أثارت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، إلى بيلاروسيا تخوفات غربية بشأن إمكانية دخول بيلاروسيا الحرب الأوكرانية، التي اندلعت في فبراير الماضي.
قلق أمريكي من زيارة بوتين
وأعربت الولايات المتحدة، عن قلقلها إزاء دور بيلاروسيا في الحرب، وأوضحت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، أن واشنطن تراقب عن كثب التفاعل بين روسيا وبيلاروسيا في حرب الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا، بما في ذلك نشر القوات الروسية في الأراضي البيلاروسية.
وأضافت بيير - في بيان على موقع البيت الأبيض، أمس الثلاثاء- إنه "لطالما شعرنا بالقلق من دور بيلاروسيا في الحرب الروسية" مشددت على أن بيلاروسيا مكنت روسيا من شن حرب ضد أوكرانيا وقدمت الدعم لموسكو وسمحت باستخدام الأراضي البيلاروسية كنقطة انطلاق للقوات.
وتابعت "نواصل مراقبة وضع القوات الروسية عن كثب وهذا شيء كنا نفعله وسنواصل القيام به كذلك في بيلاروسيا وسنبقى على اتصال وثيق مع أوكرانيا وهم يدافعون ببسالة عن أنفسهم ضد الروس".
ضغط بوتين على لوكاشينكو
وفي السياق نفسه، يعتقد مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أن بوتين كان بإمكانه الضغط على رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو للموافقة على إرسال قوات بيلاروسية للحرب ضد أوكرانيا ومع ذلك، فإن لوكاشينكو ليس لديه رغبة كبيرة في اتخاذ هذه الخطوة.
ووصل بوتين أمس الأول إلى العاصمة البيلاروسية، لأول مرة منذ 2019 والتقى الرئيس لوكاشينكو.
وعلقت صحيفة "الجارديان" البريطانية، على زيارة بوتين لبيلاروسيا، من خلال مقال الكاتب بيجوتر ساوير التي أشار فيها، إلى أن زيارة الرئيس الروسي إلى بيلاروس تثير الكثير من المخاوف بشأن مساعي موسكو لضم الدولة الحليفة للحرب في أوكرانيا.
وأضاف الكاتب في مقاله أنه مما يزيد هذه المخاوف أن محادثات الرئيس الروسي في بيلاروس تناولت التعاون العسكري الوثيق بين البلدين، إلى جانب أنها تأتي بعد ساعات قليلة من قيام القوات الروسية بشن هجمات صاروخية عنيفة على منشآت الطاقة في أوكرانيا والتي تمكنت من تدمير العديد من مواقع البنية التحتية في أجزاء عديدة من البلاد بما فيها العاصمة كييف والمناطق المحيطة بها، طبقا لما ذكره عمدة كييف فيتالي كليتشكو.
التعاون العسكري بين روسيا وبيلا روسيا
ويسلط الكاتب الضوء على المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده كل من بوتين ونظيره البيلاروسي أليكسندر لوكاشينكو في مينسك حيث أكدا على اتفاق البلدين على تعزيز التعاون المشترك من خلال إطلاق تدريبات عسكرية مشتركة وهو ما أثار قلقا بالغا لدى أوكرانيا.
وينسب الكاتب إلى بوتين قوله خلال المؤتمر الصحفي أن كلا الطرفين اتفقا على استمرار التعاون المشترك واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة البلدين من خلال إعطاء الأولوية لتحسن كفاءة القوات المسلحة وتعزيز قدراتها القتالية.
وأشار الكاتب إلى أن الكرملين يبذل جهودا حثيثة منذ عدة سنوات لتعميق التكامل مع بيلاروس والتي تعتمد على موسكو إلى حد بعيد في الحصول على قروض وإمدادات الغاز بأسعار مخفضة، على الرغم من رفض رئيس بيلاروس لفكرة التوحيد الكامل مع روسيا.
وفي الوقت نفسه نسب الكاتب إلى بوتين قوله إن بلاده لا تسعى "لاحتواء أي طرف" متهما أطراف معادية بالمحاولة لمنع روسيا من التكامل مع بيلاروس.
حماية الحدود الأوكرانية مع بيلاروسيا
ويتناول الكاتب موقف الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي من تلك التطورات حيث أكد في تصريحات صحفية في أعقاب لقاء له مع قيادات الجيش أن حماية الحدود الأوكرانية مع كل من روسيا وبيلاروس تمثل أولوية مطلقة لبلاده.
ويوضح الكاتب أنه على الرغم من التعاون الوثيق بين روسيا وبيلاروس إلا أن لوكاشينكو طالما رفض التورط المباشر بقوات من بلاده في حرب أوكرانيا، مشيرا إلى أن المناورات العسكرية المشتركة التي أجرتها كل من روسيا وبيلاروس الشهر الماضي أثارت الكثير من المخاوف بشأن تورط مينسك في الحرب في أوكرانيا.