو فريدة من نوعها، إلا أنه لم يأخذ قصة خرافية لطيفة ليحوّلها إلى قصة مروّعة.
عالمياً، فإن النسخة الأشهر من القصة لا تزال فيلم ديزني المتحرّك حيث يتحوّل بينوكيو إلى حمار، ويبلعه وحش بحر عملاق. يقول ديل تورو: "شاهدت فيلم ديزني في عمر مبكر جداً، وهو أحد أكثر الأفلام التي شاهدتها رعباً على الإطلاق".